Site icon IMLebanon

بشّار الكيماوي

 

لم يكتسب الفريق الركن علي حسن المجيد شهرته بعد نيله الماجستير بالعلوم العسكرية العام 1980 والتي أشرف عليها البروفسور عزّت الدوري.

ولم يشتهر بعد تعيينه حاكماً على دولة الكويت بعد احتلالها.

ولم يسطع نجمه بعد سحقه الانتفاضتين الشيعيتين الأولى والثانية، ولا بعد تصفيته الصهرين العزيزين في العام 1996.

شهرة علي حسن المجيد ارتبطت بتاريخ عظيم؛ يوم توّج حملة الأنفال، في ثمانينات القرن الماضي، بقصف مدينة حلبجة الكردية بقذائف كيماوية ما أدى إلى سقوط حوالى 7000 قتيل في أقل من 48 ساعة.

بعد ذلك التاريخ، ذاق المجيد طعم المجد، فطغى اسم «علي الكيماوي» على كل الألقاب التي حصل عليها بجدارة واقتدار، كمجرم من الطراز الرفيع، والدليل لم يتمكن أحد من كسر أرقامه حتى اليوم، حتى بنيامين نتنياهو شخصياً.

الرئيس بشار الأسد كان له شرف محاولة تخطي رقم المجيد بتاريخ 21 آب 2013، إذ نفذ ضبّاط سوريون هجوماً بغاز السارين (غاز الأعصاب) على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام أوقع 1429 قتيلاً بينهم 426 طفلاً.

لجان التفتيش التابعة للأمم المتحددة، هيومن رايت واتش، ومنظمات أخرى ودول كثيرة بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وثّقت الجريمة الكيماوية ولم تفلح سيناريوات التنصّل منها. ما حدا ببان كي مون إلى القول إن الرئيس السوري بشار الأسد «ارتكب كثيراً من الجرائم ضد الإنسانية يجب أن يحاسب عليها». لم يتصور طبيب العيون أن تبلغ وقاحة بان كي مون الحدّ الذي بلغته. ولم يتوقّع بعد عشرة أعوام أن يصدر قضاة تحقيق من وحدة الجرائم ضد الإنسانية التابعة لمحكمة في باريس مذكرات توقيف بحقه، وبحق شقيقه اللواء ماهر الأسد (56 عاماً) وبحق ضابطين يُشهد لهما بنظافة الكف ونصاعة الضمير. تبّاً لهم. مستعمرون قذرون يريدون النيل من القامات العربية. مرة بإلصاق جرائم حرب بالسيد القائد ومرة بتركيب 55 ألف صورة عن مشاهد تعذيب وقتل في سجون النظام المشهود لها عالمياً باحترام حقوق نزلائها، ومرة بخرق أخلاقيات الحروب وإيتيكيت البراميل.

على كل حال، رب ضارة باريسية نافعة. فليس من السهل وراثة لقب الراحل العظيم علي حسن المجيد، وقد فعلها السيد رئيس الجمهورية. وها هي الشعلة تنتقل هذه السنة بسلاسة من علي الكيماوي إلى بشار الكيماوي إلّا في حال ارتأت الدكتورة بثينة شعبان ترشيح السيّد الرئيس لنيل جائزة نوبل للسلام وترشيح اللواء ماهر لجائزة ساخاروف لحرية الفكر، وهي الجائزة نفسها التي مُنحت لمهسا أميني.

هل يعني اسم «مهسا» شيئاً للأخت بثينة؟