Site icon IMLebanon

باراك والفرصة الأخيرة مجدداً لا ضمانات ولا من يحزنون

 

مذكرة النهوض تثبت جدية القرار اللبناني

 

 

لم تنتهِ مفاعيل زيارة الموفد الأميركي توماس باراك الى لبنان وهي جاءت مرافقة بصخب اعلامي وتخللتها مواقف إعلامية متعددة كان المسؤول الأميركي بطلها ايضا. من حيث برنامج اللقاءات والاجتماعات إنتهت الزيارة لكن ما خرج عنها من تحذيرات مبطنة واخرى واضحة وإن بلباس ديبلوماسي توحي ان امام السلطات اللبنانية جهودًا لا بد من بذلها قبل ضياع الفرصة.

اكثر باراك في الكلام وفي معظم عباراته رسائل اراد توجيهها الى المعنيين بعضها اتسم بالسقوف المرتفعة وبعضها كان منسجما مع دوره الديبلوماسي، انما في صريح العبارة استشف ان الجدول الزمني لتسليم السلاح لم يتم وضعه بشكل نهائي، مع إدراكه ان الجيش اللبناني يقوم بمهامه اللازمة في حفظ الأمن وهو منتشر في مناطق جنوبية.

ما سمعه الموفد الأميركي هو إلتزام متجدد بعملية بسط الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وأن الحوار قائم مع حزب الله بشأن تسليم السلاح.

ومن جهته، لم يُشر باراك الى وجود توقع لديه حول عودة الامور الى ما قبل قرار وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، لكنه وفق الأوساط السياسية المطلعة كان يبرز هواجس من وضع غير سليم اذا استمرت المراوحة في مسألة حصر السلاح بيد الدولة ولم تتمكن الحكومة اللبنانية من اتخاذ قرار سريع بتحديد موعد تسليم هذا السلاح والإنصراف الى فرض سيادتها، وتعتبر هذه الأوساط ان المسؤولين اللبنانيين جزموا ان لا متغيرات ستطرأ على الإستراتيجية التي سيتم اعتمادها لسحب السلاح، وان إشكالية الجدول الزمني ستحل بالتوقيت المناسب بعيدا عن اي تفجير محلي.

وماذا بعد هذه الزيارة؟ في الإعتقاد السائد ان باراك نال وعودا تنتظر الترجمة وقد جاءت المذكرة الشاملة بإسم الدولة اللبنانية لتذكر بالثوابت التي تقوم عليها المعالجة اللبنانية لملف معضلة تسليم السلاح كما الملفات الاخرى لاسيما ان هذه المذكرة  تضمنت اطلاق عملية النهوض الإقتصادي هو بضمانة ورعاية من أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم. وهنا ترى الأوساط نفسها ان عودة باراك المقبلة الى بيروت لن تكون قريبة الا اذا استدعى الامر ضغطا على السلطات الرسمية في مجال السلاح، وبالتالي فإن الموفد الأميركي الذي سبق ان اشار الى سياسة العصا والجزرة سيضع الادارة الأميركية في أجواء ما كوَّنه من انطباعات في لقاءاته، ويتابع إتصالاته مع الأطراف المعنية، لافتة الى ان باراك يمانع  ان يؤدي تسليم السلاح الى حرب داخلية، ولكنه في المقابل دعا الى استعجال اصدار قرار حول الجدول الزمني وبشكل واضح.

وتقول انه في كل مرة يغادر فيها باراك بيروت تتكثف الضربات الإسرائيلية في الجنوب وتشير الى ان باراك لم يُعطِ ضمانات بشأن وقف اسرائيل خروقاتها وهذا ما قاله في تصريح له في السراي الحكومي، وتؤكد ان المطلوب تزخيم الحوار المحلي مع حزب الله  في سياق واضح يتضمن الآلية والسلاح والجدول الزمني.

هي مرحلة جديدة من الإنتظار تضاف الى سابقاتها ريثما يتم الإتفاق على إنهاء ملف تسليم السلاح ووقف الاعمال العدائية من قبل اسرائيل وترتيب نقطتي الإصلاحات وملف العلاقة مع سوريا.