جلسة بلا رئيس اليوم.. ومجلس وزراء حامي الوطيس
أجندة فرنسية لسنوات لإغاثة النازحين.. والبرلمان العربي: حزب الله منظمة إرهابية
«صباح الخير، سيدي الرئيس».
هذا الكلام سمعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أطفال مخيّم الدلهمية قرب زحلة في وادي البقاع، على بعد كيلومترات قليلة من سوريا، حيث نزح هؤلاء ليقيموا في مخيّمات عشوائية، شاهد الزائر الفرنسي نموذجاً منها، واصطحب معه عائلة نازحة الى بلاده ليصبح عدد النازحين الذين استقبلتهم فرنسا واحداً بعد الألف حيث استقبلت بلاده ألف نازح سوري عام 2015.
وفي المخيّم المذكور تقيم مائة عائلة، حيث ما يساوي 600 شخص معظمهم من النساء والأطفال، مع شيوخ مسنين وأطفال تحوّلوا إلى يد عاملة، بدءاً من عمر دون العاشرة، وجلّ ما يطلبه هؤلاء هو «العودة إلى منازلهم في أسرع وقت وليس الذهاب إلى أوروبا».
وفي ما خصّ لبنان الذي أمضى فيه الرئيس هولاند 48 ساعة، وغادره من مطار رياق العسكري، بعد أن كان وصله بعد ظهر السبت من مطار رفيق الحريري وتوجه إلى وسط بيروت حيث التقى الرئيس نبيه برّي في مجلس النواب بعد استقبال رسمي فرش فيه السجاد الأحمر، وعلى بعد أمتار من هناك انتقل إلى السراي الكبير حيث اجتمع إلى الرئيس تمام سلام، بعد أن تفقّد برفقة برّي وسط العاصمة الذي أعاد بناءه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، متفقداً الجامع العمري الكبير وكنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس، وأشاد بما وصفه «التضامن الاستثنائي مع اللاجئين السوريين».
أما في لغة الأرقام، فطمأن الرئيس هولاند اللبنانيين إلى مساعدات فرنسية على مدى ثلاث سنوات للنازحين بما مجموعه مائة مليون يورو، على أن تكون هناك مساعدة بمقدار 50 مليون يورو إعتباراً من هذا العام.
وفي عداد الأرقام أيضاً، أعلن الرئيس هولاند أن بلاده ستقدّم 20 مليون يورو في إطار برنامج تجهيز وتسليح الجيش اللبناني.
أما بالنسبة للمسيحيين، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر الصنوبر وبحث معه وضع مسيحيّي الشرق الأوسط، في ضوء توسّع خطر الجماعات المسلحة في سوريا والعراق، فقد تساءل هولاند: «هل يخاطرون بحياتهم للبقاء أم أن عليهم الرحيل؟»، مستدركاً «إذا رحلوا فسيختل توازن الشرق الأوسط بكامله».
وفي السياسة والرئاسة، كانت اللقاءات مع رؤساء الطوائف والكتل والأحزاب إشارة فرنسية جديدة على «اهتمام فرنسا كدولة عظمى صديقة لا مصالح لها، ويطالبها اللبنانيون بالتدخّل»، وفقاً لمصدر مقرّب من هولاند (أ.ف.ب).
لم يلتق هولاند «حزب الله»، ولم يعرف ما إذا كان التقى النائب ميشال عون أم اقتصر اللقاء مع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، إذ لا إشارة رسمية على حصول اللقاء، إلا أن مصدراً مقرّباً من الرابية أكد أن عون شارك في عشاء السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر وعلى الهامش صافح المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الذي كان التقى هولاند مثل سائر القيادات السياسية (راجع ص3).
إذاً، انتهت زيارة هولاند اللبنانية بالتأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، حيث تعهّد خلال زيارته الثانية بأن تبذل بلاده مساعٍ حميدة مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران، بعد أن حققت غايتها في ما خصّ النازحين السوريين، ليستقر في مصر مع 30 رجل أعمال لتوقيع عقود تجارية بين البلدين، ثم الأردن لتفقّد قاعدة الأمير حسن، حيث من هناك تنطلق الطائرات الفرنسية في غاراتها على مواقع «داعش» في سوريا والعراق، من ضمن التحالف الدولي.
ولاحظ عضو تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب أن هولاند لم يخض في أية تفاصيل، ولا رؤية لديه، لافتاً إلى تراجع الدور الفرنسي على حساب الدورين الروسي والأميركي في المنطقة.
ورغم ان جلسة الانتخابات التي ستعقد اليوم لن تختلف عن سابقاتها، فأن الرئيس الفرنسي كان حازماً بما طلبه من المسؤولين اللبنانيين بحثهم على ضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن، حسب ما اكدت مصادر سياسية التقت هولاند لـ«اللواء»، وهي كشفت ان الرئيس الفرنسي كان ضاغطا على كل من التقاهم لضرورة انجاز هذا الاستحقاق الذي كان بندا أساسيا في محادثاته اللبنانية.
وأشارت المصادر الى ان رغم ما كان أشيع عن ان الزيارة لن تتم فهي تمت وبنجاح تام فاق كل التوقعات، وهي تؤكد مرة جديدة أن لبنان ليس منسيا دوليا ولا يزال لاعباً أقليمياً أساسياً وأن هناك اهتماماً خاصاً به اوروبياً.
وأعتبرت المصادر بان هذه الزيارة تعني إطلاق المبادرات بأتجاه لبنان من جديد ان كان على صعيد المنطقة أو المجتمع الدولي، ولفتت المصادر ان ما أعلنه هولاند في تصريحاته أمام الاعلام هو ما أكد عليه خلال اللقاءات، حيث اعتبر ان لا يمكن ان يتكل لبنان على الخارج من أجل انتخاب رئيس، وشدد على ان باستطاعة القيادات اللبنانية الاتفاق فيما بينها للخروج من هذا المأزق والتوصل الى انهاء الشغور الرئاسي الذي يشكل قلقآً لفرنسا وللمجتمع الدولي.
وكشفت المصادر الى ان هولاند شدد على ضرورة تفعيل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية في ظل الشغور الرئاسي، وهو طرح عدة اسئلة عن عملهما في هذه الظروف.
ولفتت المصادر الى انها فهمت من هولاند أن وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت سيزور لبنان للتحضير لاجتماع مجموعة الدعم الدولي لمساعدة لبنان، مشيرة الى ان ذلك يعتبر اجتماعا بالغ إلاهمية في هذه الظروف مما يعني ان فرنسا والمجتمع الدولي على وعي تام بمعاناة لبنان الاقتصادية والاجتماعية من جراء النزوح السوري.
الجلسة 38 وأمن الدولة
واليوم، بعد أن انتهت زيارة هولاند يوم آخر في الأجندة اللبنانية، حيث تلتئم الجلسة 38 لانتخاب رئيس الجمهورية، وسط توقعات بأن لا تحمل مفاجآت، سواء على صعيد النصاب أو الحضور، بل ذهبت إلى حدّ القول بأن ينقص النصاب فلا يزيد عن الجلسات السابقة نظراً للمراوحة السياسية في هذا الملف، بانتظار شهر أيار، حيث في 25 منه يكتمل عقد سنتين على الشغور الرئاسي.
وبعد الظهر، تعقد جلسة عند الرابعة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع أمن الدولة، على قاعدة فصل التمويل عن الصلاحيات.
وأملت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان تشهد الجلسة اليوم تفاهماً بين جميع الفرقاء وأن يتم الاتفاق على مخرج لملف جهاز أمن الدولة، لتسيير شؤون كافة الأجهزة الأمنية التي تعمل لبسط الأمن والاستقرار على الأراضي اللبنانية.
وتمنّت المصادر ان تسود الحكمة التي يتمتع بها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في هذه الجلسة.
وفي أتصال مع «اللواء» حول الموضوع قال وزير السياحة ميشال فرعون الذي التقى سلام السبت «نحن لن نتسلى لمجرد طرح المزايدات، بل نريد حلاً لجهاز أمن الدولة المعرقَل عمله».
وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر عونية عن أن مخصصات الجهاز ستتأمن على أن يبحث موضوع الصلاحيات من ضمن قانون تنظيم هذا الجهاز في جلسات لاحقة.
وفي الجلسة عينها، سيثير «حزب الله» توصيف قمّة اسطنبول للمقاومة بالارهاب، وموقف لبنان من ذلك، إلى جانب قضية حجب «المنار» عن قمر «نايل سات»، وفقاً لما كشفته قناة «المنار» أمس.
وإذا كان موضوع جهاز أمن الدولة من الممكن مقاربته باعتباره بنداً أوّل من دون سجالات إضافية، على أن يأخذ النقاش مداه، وفقا لما أكدته لـ«اللواء» مصادر وزارية مسيحية، فإن الملف السياسي المتعلق بقرارات قمّة منظمة التعاون الإسلامي في ما خص إدانة إيران وحزب الله ستحضر بقوة على الطاولة وربما تشهد نقاشات حادّة.
في هذا الوقت، كشفت المعلومات الواردة من الكويت، أن الإجراءات ضد اللبنانيين لم تصل إلى نهاياتها بعد، وأن دول مجلس التعاون في مرحلة تبادل المعلومات الأمنية واللوجستية ليصار على ضوئها اتخاذ ما يلزم من خطوات.
ووفقاً لمصادر كويتية، فانه يخشى أن يدفع اللبنانيون مرّة أخرى ثمن السياسات الخاطئة بعد تصعيد حزب الله ضد الدول الخليجية، وبخاصة السعودية (راجع الافتتاحية).
وفي إطار الإجراءات العربية، أفادت وكالة الأنباء السعودية أن البرلمان العربي ادان التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، معتبراً «حزب الله» جماعة إرهابية.
وعلمت «اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم ستكون بدلاً عن يوم الخميس المقبل بسبب سفر الرئيس سلام إلى نيويورك للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام في 22 الشهر الحالي في مبنى الأمم المتحدة للتوقيع على اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ التي اعتمدت في 12 كانون الأوّل الماضي بمشاركة قادة دوليين.
الحوار والانترنت
غير الشرعي
اما غداً الثلاثاء، فستعقد لجنة الاتصالات النيابية جلسة لمتابعة النقاش في فضيحة الانترنت غير الشرعي، في حين تعقد الأربعاء جلسة للحوار الوطني في عين التينة، وهدد أمين سر تكتل الإصلاح والتغيير النائب إبراهيم كنعان بالانسحاب منها إذا لم تناقش موضوع قانون الانتخاب المطروح اساساً على النقاش، مثلما كان أعلن الرئيس نبيه برّي منذ فترة بعد أن تسلم تقرير لجنة التواصل النيابية، باعتبار ان هذا الموضوع سيكون مدخلاً لمعاودة عقد الجلسات التشريعية، تحت عنوان «تشريع الضرورة».
وأشار رئيس لجنة الاتصالات النائب حسن فضل الله إلى أن وزير الدفاع سمير مقبل سيقدم تقريراً يتضمن تحقيقات حول ملف الانترنت غير الشرعي، بالاضافة إلى وزارة الداخلية والمسؤولين عن المعابر كالمطار والمرفأ والجمارك، وبالتأكيد وزارة الاتصالات بالدرجة الأولى.
ولفت إلى أن القضاء وجّه للضابطة العدلية استنابات من أجل اجراء التحقيقات، الأمر الذي سيساعد على فضح كل المتورطين.
على الصعيد البلدي، وبعدما أعلن الرئيس سعد الحريري تبني ترشيح المهندس جمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت تحوّلت الانتخابات البلدية والاختيارية إلى شغل اللبنانيين الشاغل، وأعلنت حركة «امل» على لسان وزير المال علي حسن خليل اننا «أصبحنا في مرحلة تنفيذية»، فيما باشر المرشح عيتاني نشاطه بالمشاركة في لقاء نسائي لتيار المستقبل في عين المريسة شارك فيه امين عام التيار أحمد الحريري.