IMLebanon

كلام لعون والراعي في بكركي وردان من بري وقبلان

السجال الرئاسي الذي شغل الساحة السياسية وغطى على اخبار تشكيل الحكومة، هل يؤدي الى فرملة اندفاعة تأليف الحكومة؟ مصادر تيار المستقبل استبعدت ذلك، فيما مصادر عين التينة كررت التساؤل واضافت: هل تدفع الحكومة قبل ان تولد ثمن انعدام الثقة؟

الاشكالات بدأت بعيد وصول الرئيس ميشال عون الى بكركي امس حيث القى كلمة قال فيها ان جميع مؤسساتنا اصيبت بالوهن بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب والعجز الذي وقعت فيه السلطة. ولم يمض وقت حتى رد الرئيس نبيه بري قائلا: فعلا التمديد سيء والمؤسسات اصيبت بالوهن كما قال فخامة الرئيس، ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان أسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي.

بيان قبلان

كذلك دخل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان على الخط ورد على كلمة القاها البطريرك الراعي وقال فيها انه لا يجوز استبدال سلة الشروط بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام الفيتو من فريق ضد آخر.

وقال قبلان في بيان له ان الشيعة حرصوا على الدوام على تذليل العقبات وازالة العراقيل من امام العهد الجديد حين طرحوا ضرورة انجاز تفاهمات جديدة ضمن سلة حل متكاملة لتجنب أزمات نحن بغنى عنها، ولإزالة الغيوم السوداء عن سماء هذا الوطن. وقال المسلمون الشيعة كانوا وما زالوا أكثر حرصاً على إقامة دولة العدالة والمساواة، وهم قدموا التضحيات والتنازلات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي، مضيفا على مر التاريخ كان الشيعة مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى حق الدفاع عن مناطقهم، ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم، لأننا نطالب بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين.

زيارة بكركي

وجريا على تقليد متبع منذ انشاء الجمهورية اللبنانية يقضي بأن تكون بكركي أولى وجهات رئيس الجمهورية بعيد انتخابه، توجه الرئيس عون امس الى الصرح البطريركي حيث اجتمع بالبطريرك الراعي،وكانت مناسبة حدد فيها سيّد الصرح تطلعاته من العهد الجديد، فقال لعون انها فرصتكم، فخامة الرئيس، لتطبيق وثيقة اتفاق الطائف تطبيقا فعليا، منعا لشل قرارات الدولة في كل حين، وتجنبا لتفكيك اوصالها. وهذا يشكل الخطر الأكبر على الكيان. ولا بد، بادىء ذي بدء، وبالسرعة الممكنة، من إقرار قانون جديد للإنتخابات يكون حافزا لمشاركة كل فئات الشعب في هذا الواجب الوطني، ويؤمن المناصفة التي نص عليها اتفاق الطائف. ورأى ان من اولى الأولويات ان يوفق رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع فخامتكم في تأليف مجلس الوزراء الجامع، بروح المشاركة الشاملة لا المحاصصة، معتبرا انه لا يجوز في أي حال استبدال سلة الشروط بصيغ التشبث بحقائب وباستخدام الفيتو من فريق ضد آخر. وهذا امر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ويدخل اعرافا تشرّع الباب أمام آخرين للمبادلة بالمثل، وتعرقل مسيرة قيام دولة الحق والقانون.

من جهته، اعتبر الرئيس عون أن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة. وأكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري الذي سد شرايين الدولة وجعلها في حالة عجز دائم. والسبب الأساسي هو الانحطاط الذي ضرب المجتمع، فأصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق. وكل عمل سلطوي لا يحترم بمعاييره القوانين والأخلاق يصبح جريمة، لأنه يسبب الأذى للأفراد وللمجتمع.

وفي خضم الانهماك بتشكيل الحكومة المرتقب ان تبصر النور قريباً، جاء بيانا عين التينة والمجلس الاسلامي ليطرحا علامات استفهام واسعة حول هدفهما في هذا التوقيت بالذات، وما اذا كانا مجرد رد موضعي على موقفين، او رسالة خطتّ احرفها بتأن لمن يعنيه الامر.

وقالت مصادر تيار المستقبل ان السجالات لن تحول دون انضاج الطبخة الحكومية قريبا، في حين سألت قناة lbc: هذا الانفجار، هل تصل شظاياه الى ملف تشكيل الحكومة؟ وهل يؤدي هذا التصعيد الى اطاحة عملية التشكيل؟ واين يقف حزب الله من هذا السجال؟

اما موقف التيار الحر، فعبرت عنه قناة otv بقولها: ليس المهم الآن، من سيكون وزيرا لهذه الحقيبة، ولا هاجس المخلصين في هذه الساعة، كم ستكون حصة هذا الحزب، او قضمة ذلك الفريق، او شهية ذلك الطرف… الاخطر الآن، هو هذا الانطباع الذي بدأت ملامحه الاولى تتكون عند الناس، بان هناك صراعا خفيا سريا مكتوما، مكبوتا، قد عاد الى الظهور. صراع، بين من يعتقد ويؤمن ويريد ان يكون هناك ما قد تغير في البلد نحو الاحسن والافضل، وبين من يسعى ويجهد ويدأب كي يثبت للناس، صحيح انكم انتخبتم رئيسا للجمهورية، لكن لن نسمح لكم بأن تغيروا شيئا مما كان قائما في مزرعتنا منذ ربع قرن، من زمن الوصاية حتى ما حسبتموه سيادة، ومن ايام ما تسمونه الاحتلال، حتى تطلعكم الى مواعيد ما تعتبرونه الاستقلال.