Site icon IMLebanon

هل نحن أمام معادلة «سقوط الحكومة» يعني «سقوط العهد»؟

 

بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، عادت مياه الحياة السياسية اللبنانية الى مجاريها، ولكنها ليست صالحة للشرب بعد بسبب الشوائب التي تطفو على سطحها، وتحديدا في العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، والتي وصلت الى اسوأ مرحلة لها منذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية، والتطورات الاقليمية.

 

فتح غياب رئيس الحكومة سعد الحريري عن لبنان لأيام، رغم الهجوم الارهابي الذي ضرب طرابلس، والمرشح لأن يتكرر في غير مكان بحسب مصادر سياسية مطلعة، الباب امام تساؤلات عن المغزى الحقيقي لهذا «الغياب»، وخصوصا أن سفر الحريري لم يعن بأي لحظة توقف السجالات السياسية، مشيرة الى أن الرسالة الاولى لموقف الحريري كانت بأنه لم يعد يستطيع تأدية دور المتفرج على الهجوم عليه وعلى تياره من قبل قياديي التيار الوطني الحر، وخصوصا أن المسألة تخطّت موقفا هنا أو إشكالية هناك وباتت تلامس دور الطائفة السنية في النظام السياسي، لذلك ترك الحريري صقور تياره أحرارا في تحديد كيفية الرد وتوقيته.

 

أما الرسالة الثانية بحسب المصادر فكانت أن الحريري لا يرغب بالدخول شخصيا في السجالات لكيلا تتسع رقعة نتائجها، فهو لا يزال متمسكا بالتسوية الرئاسية التي حملت عون الى بعبدا وثبتته في السراي الحكومي، وخصوصا ان رئيس الحكومة يعتبر أن سقوط التسوية يعني سقوط الحكومة، وبالتالي سقوط العهد، ما يعني ان هذه الخطوة لا يمكن الا أن تكون الأخيرة.

 

وعليه، تؤكد المصادر أن الحريري بانتظار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للعودة الى ثوابت التسوية، مشيرة الى أنه حتى اللحظة لم يتحقق الخرق الإيجابي في جدار الازمة، كاشفة أن توسع رقعة «الاشتباكات السياسية» لم يصل بعد الى ساحات المجلس النيابي، متوقعة ان يتأثر عمل اللجان النيابية وتحديدا لجنة المال والموازنة بحال قرر «التيار الوطني الحر» رفع منسوب التوتر مع تيار المستقبل أكثر، أو العكس. لذلك إن هذا الامر يطرح سؤالاً أساسيا حول علاقة ما يجري في لبنان بما يجري في المنطقة.

 

يبدو ان صورة الوضع السياسي في لبنان شبيهة بما يجري في المنطقة، اذ لا شك بحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار أن التغيرات بالمنطقة والموقف الاميركي «القديم-الجديد» الساعي للتفاوض مع ايران، وصعوبة تمرير صفقة القرن، ودخول لبنان على خط التفاوض غير المباشر مع اسرائيل لترسيم الحدود البحرية والبريّة، سينعكس تقويضا للاستقرار في لبنان، امنيا وهذا ما بدأ في طرابلس، وسياسيا وهذا ما يقوم به تيار المستقبل، كاشفة أن المسؤولين اللبنانيين يتحضرون للأسوأ، اذ كلما ازداد الضغط على المشروع الأميركي كلما استعملت أساليب قاسية للتنفيس عن الضغط.

 

وتضيف المصادر: «كان واضحا فشل القمم العربية في مكة في فرض أي تغيير على المشهد بالمنطقة، لا بل على العكس كانت القمم مناسبة لترسيخ «الفراق» الخليجي بين محوري إيران- تركيا، والسعودية- الولايات المتحدة الاميركية، من جهة أخرى»، مشيرة الى ان كل التوقعات تشير الى أن الأمور ستزداد صعوبة بالمرحلة المقبلة.

 

وتقول المصادر في 8 آذار: «أن الاجهزة الأمنية اللبنانية رفعت منسوب حذرها الى الحد الأقصى، لمواجهة أي عمل ارهابي تخريبي، خصوصا انها على استعداد لمواجهة «الطرق» الجديدة للإرهاب، كذلك يجب على القوى السياسية الفاعلة استيعاب المرحلة ومنع «فرط عقد» الاستقرار لأهداف سياسية اقليمية»، محذرة من أن بعض التيارات السياسية المحلية قد تلجأ للتصعيد أكثر بطلب خارجي، وهذا ما قد يؤدي الى تأجيل الموازنة أكثر، أو تعطيل البلد.