هل تأخر رئيس مجلس النواب نبيه بري في اثارة موضوع مصير البحث عن النفط في لبنان، وهو في الوقت عينه حذر من انه سيكشف النقاب عما يثير التساؤل في هذا الصدد، حيث لم يعد احد يسمع عن الموضوع وما هو مصيره بعد تعيين الهيئة الناظمة وتحديد الرواتب الخيالية لرئيسها والاعضاء التي تقدر بملايين الدولارات ما اثار تساؤلا عن جدوى الهيئة والرواتب الخيالية التي تتقاضاها بنسب قياسية تتجاوز رواتب كبار المسؤولين من رؤساء ووزراء (…)
ان تهديد الرئيس بري بكشف النقاب عن الملابسات التي رافقت وترافق موضوع استخراج النفط وتأكيده ان «هناك خطرا آخر نواجهه اليوم هو محاولة التربص وسرقة ثروتنا النفطية»، فيما نحن ما زلنا في دائرة الانتظار المفرغة واشار في هذا المجال الى ما كشف اخيرا من اتصالات بين اليونان وقبرص واسرائيل للتعاون في مجال استثمار النفط على حساب حقوق الاخرين وقال «علينا البدء بخطوات جدية وعملية للدفاع عن ثروتنا النفطية واستثمارها، والا فانني لن ابقى ساكتا ومكتوف اليدين».
هذا الكلام لرئيس المجلس قاله في لقاء الاربعاء النيابي، ما ترك الانطباع بانه لن يتجاهل الموضوع مهما اختلفت الاعتبارات، لاسيما ان مصادر مطلعة كشفت بدورها عن ان الرئيس بري «سبق له ان راجع المعنيين من دون ان يتلقى جوابا شافيا عما طرحه من تساؤلات».
وفي اعتقاد المصادر المشار اليها، ان رئيس المجلس اعطى لنفسه فرصة قبل ان يكشف عما هدد بكشفه، حيث لا يعقل ان يبقى موضوع النفط وكأنه ممنوع على اي كان مقاربته، فيما تنشط اليونان وقبرص واسرائيل في الافادة من هذه الثروة من غير التوقف عند التحذيرات التي وجهت الى لبنان من اسرائيل في حال بدأ التنقيب عن النفط، بما في ذلك البحث في المناقصات التي تقدمت بها شركات عالمية للتنقيب والاستثمار (…)
ومن المؤكد ان الرئيس بري هو افضل من في وسعه كشف النقاب عن اسرار هذه القضية، لكن المهم ان يقول كلمته قبل فوات الاوان، طالما ان هناك ما يستحق كشف النقاب عنه، لاسيما ان مصادر نيابية علقت على كلام الرئيس بري بقولها انه افضل من يتحدث عن مثل هكذا خفايا مالية وادارية من الضروري عدم السكوت عنها، بعدما سبق لاسرائيل ان هددت بالدخول على خط النفط اللبناني منذ وقت بعيد ما حمل كبار المسؤولين الى التحسب السياسي والديبلوماسي قبل ان يترجم العدو تهديداته؟!
سامي الجميل في لوس انجلوس؟
اعرب النائب سامي الجميل عن سعادته لوجوده في لوس انجلوس، فيما اعتبر ان «المطلوب من اللبنانيين في الانتشار ضرورة شراء منازل لهم في بلداتهم التي هاجروا منها، وتمضية الوقت في لبنان بما في ذلك الادلاء باصواتهم في الانتخابات النيابية لاختيار الاشخاص المناسبين» واكد اننا «لن نستسلم او نبيع ارضنا ولن نترك بلادنا ولن نفقد الامل من تحسن الاوضاع في لبنان!
ولفت الجميل في اشارته الى انه «يؤمن بوحدة المجتمع اللبناني وبضرورة العمل على رفض اي تقسيم يمكن ان يصيبه» مشددا على اهمية قول الحقيقة مهما كان الثمن (…) لكن المسؤولية التاريخية تحتم علينا احترام الرأي الاخر بغض النظر عن الاختلافات في وجهات النظر «لاننا لن نصل الى بر الامان في ظل مجتمع مشرذم».
ان كلام النائب الجميل لم يصل الى حد حديثه عما يؤخر اللبنانيين عن انتخاب رئيس جمهورية، فيما حدد مجموعة مطالب وكأنه ليس خارج لبنان، من خلال قوله ان «ما يطلب منا الان لا يقارن مع تضحيات الذين سبقونا» وقال «لو اهتمت الدولة بمواطنيها وأمنت لهم الطبابة وضمان الشيخوخة وفرص العمل ومتطلبات الحياة الكريمة لاختار الجميع العودة الى لبنان»، من غير ان يشير بمطلق عبارة الى ما ادى باللبنانيين الى الهجرة الجماعية، بما في ذلك ما يحول دون عودتهم الى وطنهم، في الوقت الذي يعجز نوابنا الكرام عن انتخاب رئيس للجمهورية، من دون ان ينسى ان «اللبنانيين يناضلون ويضحون لانهم مؤمنون بالقدرة على بناء بلدهم بما في ذلك كسر الشر وانتصار الخير»؟
ان كلام النائب الجميل كان يمكن ان يكون اكثر ايجابية في حال وضع هؤلاء المغتربين في الصورة الواقعية للبنانهم في الوقت الحاضر، بما في ذلك «ضرورة العمل على تغيير الطبقة السياسية الحالية وتحريرها من الارتهان للمحاور الخارجية من اقليمية ودولية وضبط الحدود لمنع الانجرار الى الحرب في سوريا (مثلا) وجرها الى لبنان حقنا لدماء العسكريين الذين يدفعون ثمنا باهظا لقاء دفاعهم المستميت عن وطنهم وشعبهم (…)
الفرد النوار