Site icon IMLebanon

إيقاظ «فتنة العدّ»

 

 

لو كان هناك تعبير أكثر من كلمتيْ «طفح الكيل» لكنّا استخدمناها هنا ولكن، حتى اللغة لا تسعف ـ هذه الأيام ـ من يريد أن يعبّر عن «شرور» الفتن التي توقظها شياطين استفزازات وزير الخارجيّة جبران باسيل كلّما قرّر أن يُلقي خطاباً أو يعرقل مسار الحكومة وحكمها مجتمعة!

 

باختصار، وبكلّ أسف، على الجميع الاعتراف أنّ الحاكم الحقيقي للبنان هو وزير الخارجيّة جبران باسيل، وقد ثبت خلال سنوات العهد الثلاث أنّه قادرٌ على تعطيل الرئاسات الثلاث وصلاحياتها، وأنّه منذ اللحظة التي قال فيها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ـ أثناء فترة تشكيل الحكومة ـ للرئيس المكلّف سعد الحريري وهو يشاوره في أمر تشكيل الحكومة «إحكي مع جبران»، كان على الجميع أن يفهم أنّ هذه الجملة ستشكّل مسار العهد ولبنان والدّولة والحكم شئنا أم أبينا!

 

ومن حيث يدري أو لا يدري، أيقظ وزير الخارجيّة «شيطاناً مريداً» يهدّد العقد الإجتماعي حول «المناصفة» ـ وعن سابق تصوّر وتصميم في بروفة وريث الرئاسة ـ لأنّه وهو يمارس «الحُكم» ينتزع الصلاحيّات من يدِ الحكومة ورئيسها، ومن البرلمان اللبناني ونوّابه وهو يعطّل سير الموازنة مخالفاً نصّ الدّستور، وهذا الشيطان المريد أخرج من صدور اللبنانيين المُستفزّين إلى أقصى الحدود ـ كأننا عشيّة السبعينات ـ إلى العلن لغة «تشغيل العدّ» من جديد، ولا بُدّ هنا فعلاً من التحذير بأمانة أنّه حتّى «حماة المناصفة» بين المسلمين والمسيحيين بدأوا يعلنون صراحة أنّ الأمور في البلد لن تستقيم ما دام هناك خللٌ في نِسَبِ  الـ30 بالمئة والـ70 بالمئة، وأنّ إصرار البعض من الـ30 بالمئة على إعادة عقارب الزمن إلى 6 و 6 مكرّر سيقود الجميع إلى حافّة الانفجار وفتح الباب لحربٍ أهلية لعينة جديدة!

 

إذا استمرّت ممارسات وزير الخارجيّة الاستفزازيّة على هذا المنوال، حتى أكثر المتمسكّين بالطائف والدفاع عنه لن يكون بمقدوره مواجهة طوفان الغضب، وبأمانة شديدة نقول هكذا سياسات وخطابات لا توصل إلا إلى كوارث، وسبق واختبرها اللبنانيّون خلال سنوات الحرب الأهليّة الخمسة عشر، لكنّهم في العامين 1989 و1990 خبروا هذا النّوع من السياسة الإنتحارية التي أوصلت لبنان إلى الدّمار الشّامل وتسليم المناطق الحرّة ـ التي ظلّت عصيّة على الاحتلال السوري طوال ثلاثة عشر عاماً من المقاومة اللبنانيّة الأبيّة ـ على طبق من ذهب وأوصلت المسيحيّين إلى اتفاق الطائف، الذي يسعى الوزير باسيل إلى تخطّيه وهدمه وخرقه والالتفاف عليه، وإذا كان الطائف حرص على مشاعر المسيحيّين وأقرّ المناصفة وأوقف المسلمون العدّ والحديث عن أنّهم أكثريّة، فإن ما نشهده من اعتداءات على الطائف ورغبة في الانقلاب عليه سيدفع ثمنها  تعيد «تشغيل العدّ»، ومن لا يصدّق ما عليه إلا أن يلقي نظرة على مواقع التواصل الإجتماعي…

 

حان الوقت لوضع حدّ للتّمادي والاستفزاز اليومي الذي يمارسه الوزير جبران باسيل لقد خرق كلّ السقوف، عمليّاً لقد أوصل الجميع إلى «الحائط المسدود»، ونحن ـ وبأكثر تشدّد في الواقع الذي اختصره العزيز الأستاذ عماد الدّين أديب بدعوته الرئيس سعد الحريري للاستقالة ـ ندعو رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الاستقالة حفاظاً على ما تبقّى من كرامة رئاسة الحكومة وهيبتها وما ومن تمثّل، هذا التهريج السياسي لم يعد مقبولاً والبقاء في رئاسة الحكومة يترك البلاد رهينة ممارسات الوزير باسيل الاستفزازيّة!!

 

بالمناسبة، ما يمارسه الوزير باسيل سيقود اللبنانيّين المسلمين، اللبنانيّين إلى المطالبة بحقوقهم أيضاً، وبإجراء إحصاء سكّاني للطوائف اللبنانيّة بإشراف أوروبي والمطالبة بتعديل نسب تقاسم هذه الطّوائف الحكم على مستوى الرئاسات الثلاث والوظائف الأولى بحسب حجم وتعداد كلّ طائفة، هكذا «بحتة» هذه «آخرتها»!