نعم ومليار نعم، فـ»نظام الملالي» في إيران هو صناعة أميركية بامتياز، وإن كنا قد نسينا فإننا لن ننسى أنّ مؤسّس نظام الملالي في إيران آية الله الخميني كان هارباً خوفاً من شاه إيران في مدينة النجف، وأخذه الاميركيون الى فرنسا واستأجروا له ڤيلا في باريس باسم المخابرات المركزية الاميركية الـ»C.I.A» ثمّ حضّروه وأعادوه الى طهران بطائرة فرنسية ليخلعوا الشاه وينفوه، الذي رفضت استقباله أي دولة في العالم…
الوحيد الذي تجرّأ وتحدّى الاميركيين هو الرئيس أنور السادات وفتح له قصراً من القصور الفخمة هو قصر القبّة ليقضي بقية عمره خصوصاً أنه كان مصاباً بمرض السرطان حيث توفي في مصر.
وهذه المعلومات تؤكد علاقة أميركا بنظام الحوثيين، وكيف تّم دعمهم من الولايات المتحدة لينتصروا على المملكة العربية السعودية في حرب دامت 8 سنوات.. لم تستطع المملكة أن تحسمها، وخسرت مئات المليارات وعدداً كبيراً من الجنود، لينتصر الحوثيون طبعاً بمساعدة أميركا.
وها هي ذي المعلومات والاعترافات التي تؤكد مساندة ودعم الولايات المتحدة للحوثيين…
فقد اعترفت الولايات المتحدة رسمياً بدعم الحوثيين في اليمن حيث صرح جنرال أميركي رفيع المستوى لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن أميركا تدعم الحوثيين في اليمن لمحاربة الإرهاب الإسلامي السني، وأن أميركا هي من سلمت اليمن للحوثيين وهي من تدخلت لإنقاذهم وحالت دون سقوطهم بوضع الخطوط الحمراء حول صنعاء والحديدة وصعدة ومنعت الجيش اليمني السني من التقدم لإسقاط مدينة الحديدة، ثم فتحت ميناء الحديدة لدعم الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وفي المقابل ساهمت في إفشال عمل الحكومة الشرعية وتفكيك الجيش اليمني السني ومنع تزويده بالأسلحة الثقيلة المتطورة!!!
وفي مقال لـ”باك ماري بيري” في مجلة “فورين بوليسي” قال الضابط الاميركي إن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن المرشح وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن غضب من التدخل السعودي ضد الحوثي “لأننا كنا ندعم بهدوء قتال الحوثيين ضد القاعدة السنية في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت!!!”.
وحول شعار الحوثيين “الموت لأميركا الموت لإسرائيل”، قال الجنرال الأميركي إنّ هذا مجرد شعار لا حقيقة له في أرض الواقع ونحن نتواصل مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية وهم شركاء معنا في العقيدة ضد اهل السنة وحلفاء لنا في محاربة الإرهاب السني الإسلامي بالعراق وبيروت وسوريا واليمن.
وأشار الجنرال الأميركي إلى وجود اتفاقية مع الحوثيين، حيث نص أول بند من الاتفاقية، على تمكين الحوثي من اليمن مقابل قيامهم بضرب الإسلاميين السنّة في جزيرة العرب، كما نص البند الثاني على أن يقوم الطيران الأميركي بدون طيار “الدرونز” بإسناد جوي لدعم الحوثيين، أما البند الثالث فينص على أن تلتزم الولايات المتحدة الأميركية بدفع تكاليف الحرب ودفع رواتب المقاتلين الحوثيين ورعاية أسر القتلى الحوثيين وعلاج جرحاهم، وذكر أن الحوثيين اشترطوا على أميركا سرية هذا الاتفاق!!!
وقد كشف موقع “انتيليجنس أون لاين” الاستخباراتي الفرنسي، أن محطة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) في صنعاء، تلقت توجيهات من واشنطن بتكثيف تعاونها مع ميليشيات “أنصار الله” التي يقودها عبدالملك الحوثي، لاسيما في ما يتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم القاعدة، ومما يؤكد صحة التنسيق المشترك بين الحوثيين والولايات المتحدة أن الطائرات الأميركية من دون طيار لا تتحرك من قواعدها البحرية إلا بعد تنسيق مع غرف العمليات الموجودة في صنعاء في مبنى الأمن القومي ومبنى وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وهذه المؤسسات أصبحت تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل، ما يعني أن التنسيق بينهم أصبح أمرًا واقعًاً!!!
وقبل أن يدخل الحوثيون العاصمة صنعاء، كانوا يهددون بطرد السفير الأميركي من العاصمة، وحدث أن تظاهروا أمام السفارة في تاريخ 13 أيلول 2012م، واستغرب الجميع من التساهل الأمني الذي سمح لهم بالدخول إلى أعتاب السفارة، لكن الأمر تغيّر بعد دخولهم صنعاء، حيث لم يتوجه الحوثيون إلى مبنى السفارة الأميركية الكائن في منطقة “شيراتون” بل توجهوا إلى جامعة الإيمان ومقر المنطقة العسكرية السادسة، واقتحموا مقرات (التجمع اليمني للإصلاح) واقتحموا عددًا من المساجد التابعة للسلفيين ولبعض قواعد حزب الإصلاح، السني الشافعي بعدما فجروا في طريقهم عددًا من المساجد والمدارس ودور تحفيظ القرآن الكريم في عمران وهمدان وحاشد وحرف سفيان!!!