ودعت الأشرفية في مأتم رسمي وشعبي مهيب، ابنها الشهيد الياس ورديني الذي قضى في اعتداء اسطنبول الإرهابي ليلة رأس السنة. كما ودعت البيرة في الشوف ابنها الشهيد هيكل مسلم. وستقام الصلاة لراحة نفس الشهيدة ريتا الشامي في مطرانية الروم الكاثوليك في بيروت غدا الخميس ثم ينقل جثمانها الى بلدتها جون.
وكانت جثامين الشهداء اعيدت الى بيروت مساء امس الاول على طائرة خاصة اقلت ايضا الجرحى.
وقد جرى للطائرة التي اقلت الجرحى وجثامين الشهداء مساء امس الاول استقبال رسمي وشعبي حاشد، شارك فيه الرئيس سعد الحريري، وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير البيئة طارق الخطيب، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، النائب إميل رحمة، مستشار الرئيس فادي فواز.
وقد غص صالون الشرف الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بالشخصيات الرسمية وأهالي الضحايا الذين حملوا صور أبنائهم، فتم فتح صالون آخر امتلأ أيضا، ما استدعى فتح قاعة ثالثة.
وترأس الصلاة لراحة نفس الشهيد ورديني امس، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، يعاونه لفيف من الكهنة، في كنيسة سيدة الدخول للروم الارثوذكس. وحضر الى ذوي الشهيد، وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وعدد من الوزراء.
كما ودعت بلدة البيرة الشوفية عند الثالثة بعد ظهر امس، شهيدها هيكل حنا مسلم في مأتم رسمي وشعبي مهيب، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة غطاس خوري.
وترأس صلاة الجناز في كنيسة قلب يسوع في البيرة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والقى مطر عظة قدم فيها التعازي باسم الراعي، وعدد مزايا الشهيد، مشددا على التمسك بحضارة الحياة بوجه حضارة الموت.
هذا وشيع الاردن امس شهيدين من ابنائه سقطا في اعتداء اسطنبول. كما وصلت جثامين ٤ شهداء سعوديين الى الرياض من اصل ٧ سعوديين قتلوا في الملهى.
كذلك سقطت شهيدة فلسطينية من عرب اسرائيل كانت ورفاق لها يسهرون ليلة رأس السنة في الملهى.
وقد توالت ردود الفعل المستنكرة لجريمة اسطنبول الإرهابية امس، مطالبة بخطة عالمية لاجتثاث الارهاب واستئصاله قبل ان يفترس الاستقرار العالمي العام.
فقد دان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجريمة، وقال في برقية تعزية وجهها الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: ان هذا الاعتداء المدان يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الدول لمواجهة الاٍرهاب ومعالجة اسبابه.
وكان عون تابع تفاصيل الاعتداء الإرهابي في اسطنبول واطلع على التقارير التي كانت ترد من بعثة القنصلية اللبنانية في المدينة عن اوضاع اللبنانيين الذين اصيبوا والاجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية اللبنانية بالتنسيق مع المسؤولين الأتراك لتأمين العلاج اللازم لهم.
وقال الرئيس الحريري في تصريح له تعقيباً على الحادث: نحن امام حلقة جديدة من حلقات الارهاب التي تجتاح الدول والمجتمعات، ولا بد من تضافر كل الجهود الدولية لمكافحة هذه الآفة واستئصالها من جذورها.
واضاف الحريري: ان الحكومة اللبنانية تجدد في هذا اليوم تضامنها مع الشعب التركي وقيادته، وتعبّر عن تعاطفها الشديد مع أهالي الضحايا من كل الجنسيات، لا سيما مع أهلنا الذين اصابهم الهجوم الارهابي، والذين يترقبون عودة ابنائهم سالمين باْذن الله.
جعجع
وتقدم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأصدق التعازي من عائلات الشهداء الذين قطفهم الإرهاب في ريعان الشباب، وكانوا يستقبلون العام الجديد، كما كل اللبنانيين والعالم، بابتسامات تضج بالأمل وحب الحياة. وأعرب عن تمنياته للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل، معتبرا أن حربنا ضد الإرهاب طويلة جدا، لم تبدأ بما شهده لبنان طوال السنوات الخمس الأخيرة، ولن تنتهي للأسف، بالهجوم الإرهابي المسلح الذي طاول مدينة اسطنبول ليلة رأس السنة.