Site icon IMLebanon

صيدا تقترع للإنماء وجزين لأبو زيد وإشكالات في أقضية النبطية

صيدا تقترع للإنماء وجزين لأبو زيد وإشكالات في أقضية النبطية

الحريري يتعهّد بمتابعة المسيرة.. وباسيل يوظّف النتائج في التجاذب السياسي

احتفلت صيدا بفوز استثنائي للائحة «إنماء صيداً برئاسة رئيس البلدية الحالي محمّد السعودي.

واحتفل «التيار الوطني الحر» بفوز مرشحه للانتخابات الفرعية النيابية أمل أبو زيد بفارق أصوات تجاوز 14280 صوتاً عن أقرب منافسه مقابل 7753 صوتاً للمرشح المنافس إبراهيم سمير عازار الذي سجل حضوراً سياسياً وانتخابياً يؤهّله للمنافسة في ظروف سياسية مختلفة، فيما نال المرشح الثالث العميد صلاح جبران 3230 صوتاً وباتريك رزق الله 378 صوتاً.

وفي أقضية محافظة النبطية، وصور، أبدت أوساط الماكينات الانتخابية لحزب الله ارتياحها لنسب التصويت والمشاركة، والتي وإن لامست مستوى أدنى من انتخابات العام 2010، فإنها صبّت في مجرى دعم اللوائح المتنافسة أو لوائح «الوفاء والتنمية» التي واجهها «متمردون» من أهل البيت الواحد والعائلة الواحدة والتنظيم الواحد في معرض الاعتراض على سياسات اتسمت بالبيروقراطية وفرض المرشحين الذين يلقون اعتراضات في المدن والقرى والبلدات التي شكلت لوائح منافسة، فضلاً عن بروز ظاهرة اليسار والمستقلين و«الأنتلجنسيا» الشيعية التي قالت «لا» كبيرة لتجاوز قوى المجتمع الحيّة في الأقضية الممتدة على طول الجنوب.

وإذا كان «التيار الوطني الحر» سارع للاحتفال بنتائج ما وصفه بالمعركة، بمشاركة رئيسه الوزير جبران باسيل، معلناً فوز أبو زيد الذي تلقى اتصالاً أيضاً من العماد ميشال عون، فإن المواقف التي أعلنها باسيل من شأنها أن تفتح المجال أمام تجاذبات جديدة، عندما اعتبر أن الأولوية الآن لانتخابات نيابية مبكرة وتقصير ولاية المجلس الحالي، على أن تكون بقانون إنتخاب جديد.

على أن الحدث البارز في المرحلة الثالثة للانتخابات البلدية، كان في صيدا التي لم تتأخر في الإعراب عن فرحتها لفوز لائحة «إنماء صيداً، مع طلائع صدور النتائج الأولية، هذه الفرحة التي شارك فيها الرئيس سعد الحريري من دون تخطيط مسبق، واصفاً ما حصل «بالعرس الوطني الديموقراطي»، والتي يكمل فوزها ما أراده لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وخاطب الرئيس الحريري والده الشهيد قائلاً: «هذه صيدا التي أحبتك ولبنان الذي أحبك من بيروت إلى طرابلس».

ولم يقتصر التجاذب السياسي على ما أعلنه الوزير باسيل في جزّين، بل حضر أيضاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الداخلية نهاد المشنوق، معلناً فيه جهوزية وزارة الداخلية لإجراء إنتخابات نيابية، إلا أنه أكد أن القرار لا يعود للوزارة، معتبراً أن الأولوية الآن هي لانتخاب رئيس الجمهورية، واصفاً الكلام عن إجراء إنتخابات نيابية بأنه عنوان اشتباك سياسي، معتبراً أن المشروعية السياسية لمجلس النواب مفقودة ليس بسبب التمديد له مرتين وإنما بسبب عدم قدرته على انتخاب رئيس بصرف النظر عن الجهة المعطِّلة.

ورداً على سؤال، قال الوزير المشنوق أن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، كان واضحاً في خطابه في عشاء السفارة، وهو قصد بأن يُؤكّد بأن المملكة على مسافة واحدة من كل اللبنانيين ومن كل المرشحين، وانه يجب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لكنه لاحظ اننا قد نحتاج إلى بعض الوقت لنحكم على قدرته على تنفيذ ما أعلن، لكن كان واضحاً ان السفير كان حريصاً على القول بأن قيادة المملكة على مسافة واحدة وانها معنية بأمن واستقرار كل اللبنانيين.

ومع إعلان النتائج تباعاً، بعد اقفال صناديق الاقتراع عند السابعة مساء، سارت الأمور على نحو ما كان متوقعاً، سواء لجهة فوز لائحة الإنماء في صيدا ولائحة التيار العوني في جزّين، فضلاً عن اللوائح المدعومة من «امل» و«حزب الله» في كل مراكز الأقضية والبلدات الكبرى.

وعلى هذا الأساس، وفي ضوء ذلك يمكن تسجيل القراءات التالية:

1 – حصلت في صيدا وجزين وسائر الجنوب ما يمكن وصفه بالمعارك الانتخابية ورمت القوى السياسية بثقلها لإنجاح اللوائح التي دعمتها، في غير معركة، متخطية الطابع الإنمائي والأهداف المنشودة من وراء هذه الانتخابات.

2 – حافظت القوى السياسية على الإمساك بورقة التنمية بيدها، فيما يمكن وصفه بمعركة أحجام وأرقام في عموم الجنوب.

3 – أثبتت نتائج الانتخابات الفرعية في جزّين أن الصوت الشيعي لا يزال يُشكّل رافعة «للتيار الوطني الحر» في معاركه داخل الساحة المسيحية، والتي كان آخرها معركة جزّين في بعديها البلدي والنيابي بدليل فرق الأصوات بين مجموع ما حصل عليه المرشحان عازار وجبران والتي حصل عليها النائب الفائز أبو زيد.

4- أكدت القوى المعترضة على الثنائيات في عموم الجنوب ان لديها حضوراً مشهوداً في البلدات التي خاضت فيها المواجهات، على ان يُحدّد وزير الداخلية موعداً جديداً لمعاودة الانتخابات في بلدة كفرصير التي توقفت فيها الانتخابات بسبب امتناع أهاليها عن التوجه إلى صناديق الاقتراع.

5- وليلاً زفت الماكينة الانتخابية «لأمل» بأنها تتقدّم في مختلف بلديات الجنوب، بالاشتراك مع «حزب الله».

6- ومع طي هذه الصفحة راحت الأنظار إلى محافظة الشمال والتي ستكون المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، والتي من المستبعد أن تأتي نتائجها مغايرة للطابع الذي اتخذته في مختلف المناطق.

على ان المفارقة كانت في حارة صيدا حيث فاز رئيس البلدية الحالي سميح الزين في لائحة غير مكتملة من 9 أعضاء و3 أعضاء لحزب الله و3 من لائحة حركة «أمل».

وكان المشنوق أوضح في بداية مؤتمره الصحفي ان نسبة الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية بلغت 48.15 في المائة، لافتاً إلى ان الأداء الإداري تحسن وكذلك الأمني، والتعاون بين قيادة الجيش وقوى الأمن كان ممتازا، مشيراً إلى أن كل الثغرات التي حصلت عولجت في اللحظة نفسها من قبل غرفة العمليات.

وكشف ان 60 في المئة من الاتصالات أتت من رؤساء الأقلام في حين أن30 في المائة من المراقبين و10 في المائة من الجمعية اللبنانية لمراقبة ديمقرطية الانتخابات، مشيراً إلى ان الوزارة تبلغت عن حالات رشاوى في بلدتي البرغلية وتولين.

سلام في اسطنبول

إلى ذلك، وصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، إلى تركيا، حيث سيترأس وفد لبنان في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في مدينة اسطنبول. وستكون له اليوم كلمة في المناسبة، ولقاءات مع قادة الدول المشاركة.

ويرافق سلام وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير التربية الياس بو صعب.

وكانت دوائر رئاسة مجلس الوزراء وزّعت السبت جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الخميس المقبل، وهو يتضمن 74 بنداً، بينها 16 موضوعاً من الجلسة الماضية، بالإضافة إلى لائحة بمشاريع مراسيم عادية عددها عشرة مشاريع تحتاج للاصدار من قبل مجلس الوزراء استناداً إلى المادة 62 من الدستور.

(راجع التفاصيل ص2)

ومن أبرز البنود عرض وزارة البيئة موضوع وقف الأعمال الجارية في موقع سد جنة على نهر إبراهيم، وطلب مجلس الإنماء والاعمار الموافقة على دمج اشغال الحماية البحرية وأشغال معالجة جبل النفايات القائم وأشغال إنشاء وتشغيل خلايا الطمر الصحي العائدة لمشروع إنشاء مركز مؤقت للطمر الصحي في موقع برج حمود – الجديدة في ملف تلزيم واحد.