فيما لم يبرز اي تطور جدي حول تشكيل الحكومة، حرصت قوى سياسية على اشاعة اجواء متفائلة بانجاز عملية التشكيل قبل عيد الاستقلال، بعد ازالة العديد من العراقيل. ولكن كتلة المستقبل دعت في بيانها امس القوى السياسية الى المساعدة في تسهيل تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر قريبة من المعنيين بتشكيل الحكومة، ان عملية التأليف وصلت الى خواتيمها المرجوة وان الاعلان عن الصيغة النهائية سوف يكون قبل نهاية الاسبوع الجاري وتحديدا قبل يوم الجمعة المقبل. وتشير الى ان العودة لصيغة ال ٢٤ وزيرا دفعت الى التخلي عن العديد من الحقائب والاسماء التي كانت متداولة. وتضيف ان الاتفاق النهائي استقر على اسناد حقيبة التربية الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية او من يمثله، وان حقيبة الداخلية قد حسمت الى تيار المستقبل وتحديدا الى الوزير الحالي نهاد المشنوق.
كذلك فان حقيبة الخارجية قد تم الاتفاق النهائي على بقائها مع التيار الوطني الحر وممثله في الحكومة المستقيلة الوزير جبران باسيل وهي من ضمن الوزارات السيادية الاربع التي تم توزيعها بين الكتل النيابية الاكبر والاوسع تمثيلا.
عقدة القوات
اما بالنسبة الى القوات اللبنانية فتقول المصادر ان العقدة التي كانت قائمة على هذا الصعيد لجهة المطالبة بحقيبة سيادية قد تم تجاوزها وحلها باعطائها حقيبتي الاشغال والاعلام، وهما من الوزارات المهمة والمؤثرة على الصعيدين الخدماتي والسياسي. وكذلك بالنسبة الى اللقاء الديموقراطي ورئيسه النائب وليد جنبلاط، اذ تقرر على هذا الصعيد حصر تمثيل طائفة الموحدين الدروز بمن يمثل والاخذ بمن سماهما جنبلاط اي النائبين مروان حماده وايمن شقير بعد تجاوز العقبات التي كانت تعترض عملية التسمية.
وتختتم المصادر ان حقيبة الدفاع ستسند الى شخصية ارثوذكسية مقربة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وقد شارك في اشاعة الاجواء المتفائلة النائب حكمت ديب الذي قال: يبدو ان الحكومة ستشكل قبل عيد الاستقلال. كما قالت قناة المنار ان مساعي بذلت ادت الى حلحلة الكثير من العقد، واذا ما استمرت الامور في اليومين المقبلين على هذا المنوال، فان عقدا اضافية سيتم تفكيكها ما قد يرفع حظوظ تشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال.
الجميل في بعبدا
على صعيد آخر، أكد الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الرئيس ميشال عون أنه مطمئن بأن الرئيس لديه برامج لمواجهة المصاعب والاستحقاقات وقيادة السفينة الى بر الأمان. واذ دعا الى قيام حكومة متوازنة ومنتجة، قال ننزعج من بعض المطالَب وكأن الحكومة هي حكومة تحقيق مصالح حزبية وفئوية اكثر منها لمصلحة وطن، معتبرا في المقابل أن من مصلحة العهد ولبنان ان تكون الكتائب فاعلة وفعالة في الحكومة.
وعن العلاقة مع القوات، قال الجميل: هناك تنافس وهو طبيعي ونأمل أن تكون تكون غيمة صيف عابرة، وسأل:اذا لم نتفق نحن مع القوات، فكيف يمكن أن يقوم لبنان؟
كما عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واستعرضت خلاله الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وكررت الكتلة دعوتها للقوى السياسية على اختلافها ضرورة المساعدة على تسهيل تشكيل الحكومة. فاللبنانيون ينتظرون ولادة الحكومة من أجل النهوض بالبلاد وتعويض ما لحق بها من خسائر وسلبيات تراكمت خلال فترة الشغور الرئاسي. فتداعيات التطورات الدولية والاقليمية غير الملائمة، كذلك وما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تستدعي الإسراع في تأليف الحكومة.