الرئىس نبيه بري كان السباق دائماً لتعميم تجربة الحوار ليس في لبنان فحسب بل ايضاً على مستوى المنطقة… فمنذ اندلاع نار الجحيم العربي الذي سمّي زوراً «الربيع العربي» نادى دوما باللجوء الى الحوار والحل السياسي للازمة السورية التي كان لها لاحقاً تأثير كبير في توسيع رقعة التصعيد والتوتر في المنطقة بأسرها.
سابقاً، دعا بري الى معادلة السين ـ سين لاستدراك ما يمكن ان يحصل وللاستعانة بمثل هذا الحوار من اجل المساعدة في حل ازمتنا اللبنانية وعندما تجاوزت الاحداث والتطورات.
هذه المعادلة، سعى الى فتح آفاق التواصل والحوار بين طهران والرياض وتحرك لهذه الغاية، لكن الرياح بقيت تعاكس سفينة هذا المسعى حتى اليوم.
ومع إندلاع الحرب اليمنية سارع بري الى تجديد الدعوة لمثل هذا الحوار لايجاد الحلول السياسية، بدلاً من الرهان على لغة الطائرات والصواريخ والدبابات.
هكذا ينظر الرئىس بري الى المشهد بروح الحوار والحلول السياسية، لان البديل المزيد من القتل والخراب والانقسام والفتنة. لكن المؤسف ان التطورات ما تزال تتجه الى التوتر والتصعيد من دون أفق.
وفي ظل هذا الغليان والتصعيد جاء اعدام السلطات السعودية للشيخ نمر النمر وما تلاه من تداعيات ليحفر عميقاً ليس على الساحة في المنطقة فحسب بل ايضاً في كل بلد.
لا خفى الرئىس بري امام زواره حجم الاثار السلبية التي حصلت مؤخراً، مشيراً الى ان اعدام الشيخ النمر حفر عميقاً بين ايران والمملكة، وداخل كل بلد، وطاولت اثاره ايضاً لبنان ودولاً اخرى.
ويشير في هذا المجال الى ان مهاجمة السفارة السعودية في طهران كانت موضع انتقاد واستياء داخل مجلس الوزراء الايراني، وانه حسب المعلومات التي تلقاها فان الرئىس الايراني الشيخ حسن روحاني والكثير من الوزراء اعربوا عن استيائهم لما حصل، معتبرين ان ذلك اساء الى ايران.
وبالاضافة الى ذلك فان السلطات الايرانية اوقفت ما لا يقل عن 60 متورطاً في الحادث واقالت احد المسؤولين في المحافظة، ما يشير بوضوح الى ان ما جرى ليس برضى القيادة والحكومة الايرانية.
وينقل الزوار عن الرئىس بري قوله ان مهاجمة السفارة السعودية امر اساء الى ايران وأضّر بها. وهو ليس في محله بطبيعة الحال، لكن هذا العمل الذي ظهر انه موضع استياء من السلطات الرسمية الايرانية لا يجب ان يؤدي الى اتخاذ السعودية وبعض دول الخليج قرارا فورياً بقطع العلاقات، بل كان يمكن ان يصار الى معالجة الامور ولملمة الموقف. فالتصعيد ليس من مصلحة لا ايران ولا العرب، لا بل ان العرب هم مسلمون وايران ايضاً مسلمة، فبدلاً من الانجرار الى التوتر المطلوب دائماً تنقية العلاقات وتوسيع افاق التواصل والحوار.
اما في شأن قرار الجامعة العربية وبيانها بعد اجتماع وزراء الخارجية فينقل الزوار عن بري قوله «ان الجامعة لم تأخذ اصلاً موقفا لمداواة اي قضية عربية فكيف بمداواة المشكلة والعلاقة مع ايران؟»
وحول الدعوة الرسمية التي تلقاها من القيادة السعودية لزيارة المملكة ينقل الزوار عنه قوله: «نعم لقد قبلت الدعوة لكن التوقيت مرتبط بالاجواء المؤاتية التي استطيع خلالها ان افيد لأنني لست ممن يريد ان يستفيد».
ويضيف «طبعاً الاجواء اليوم محمومة وساخنة، ولا تساعد على تحقيق الافادة المطلوبة ومنها على سبيل المثال:
1ـ الافادة من الزيارة لانتخاب رئيس الجمهورية.
2ـ تحسين العلاقة مع ايران.
3ـ مقاربة الحلول للازمة السورية.