المواقف التي رافقت انطلاقة الحكومة أمس، أكدت على العمل الجدّي ومعالجة الأزمات والأمور العالقة بمنطق التعاون والتفاهم. وقد حدّد الرئيس ميشال عون الذي ترأس الاجتماع الأول للحكومة، أولويات العمل وهي صياغة قانون للانتخابات واجراء الانتخابات، ومعالجة شؤون المواطنين كتأمين المياه والكهرباء وتنظيم السير، واقرار الموازنة.
وقد أخذت الصورة الرسمية للحكومة بحضور الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والوزراء، وانتهت جلسة مجلس الوزراء بتشكيل لجنة البيان الوزاري.
وفي كلمة ألقاها الرئيس عون في الجلسة حدّد أولويات عمل الحكومة وقال للوزراء: تعلمون أنكم تعتبرون حكومة وفاق وطني عليها ان تواجه أولا اجراء انتخابات نيابية، وصياغة قانون انتخابي والمحافظة على الاستقرار الامني، وإعطاء الافضلية في كل وزارة لما ينتظره المواطنون منا، كتأمين المياه والكهرباء والاشغال العامة وتنظيم السير. وهناك أيضا مشروع الموازنة الذي يجب إقراره، إضافة الى التعيينات الملحة في الشواغر. وأكد فخامته أن وزراء الدولة، كلف كل واحد من الوزراء القيام بمهمة. ونأمل أن يبدأ كل وزير بمهمته بعد أن تنال الحكومة الثقة في مجلس النواب.
وشكّل المجلس لجنة صياغة البيان الوزاري على الشكل التالي: الرئيس سعد الحريري رئيسا، ومعالي الوزراء: مروان حماده، محمد فنيش، علي حسن خليل، سليم جريصاتي، نهاد المشنوق، بيار بوعاصي، ويوسف فنيانوس.
اجتماع لجنة الصياغة
وقد عقدت لجنة الصياغة أول اجتماع لها عصر أمس في السراي برئاسة الرئيس الحريري. وبعد الجلسة قال الوزير المشنوق: تمّ الاتفاق على النقاط الأساسية التي ستدرج في البيان الوزاري.
وقال: ليس هناك نقاط خلافية أساسية.
وهناك عدد من المواضيع التي ستطرح، فموضوع الإرهاب أساسي كموضوع الانتخابات والوضع الاقتصادي ومسألة اللاجئين السوريين.
سئل: هل يمكن أن نعود إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة؟
أجاب: الأمر غير وارد مطلقا. البيان سيكون مستوحى من خطاب القسم والبيان الوزاري الأخير اللذين سيحددان كل النقاط الأساسية التي سيقوم عليها البيان الوزاري، وبالتالي هناك شبه اتفاق على كل البنود السياسية الرئيسية ولا خلافات.
من ناحيته، قال الوزير جريصاتي: إن الأجواء إيجابية، ومتفقون على العناوين كافة، وسيكون البيان الوزاري مقتضبا قدر الإمكان، وهو سيتضمن عناوين المرحلة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وموضوع النزوح.
وصول ايرولت
ومع انطلاقة العمل الحكومي وصل الى بيروت مساء امس وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لتقديم التهنئة الى الرئيس ميشال عون ولرئيس الحكومة سعد الحريري وكذلك من المقرر ان يلتقي الرئيس نبيه بري ونظيره اللبناني جبران باسيل.
وابدى الوزير الفرنسي ارتياحه لانتخاب الرئيس عون، كما ابدى سروره لمشاهدة صور رئيس الجمهورية في باحات وقاعات المطار.
في المحور الانتخابي الذي يحتل صدارة الاهتمامات في المرحلة المقبلة، والذي لا يوفّر الرئيس بري مناسبة الا ويوجه سهامه في اتجاه قانون الستين والتشديد على ضرورة وضع قانون جديد للانتخاب على اساس النسبية، اكد في لقاء الأربعاء ان الأولوية اولا وثانيا وثالثا وعاشراً لإنجاز قانون الانتخابات الجديد في اسرع وقت، مشيراً الى اهمية الوصول الى صيغة تعتمد على النسبية بدل قانون الستين الذي خبرنا جميعا سيئاته.
ادعاءات اسرائيلية
على صعيد آخر، قال مسؤول عسكري إسرائيلي امس الأربعاء إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن مقاتلي حزب الله اللبناني في سوريا يستخدمون حاملات جنود مدرعة أميركية كان قد تم توريدها للجيش اللبناني.
وفي إفادة للصحافيين الأجانب في تل أبيب عرض المسؤول صورة لمركبات عسكرية قال إنها تتضمن ناقلات جنود أميركية مدرعة مصطفة في طريق. وقال ناقلات الجنود المدرعة هذه تابعة لحزب الله.. أثناء قتاله في سوريا أخذوها من القوات المسلحة اللبنانية.
وقال المسؤول الذي تقتضي شروط الإفادة عدم تعريفه باسمه أو رتبته أو منصبه تبادلنا هذه المعلومة مع دول أخرى منها الولايات المتحدة بالطبع حتى أنني يمكنني القول بأننا تعرفنا على هذه المركبات بالتحديد بمحددات خاصة نعرفها… إنها ناقلات جنود مدرعة أعطيت للقوات المسلحة اللبنانية. هذا ليس افتراضا.
