Site icon IMLebanon

التوتر على خط بكركي – السراي… صلاحيّات الرئاسة وعودة “الدويكا”

 

مخاوف جديّة وتقاطعات سياسية تصبّ في غير مصلحة المسيحيين

 

تقاطعات سياسية عدة أمنت الغطاء لتعيين رئيس أركان، بمنحه أقدمية الترقية لمدة خمسة اشهر وترقيته لرتبة لواء، لكن الخطوة تركت تداعيات لم تنته فصولها بعد في الوسط المسيحي، اذ رأت قوى مسيحية ان هناك استهدافا ممنهجا للمسيحيين، لا يتعلق فقط بموضوع الأركان بل يتعداه لعدة مسائل. أول المعترضين بكركي التي قادت لواء الاعتراض وألمحت لعودة “الدويكا”، فيما عبّر “التيار الوطني الحر” عن استغرابه للسرعة الطارئة في تعيينات الأركان، وضرب الدستور وسيطرة رئيس الحكومة على صلاحيات رئاسة الجمهورية، فالنائب جبران باسيل رأى ان التعيين من دون العودة الى الوزير المختص اغتصاب لصلاحيات دستورية تعود لوزير الدفاع، وجرم جنائي يعاقب عليه بالاعتقال.

 

تجمع مصادر مسيحية على ان ما جرى هو دق المسمار الأخير بنعش اتفاق الطائف، وان ما يحصل اليوم استباحة للطائف ويهدف الى إرضاء كل الطوائف إلا المسيحيين، لكن الاستياء الأعظم هو لدى الصرح البطريركي الذي أطلق العنان لمخاوف كثيرة من عودة “الدويكا” الى المشهد السياسي ومصادرة صلاحيات رئاسة الجمهورية، مما استتبع توضيحات من السراي الحكومي بعد توتر الوضع وتبادل الرسائل بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والفعاليات والقوى المسيحية.

 

قضية رئاسة الأركان ليست السبب المباشر والوحيد للاستنفار المسيحي وموجة الاستياء التي عبر عنها المسيحيون، اذ سبقها انتقادات شتى لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ومصادرة حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئاسة الأولى. كما ان حرب غزة ومساندة القضية الفلسطينية، ساهمت في توسيع الفجوة السياسية وتعميق الاختلاف بين المسيحيين والقوى السياسية الأخرى، إذ ترفض القوى المسيحية وفي مقدمهم بكركي زج لبنان في سياسة وحدة الساحات والمحاور، وتطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ تفاديا لوقوع حرب واسعة، وتسلط عظات بكركي الضوء على ضرورة عدم الانجرار مع مخططات توريط لبنان بالحرب.

 

وفق مصادر مطلعة، فالتواصل بين حزب الله وبكركي ليس منقطعا، وغالبا ما يتم عبر قنوات تواصل معينة، وتمر العلاقة بفتور من وقت لآخر تبعا للأحداث لكن من دون ان تنقطع بالكامل، وعليه تؤكد المصادر ان التطورات الجنوبية فرضت التواصل قبل فترة، حيث تم عرض المقاربات ونظرة كل طرف للمستجدات، وعبرت مصادر الصرح في الاجتماع عن وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية وضد الإبادة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.

 

تصر بكركي على موقفها الرافض الدخول بالحرب، ويعبر المقربون منها عن قلق كبير من احتمال انزلاق الوضع الى حرب إقليمية يصعب السيطرة عليها، وهذا ما جرى التشاور به بين الوسطاء بين الطرفين، اذ يحرص حزب الله على التعاطي بحكمة وتروي وعدم الانجرار الى الحرب التي يسعى اليها رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

 

اخيرا ارتفعت هواجس بكركي على خلفية تعيين رئيس اركان بنشوء “دويكا” في البلاد بغياب رئيس الجمهورية، فالملف الرئاسي يتصدر أولويات الصرح اليوم، الذي يرفع الصوت مطالبا بإنهاء الفراغ في بعبدا واسترجاع صلاحيات الرئاسة المصادرة من الحكومة.

 

العلاقة بين بكركي والسراي توترت منذ ان بدأ الراعي يطالب بالحياد وازاحة لبنان عن سياسة المحاور، مما تسبب بالتباعد والشرخ في العلاقة بسبب المقاربات السياسية. وتحرص بكركي دائما الحفاظ على علاقة مستقرة مع الجميع من دون التراجع او التنازل عن المسلمات، فالنهج هو نفسه الذي يعتمده الكاردينال الراعي بمقاربة الملفات الساخنة المتعلقة بالحرب ورئاسة الجمهورية، وتعتبر بكركي ان هناك مخاطر جدية تهدد الكيان اللبناني من النزوح السوري الى الحرب على لبنان، مما يفترض التلاقي والتعاون بين اللبنانيين لتجاوز المحن.