Site icon IMLebanon

الجيش أحبط اختراق عين الحلوة؟ سلام يطالب بمناطق سورية للنازحين

لم تحل الالتباسات العربية التي شابت القمة العربية الـ27 التي انعقدت أمس في نواكشوط دون ابراز صوت لبنان الرسمي حيال ما يعنيه من أعمال القمة ومنتداها، اذ تميزت الكلمة التي القاها رئيس الوزراء تمّام سلام بالتركيز على المطالب اللبنانية المتصلة خصوصا بأزمة اللاجئين السوريين. واذا كان حجم المشاركة اللبنانية في القمة تضاءل بدوره مع تغيب ثلاثة وزراء عن الوفد الوزاري المرافق للرئيس سلام واقتصاره على الوزير رشيد درباس، فان مفارقة لافتة واكبت هذه المشاركة بدت معها صورة متطابقة تماماً مع المشاركة العربية المنقوصة. لكن ذلك لم يقلل اهمية مضمون كلمة سلام التي خصصها لمحاور محددة من شأنها القاء الضوء على المسؤولية العربية في مساعدة لبنان على تحمل اعباء تداعيات الحرب السورية عليه.

ولعل أبرز ما تضمنته كلمة سلام تمثل في اقتراحه تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة انشاء مناطق اقامة للنازحين السوريين داخل الاراضي السورية “واقناع المجتمع الدولي بها لان رعاية السوريين في أرضهم أقل كلفة على دول الجوار وعلى الجهات المانحة وأفضل طريقة لوقف جريمة تشتيت الشعب السوري “. ودعا في انتظار ذلك الى انشاء صندوق عربي “لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود وتحسين شروط اقامة النازحين الموقتة”. وبعدما شدد على ان “لبنان ليس بلد لجوء دائم وليس وطناً نهائياً إلا لأهله”، لفت الى تعرض لبنان “لموجة ارهاب عابرة للحدود”، داعياً الى “الخروج من موقف الدفاع في وجه هذا الوحش وتجنيد كل الطاقات لمحاربته بكل الاشكال “. كما اتخذ موقفاً مؤيداً للاسرة العربية من التدخلات في شؤون دولها، فاعلن ” اننا لسنا محايدين في كل ما يمس بالامن القومي لأشقائنا وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي ونرفض أي تدخل في شؤون البلدان العربية ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها تحت أي عنوان”.

وفيما يعود الرئيس سلام الى بيروت اليوم، علمت “النهار” من مصادر وزارية ان الجلسة الاستثنائية التي سيعقدها مجلس الوزراء غدا والمخصصة لملف الاتصالات قد لا تشهد إختراقاً ونظراً الى إستمرار الخلاف بين الوزير المعني بطرس حرب ووزير الخارجية جبران باسيل على خلفية الموقف من عقديّ الخليوي. وأقترحت تفادياً لإنتهاء الجلسة من دون أي نتيجة أن يخصص القسم الاول منها لموضوع الاتصالات والقسم الثاني لجدول الاعمال العادي، خصوصاً أن لا جلسة عادية لمجلس الوزراء الخميس لإضطرار الرئيس سلام الى أن يكون خارج البلاد.

الجيش وعين الحلوة

على الصعيد الامني، برز أمس تطور اكتسب دلالات مهمة وتمثل في تعاقب عمليات تسليم مطلوبين من مخيم عين الحلوة الى مخابرات الجيش وكان من أبرزهم محمد عبد الرحمن شمندر شقيق الفنان فضل شاكر، الى أربعة آخرين. وتزامن ذلك مع توقيف الجيش في بلدة عرسال شقيقي أحد مسؤولي “داعش” حمزة الجباوي الذي كان أوقفه الجيش وذلك خلال عمليات دهم للجيش في عرسال. وقالت مصادر عسكرية لـ”النهار” إن الجيش هو اليوم في أقصى درجات الاستنفار والتأهب استباقاً لاي عمل ارهابي محتمل ومنعاً للاخلال بالامن، مشددة على انه في موازاة تركيزه على الحدود لا يغفل عينه الاخرى عن مخيم عين الحلوة. وعلم في هذا السياق ان الجيش قام بعملية رصد مركزة لتحضيرات كان يعد لها تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” في المخيم ورصد تعاميم موجهة الى مناصري المجموعات الارهابية داخل المخيم وخارجه، وأدرجت المصادر العسكرية هذه التعاميم في اطار حملة تخويف وترهيب ومنع الشبان المطلوبين لدىالسلطات اللبنانية من تسليم أنفسهم. ولذا اكتسبت عمليات تسليم عدد من المطلوبين أنفسهم طابعاً مهماً اذ عكست اتساع عملية الحصار التي يقوم بها الجيش للمجموعات الارهابية وسط قرار حاسم بعدم السماح باللعب بالوضع الامني. ولوحظ في هذا السياق ارتفاع وتيرة التنسيق بين الجيش والامن العام من جهة والفصائل الفلسطينية من جهة اخرى، وقام وفد فلسطيني أمس بجولة على قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم.

في الديمان

على الصعيد السياسي، التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان مساء أمس رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية وزوجته السيدة ريما. وإستبقى البطريرك فرنجية الى مائدة العشاء وعقدا بعدها خلوة إستمرت قرابة ساعة وتخللها عرض للتطورات على الساحة المحلية ولا سيما منها موضوع الفراغ في سدة الرئاسة.