أحبط مجلس بلدية بيروت مساعي النائب فؤاد مخزومي للاستئثار بها، ومدّ نفوذه إليها بغية تحويلها إلى منصة للدعاية الانتخابية قبل عام واحد من الاستحقاق النيابي، إذ انتهت الجلسة الأولى التي عقدها المجلس أمس بعدم موافقة غالبية الأعضاء على تمرير بند يتضمن «هبة غير مشروطة من مؤسسة مخزومي، تُقدِّم بموجبها الدعم اللوجستي للبلدية في كلّ المجالات» بالصيغة التي طُرحت عليهم، والتي اعتبروا أنها أشبه بـ«التصويت على بياض».
فبعد تمسّك رئيس البلدية إبراهيم زيدان بعدم إرجاء البند للاستحصال على مزيدٍ من التفاصيل والتدقيق في قانونية الهبة أو تحديد ماهيتّها، أصرّ الأعضاء المعترضون على سحبه من جدول الأعمال وتغيير صيغته، بعدما لوّح بعضهم بتحويله إلى أول بند يسقط بالتصويت في الجلسة الأولى، خصوصاً أن بعض الأعضاء فوجئ برسالة «مؤسسة مخزومي» التي لم تصل إلى الأعضاء قبل الجلسة، وتضمّنت عرض خدمات من قبيل تقديم المساعدات التي تصل إلى إعداد الدراسات الهندسية التي تحتاج إليها العاصمة، وصولاً إلى إعداد دفاتر شروط للمناقصات! وهو ما أثار استياء الأعضاء الذين أشاروا إلى عدم إمكانية الموافقة على هذا الأمر، لأنه يلغي مؤسسات البلدية الموجودة.
وبحسب المعلومات، استغرق النقاش الحامي حول هذا البند أكثر من ساعتين، رفض فيها العديد من الأعضاء الموافقة على بندٍ «على بياض» من دون تحديد ماهيّة الهبة في سابقة لم يعهدها المجلس، واعتبروا أنها تثير العديد من علامات الاستفهام بغضّ النظر عن هويّة مقدّمها ودوافعه وتوجّهاته السياسيّة. وطلب البعض «الاستفسار أكثر عن الموضوع وصياغة بروتوكول دقيق للتعاون بين المؤسسة والبلديّة بعد تدقيقه قانونياً بغية تحديد آلية تنظمية لكيفية تطبيق الهبات المُقدّمة من مخزومي وتنفيذها للاستفادة منها، خصوصاً أنّنا لا نرفض المساعدة ولكننا نريد حماية المجلس والمؤسسة الواهبة على حدّ سواء».
عارض الأعضاء المسيحيون تمرير هبة مخزومي من دون التدقيق في تفاصيلها وزيدان كان هادئاً وسعى للتوافق
وعليه، ألحّ الأعضاء بمختلف انتماءاتهم على ضرورة عدم طرح البند على التصويت وتعديل صيغته، لتكون صيغته الجديدة «أخذ العلم بكتاب المؤسسة على أن تُعرض كلّ هبة مُقدّمة على المجلس على حدة كي تؤخذ موافقة المجلس من عدمها»، وعلى أن يُعرض بروتوكول التعاون بين المؤسسة والبلدية على المجلس فور جهوزه.
رغم النقاش المُحتدم الذي ساد الجلسة، أشار عدد من الأعضاء إلى أنّه «كان هادئاً وإيجابياً ولم تكن هناك أي محاولة لفرض الآراء، إذ حاول زيدان إقناع الأعضاء بوجهة نظره بهدوء ولمّا لم يفلح في ذلك أصرّ على أن يتوافق معظم الأعضاء على حل يرونه الأنسب بغضّ النظر عن قناعته بالهبة، كما أنصت زيدان إلى جميع وجهات النّظر وناقشها بهدوء ومن دون انفعال».
وكانت لافتةً معارضة معظم الأعضاء المسيحيين بمختلف توجهاتهم لبند الهبة، بمن فيهم «القوات اللبنانية» وأعضاء حزب الطاشناق، ولكنْ كلٌّ على طريقته، بينما لاذ معظم الأعضاء السنّة بالصمت باستثناء العميد المتقاعد محمود الجمل الذي عارض طرح البند بهذه الطريقة. فيما قاد الأعضاء المحسوبون على حزب الله وحركة أمل ومعهم العضو المحسوب على الحزب التقدمي الاشتراكي المعارضة القوية للبند المذكور.
وفيما استغرق مناقشة بند هبة مخزومي أكثر من نصف وقت الجلسة التي استمرّت نحو 4 ساعات، مرّت انتخابات اللجان المجلسية بهدوء، بعدما توافق الأعضاء قبل الجلسة على كيفيّة توزيعها. أمّا مخصصات رئيس البلدية ونائبه والمحافظ، فأُبقي عليها كما هي دون تعديل.
اللجان المجلسية لبلدية بيروت:
– لجنتا المناقصات، والأشغال والتخطيط والبيئة: إبراهيم زيدان رئيس وراغب حداد (القوات) مقرّر.
– لجنة الإعلام: لويس أيوب (الكتائب) رئيس ووفاء حسني (القوات).
– لجنة المال والموازنة: تيدي بطحيش (التيار الوطني الحر) رئيس وجمانة الحلبي (مخزومي) مقرّر.
– لجنة تنظيم العمل البلدي والمكْننة والتطوير التقني: وفاء حسني رئيس ورشا فتوح (محمد شقير) مقرّر.
– لجنة العلاقات العامة والعلاقات الخارجية والمغتربين: إسكندر بريدي (الكتائب) رئيس ومحمود الجمل مقرّر.
– لجنة المؤسّسات المصنّفة: عماد فقيه (حزب الله) رئيس وإسكندر بريدي مقرّر.
– اللجنة القانونية: محمد بالوظة (مستقل) رئيس وسرج ملكونيان (الطاشناق) مقرّر.
– لجنة الحدائق والصيانة: سعيد حديفة (القوات) رئيس ومحمد مشاقة (المشاريع) مقرّر.
– لجنة الصحة والإغاثة: أحمد شاتيلا (المشاريع) رئيس وسعيد حديفة مقرّر.
– لجنة الشؤون الاجتماعية: جمانة الحلبي رئيس ووفاء حسني مقرّر.
– لجنة الشباب والرياضة: واهرام بارسوميان (الطاشناق) رئيس ولينا سنو (مستقلة) مقرّر.
– لجنة إدارة السير والنقل وتسمية الشوارع: محمود الجمل رئيس وإلياس عباس (التيار الوطني الحر) مقرّر.
– لجنة الإطفاء والحرس البلدي: جويل مراد (ميشال فرعون) رئيس ويوسف بيضون (مستقل من حصة الثنائي) مقرّر.
– لجنة المهرجانات والسياحة: لينا سنو رئيس وإلياس عباس مقرّر.
– لجنة التنمية الاقتصادية: رشا فتوح رئيس ولويس أيوب مقرّر.
– لجنة الشراكة مع القطاع الخاص والمبادرات الفردية الناشئة: حسين بطل (شقير) رئيس وعماد فقيه مقرّر.
– لجنة الأصول البلدية وصيانتها: محمد مشاقة رئيس وأهرام بارسوميان مقرّر.
– لجنة التراث والثقافة والتربية: إلياس عباس رئيس وجويل مراد مقرّر.
– لجنة التربية: سرج ملكونيان رئيس وجمانة حلبي مقرّر.