Site icon IMLebanon

الحق على أميركا  

 

 

يعلم القاصي والداني أنّ المشاكل في العالم العربي كلها سببها التحيّز الأميركي لإسرائيل، وهذا لا خلاف عليه، ولكن هناك أسئلة بحاجة الى أجوبة، على الأقل في الشأن اللبناني:

 

السؤال الأوّل: ٣٠ سنة من دون كهرباء، هل أميركا مسؤولة عن هذه الحال وإصلاح الكهرباء وبناء المعامل؟

 

الثاني: ٤٢ مليار ديناً على الدولة اللبنانية بسبب الكهرباء لأننا لم نستعمل الغاز بديلاً للفيول، فهل أميركا هي التي منعتنا من استعمال الغاز؟

 

الثالث: سنة ونصف السنة في المرة الأولى، سنتان ونصف السنة في المرة الثانية حتى انتخبنا رئيساً للجمهورية، فهل أميركا هي المسؤولة؟ ومن فرض ميشال عون رئيساً، هل هي أميركا؟

 

الرابع: كل حكومة منذ اغتيال شهيد لبنان رفيق الحريري حتى اليوم يحتاج تشكيلها الى سنة حسب مزاج جبران باسيل ليختار أي وزارة يريد وكم عدد الوزراء الذين يريدهم، فهل أميركا مسؤولة عن هذه العرقلة؟

 

الخامس: عملية حسابية بسيطة (أيضاً منذ اغتيال الرئيس الحريري) أي منذ خمس عشرة سنة… عشر سنوات من أصل ١٥ سنة والدولة معطلة بدءًا بحصار الرئيس السنيورة في القصر الحكومي سنة كاملة الى سنة ونصف السنة لانتخاب الرئيس ميشال سليمان، وإلى سنتين ونصف السنة لانتخاب الرئيس ميشال عون الخ… فهل أميركا مسؤولة عن ذلك؟

 

السادس: الرئيس الحريري قال إنّه من «سيدر» الى اليوم نحو سنتين لحل الوضع الاقتصادي بأموال «سيدر»، ومع ذلك التعطيل قائم؟ فهل أميركا هي المسؤولة عن هذا التعطيل؟

 

السابع: المياه تنقطع عن البيوت فيضطر المواطن الى دفع ثلاث فواتير: فاتورة الدولة وفاتورة الصهاريج وفاتورة مياه الشرب، فهل أميركا هي المسؤولة؟

 

الثامن: النفايات، منذ سنوات عديدة ونحن نتخبّط في أزمة النفايات وكأننا البلد الوحيد في العالم الذي يواجه شيئاً إسمه النفايات، أو كأننا البلد الوحيد الذي ينتج نفايات… ومع ذلك فإننا قد نكون فعلاً البلد الوحيد في العالم الذي يعاني تداعيات أزمة النفايات بيئياً وصحيّاً ومالياً، فهل أميركا هي المسؤولة عن أزمة النفايات؟

 

فلنتحدّث بالسياسة: أميركا أعلنت أنّ «حزب الله» إرهابي، طبعاً الشعب اللبناني لا يقبل بهذا التوصيف، والسؤال: هل اللبناني قادر على أن يقول للأميركي: لا تضع قيوداً على المصارف اللبنانية؟

 

ولا بد لنا هنا، أن نتذكر البنك اللبناني – الكندي الذي اضطر أن يندمج مع «سوسيتيه جنرال» بسبب ما اتهم به بأنه يسهّل تحويلات مصرفية لـ»حزب الله».

 

وهناك انذار ثان تمثل ببنك جمّال الذي بسبب اتهامه بأنه يعطي التسهيلات لجماعة ذات صلة بـ»حزب الله»… فكان أن صفّى البنك ذاته.

 

في هذا الوقت أتحفنا السيّد حسن نصرالله بأنه لا يتعامل مع المصارف وأنّ أمواله تأتي من إيران، والسؤال: ماذا عن بقية اللبنانيين؟

 

بصراحة أنّ اللبنانيين يدفعون، اليوم، ثمناً باهظاً بسبب «حزب الله»، هذه هي الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى، والحل هو في أنّ يترك «حزب الله» عملية تشكيل الحكومة كي تأخذ مجراها الطبيعي تكنوسياسية، بأسماء مقبولة غير مستفزة، وهي موجودة، على سبيل المثال وزير الصحة جميل جبق الذي هو من أنجح الوزراء.

 

عوني الكعكي