Site icon IMLebanon

العدليّة: مخمّس مردود

 

 

ثلاثة أصوات إستثنائية التقت في “قصيدة حب” قبل نصف قرن تقريباً: نصري شمس الدين، ووديع الصافي، وفيروز. وأحيوا في “المصالحة” واحدة من أجمل المواجهات الزجلية، والأخوان رحباني متضلّعان في هذا النوع الشعري وملمّان بأوزانه.

 

أمس تذكرت مقاطع “مخمس مردود” من تلك السهرة:

 

باب البوابة ببابين

 

قفولي ومفاتيح جداد

 

عالبوابة في عبدين

 

الليل وعنتر بن شداد

 

حلوي وشبّاكين ودار

 

العاشق غط… العاشق طار

 

نغمة ونار وعوّادين

 

عوّادين ونغمة ونار

 

ونارين ونغمة وعوّاد

 

يا حلوي اللي ريفك رف

 

بتمشي وخلفك ماشي الصف

 

دف وكف وردّادين

 

ردادين ودف وكف

 

وكفين ودف ورداد

 

صحرا وقافلتين وخيل

 

العتمة ميل النجمة ميل

 

فحم وليل وحدادين

 

حدادين وفحم وليل

 

وليلين وفحم وحداد

 

يحتاج القرّادي المخمس مردود، إلى مهارة في رصف الكلمات والتلاعب فيها من دون تكسير، ويتشكل هذا الوزن من مطلع ودور، وإلى “المخمّس المردود” هناك “القرّادي المخمّس المقلوب”، وله قواعده الثابتة وأربابه. لزين شعيب وطليع حمدان وأسعد سعيد صولات وجولات، وهذه واحدة من موسى زغيب:

 

“ساحتنا ملعب للخيل/ وقلعتنا قلعة أبطال/

 

مبنيّة عاكتاف الليل/ كلمة نور وكلمة نار

 

الغصن الحي بأرض سليخ/ لو بيشيخ بيعطي فيّ/

 

بيعطي فيّ ولو بيشيخ بأرض سليخ الغصن الحي

 

سيف ومنشارين وسيخ/ من المرّيخ بشيل شوي

 

شوي بشيل من المريخ/ منشار وسيخين وسيف

 

وسيخ وسيفين ومنشار

 

 

 

أمس بالذات، تمنيت لو أضاف، من قولبني ثقافياً، إلى مخيلتي موهبة الزجل، لأرتجل وأقرض قرّاديات عن المعمعة القضائية الأقرب إلى المهزلة أو حفل ملاكمة أو ضرب مطارق. دختُ بين طلب الرد وكف اليد ورد الرد ان جدّ الجد بأخذ وردّ، وهذا نط وذاك احتد. ويا حيط العدالة انهد… كلمات غير متساوقة تزاحمت في رأسي. استعصى علي القول كما استعصت على عقلي المتخم بالإحباط، الأخبار المتعلقة بمسار الطعون وكف الأيدي وسحب الملف ورد الملف.

 

أمس عزمت وقررت وكتبت:

 

العدلية مسرح للحق/ وهيدي الكلمة اللي بتنقال

 

والحيا لو شرشو طق/ بيبقى العدل وما بينهار/

 

بدو يصيح متل الريح/ لو بيصيح بيطلع ديك/

 

لا بيعرف يمشي عالزيح/ وهو والشيطان شريك

 

إيد وبيطارين وكف/ الدعوى بِكْتِبها بالبيك/

 

وبحط القاضي عالرف/ بيطار وإيدين وكف

 

وكفّين وإيد وبيطار.

 

ختاماً أعتذر من الزجل وشعرائه على ما ارتكبت.