IMLebanon

الحزب “يُبشّر” بتغيير الموازين عجز حكومي أمام كارثة النفايات

مع بداية عيد الفطر اليوم تخمد محركات التحركات والاتصالات السياسية حتى بداية الأسبوع المقبل حيث من المنتظر أن تتكثف دورة المساعي الجارية من أجل تمرير جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل في أجواء مغايرة للجلستين العاصفتين السابقتين. واذا كان معلوماً أن هذه المساعي تتركز على اعادة البحث في صيغة توافقية لآلية عمل مجلس الوزراء المدرجة بتعهد من رئيس الوزراء تمام سلام في مقدم بنود جدول الاعمال، فإن كارثة النفايات التي ستنفجر ابتداء من اليوم مع اقفال اهالي الناعمة والبلدات المحيطة بها مطمر الناعمة ستضحي بنداً طارئا يملي على الحكومة مواجهته بما يرجح معه عدم اقتصار الجلسة المقبلة على موضوع الآلية الحكومية وحدها.

وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن الرئيس سلام أبلغ من يعنيهم الامر أنه ماض قدما في العمل الحكومي الذي سيعاود الخميس المقبل.

على صعيد متصل، قللت مصادر نيابية بارزة الآمال المعقودة على مبادرات يقوم بها هذا الفريق أو ذاك لحل المعضلات الداخلية المطروحة، لكنها لفتت الى ان اختراقاً داخلياً تحقق من خلال مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب الذي جمع حتى الآن 13 توقيعاً بعد انضمام وزيريّ “حزب الله” حسين الحاج حسن ومحمد فنيش ووزير السياحة ميشال فرعون الى الموقّعين. وتحدثت عن حوار قائم مع “القوات اللبنانية” لمقاربة العمل النيابي.

في غضون ذلك، تواصلت ردود الفعل الداخلية على الاتفاق النووي من زاوية الاصطفافات السياسية المختلفة واسترعى الانتباه في هذا السياق كلام لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي أكد “بكل ثقة ان ما بعد الاتفاق مع ايران ليس كما قبله، فكثير من المعادلات والموازين ستتغيّر لأن العالم اصبح معترفا بوجود قوة تلتزم قوة المنطق الذي استطاع على مدى 11 عاما من التفاوض ان يمرغ أنف القوى التي تحكم العالم”.

مواقف ديبلوماسية

وفي المقابل، أفادت مصادر سياسية مطلعة أن السفير الاميركي ديفيد هيل في لبنان أبلغ من زارهم مودعاً من المسؤولين بسبب انتهاء فترة عمله في لبنان ضرورة التعامل مع الاتفاق النووي خارج أي تموضع داخلي، مضيفاً أن واشنطن حريصة بعد الاتفاق مع طهران على حفظ مصالح لبنان. وتوقع انعكاس الاتفاق على لبنان لاحقاً، ولكن ليس في فترة قريبة. وأشار الى ان الولايات المتحدة لم تدخل بعد في البحث مع إيران في ملفات المنطقة.

ومن المقرر أن يجول السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي على المسؤولين لشرح موقف بلاده من الاتفاق النووي.

كما علمت “النهار” أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الايطالي باولو جنتيلوني الذي زار لبنان هو في صدد إطلاع نظرائه في المجموعة الاوروبية على واقع الشغور الرئاسي “الذي بات يشكل خطراً على الاستقرار القائم” كما نقل عنه أمس السفير الايطالي الجديد في لبنان ماسيمو ماروتي الى وزير العمل سجعان قزي في زيارة تعارف. واستناداً الى ما قاله السفير ماروتي، فإن وزير الخارجية الايطالي في صدد طرح أفكار في شأن الوضع اللبناني مع أصدقاء إيطاليا وأهمية “تحصين لبنان بوجود رئيس جديد للجمهورية”.

وأعلن مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ امس ان كاغ ناقشت آخر التطورات في لبنان والمنطقة مع مجموعة واسعة من الشخصيات اللبنانية والدولية. وشملت لقاءاتها الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، والسيد نادر الحريري، ومسؤولين من “حزب الله” وسفراء كل من مصر وإيران والولايات المتحدة. كما تحدثت كاغ هاتفيا مع الدكتور سمير جعجع وسفير فرنسا.

ونقلت الى محاوريها “استمرار التزام المجتمع الدولي الحفاظ على الاستقرار في لبنان. كما نقلت رسالة مجلس الأمن أن استمرار الفراغ الرئاسي لا يزال مصدراً للقلق، خصوصاً أنه يقوض قدرة لبنان على التصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها. وأكدت أهمية قدرة مؤسسات الدولة اللبنانية على العمل بشكل فعال لمواجهة هذه التحديات”.

أزمة النفايات

في سياق آخر، ارتسمت ظلال قاتمة على أزمة جمع النفايات وطمرها التي يتوقع انفجارها اليوم مع اعتصام اهالي الناعمة والبلدات المجاورة لمنع العمل في مطمر الناعمة وهو اعتصام مدعوم من فاعليات المنطقة وفي مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي. ووضع هذا الموقف وزير البيئة محمد المشنوق والحكومة في مواجهة أزمة أظهر بيان للوزير صعوبة التوصل الى حلها، إذ أعلن استمرار شركة سوكلين في اداء خدمة جمع النفايات وكنسها ومعالجتها الى حين استكمال جهوزية الشركات الفائزة في المناقصات، على ان تؤمن البلديات واتحاداتها مطامر النفايات. لكن هذا الحل بدا قاصراً عن احتواء الازمة التي يخشى ان تعم المدن والبلدات الاسبوع المقبل.