كنا نظن أنّ هناك بعض الأشخاص، وهم قلائل، لا يهتمون بالمال… أي زاهدون بالمال، وكنا نظن أنّ السيّد من هؤلاء لأنه لم يتكلم في أي مرة من المرات بالموضوع المالي باستثناء مرة واحدة أعلن فيها أنّ «حزب الله» ليست له ودائع في المصارف التي لا يتعامل معها، وليس له علاقة بالتحويلات المالية… باختصار شديد، أو بمعنى آخر، فإنّ القطاع المصرفي اللبناني لم ولن يدخل في حسابات «حزب الله».
وللعلم، وحسب المعلومات المتوافرة، فإنّ أموال «حزب الله» تأتي من إيران مباشرة في كونتينر الى دمشق ومن دمشق تنقل براً، كذلك في بعض الأحيان تأتي الأموال عن طريق مطار بيروت…
والسيّد أكد أنه لن يكون هناك أي تأثير على البنوك والقطاع المصرفي.
ويبدو أنّ السيّد يتحدث في شيء ويعني شيئاً آخر، وله تاريخ في هذا المجال، فالجميع يذكر أنّ الصيف سيكون واعداً (صيف 2006 )وأنّ التهدئة مع إسرائيل قائمة، وفجأة ومن دون مقدمات، حدث خطف الجنديين الاسرائيليين مباشرة بعد طاولة الحوار وبعد تطمينات السيّد… ليتبيّـن لاحقاً أنّ العملية كانت محضّرة منذ زمن ولكن اللواء قاسم سليماني لم يطلع السيّد عليها، الذي لم يعلم بالعملية إلاّ بعدها بــ3 ساعات… ويومها قال قولته الشهيرة: «لو كنت أعلم».
وما نخشاه اليوم أن تتكرر هذه الحادثة والجميع يعلم أنه لم يعد في لبنان قطاع واحد يعمل إلاّ القطاع المصرفي، وهنا أرجو أن لا نصبح مثل العميان الذين رزقوا بمولود طبيعي البصر فاستمروا يتحسّسون عينيه لشدّة فرحتهم به حتى أُصيب بالعمى وبات مثلهم ضريراً.
نعود الى كلام السيّد لنقول لسماحته إنّ تجربته في الحكم كانت سيّئة ومدمّرة إقتصادياً وذلك من حكومة الخائن والفاشل والبخيل الذي ترأس حكومة استطاعت في وقت قياسي أن تخفض الناتج القومي من 9٪ الى صفر٪ نعم، وكما يقولون، فإنّ الدنيا وجوه وأعتاب و»احذروا صفر الوجوه من غير علّة»… فمع تلك الحكومة المشؤومة عرف لبنان أسوأ اقتصاد في تاريخه… من هنا سعى الجميع الى الخلاص من ذاك الكابوس.
نعود الى الموضوع المالي وهذه الهجمة المفاجئة من جماعة «حزب الله» في الحكومة على الحكومة وعلى حاكم مصرف لبنان…
وهنا لا بد أن نذكر الجميع بأنّ حاكم مصرف لبنان وهو صنف عالمياً كأهم رجل مال وأفضل حاكم مصرف عالمي وحصد جوائز عالمية عديدة في هذا المجال لم يحصل عليها حكام مصارف بلدان عظمى.
أمّا أن يقرع جرس wall street إكراماً واحتفالاً بالحاكم رياض سلامة فهذا من النادر أن يحصل أو أن يتكرر…
فيا جماعة لا علاقة لكم بعالم المال، فأنتم تفهمون بالسلاح.
أنتم أصبحتم تنفذون أوامر المرشد الأعلى.
أنتم أصبحتم جنوداً في ولاية الفقيه.
عالم المال عالم ثانٍ لا علاقة لكم به.
الى ذلك، لا تزال مآثركم في صناعة حبوب الكبتاغون وعائلته من المنشطات والمخدرات تشهد عليكم بسمعتها السيّئة التي طاولت أقرب المقرّبين إليكم.
كذلك فإنكم كنتم نموذجاً سيئاً لاستعمال سلطة السلاح في مطار بيروت لإدخال الممنوعات والبضائع التي تستوفون رسومها حسب مزاجكم، والوضع مماثل في المرفأ.
أعمالكم لا توحي ولا تبشّر بأنكم تستطيعون أن تمسكوا بمؤسّسات مالية أو أن تكونوا ضمن القانون، لأنّ قانونكم الوحيد هو السلاح والقوة.
أخيراً علينا ألا ننسى أن المجلس النيابي اللبناني أرسل الى أميركا وفداً قابل كبار المسؤولين في وزارة المالية وفي البنك الدولي، وكذلك فعلت الحكومة بإرسالها وفداً عالياً في الموضوع ذاته، وأيضاً جمعية المصارف قامت بواجباتها مع الاميركيين، والأهم هو أنّ حاكم مصرف لبنان لا يترك مناسبة إلاّ ويذهب الى أميركا بمعدّل مرة كل شهر من أجل ألا يترك ثغرة يمكن أن تشكل خطأ…