Site icon IMLebanon

حوار “مين جرّب المجرّب كان عقلو مخرّب”

 

يطلّ سياسيون وإعلاميون ومواطنون عبر وسائل الإعلام ويتحدثون عن الوضع السياسي في لبنان وكأنهم آتون من كوكب آخر أو على الأقل كأنهم لم يعايشوا الواقع اللبناني منذ سنوات.

 

وفي هذا الإطار يكرّر البعض من هؤلاء الدعوة إلى الحوار وكأن لا علم لهم بجلسات الحوار التي انعقدت في مجلس النواب وعين التينة وقصر بعبدا في عهد العماد ميشال سليمان وكذلك في عهد العماد ميشال عون وكلها لم تؤدِّ إلى نتيجة لا في السياسة ولا في الاقتصاد، والأمر الوحيد الذي تحقق في عهد الرئيس ميشال سليمان هو «إعلان بعبدا» وقد نكره «حزب الله» وأصبح حبراً على ورق.

 

عن أي حوار يتحدّث هؤلاء، هو حوار طرشان، حوار لن يقدم ولن يؤخر في موضوع سلاح «حزب الله» والاستراتيجية الدفاعية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ومشاكلها وعدم التخلي عن مشاريع خارجية ومنها مشروع تحرير كامل فلسطين إنطلاقاً ممّا تنادي به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حوار لن يؤدي إلى نأي فعلي بالنفس ووقف تلك الكذبة التي يطلقها من في السلطة بأنهم ينأون بأنفسهم عن التدخل بدول المنطقة، بينما هم عاجزون عن ردع من يتدخل فعلياً وهم من اللبنانيين، ألا يجب على من في السلطة أن يردع هؤلاء عن التدخل؟ عن أي حوار نتحدث إذا كان لن يؤدي إلى وقف الهجمات على أنواعها على الدول العربية ولا سيما الخليجية والأنكى أن بعض من في السلطة يناشد هذه الدول العربية مساعدة لبنان في حين أنه يقف متفرجاً وشريكاً أحياناً في الهجوم على هذه الدول.

 

بعض هؤلاء وفي محاولة لتضليل الرأي العام يقولون لنضع المواضيع الخلافية جانباً ولنركز على معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغيرها، وكأن هؤلاء لا يدركون أن المواضيع الخلافية هي التي تسبّبت بالإنهيار الذي يعيشه لبنان على مختلف الصعد وأن أول خطوة للخروج من هذه الكارثة هي معالجة المواضيع الخلافية التي دمّرت الدولة ومقوّماتها والإقتصاد وعلاقات لبنان مع العالم والدول العربية وتسبّبت بكل التراجع في المصارف وكل القطاعات الخدماتية، ألا يدرك أصحاب هذه النظرية أن الخلاف الأساسي في لبنان هو بين من يريد دولة فعلية قوية وبين من لا يريد دولة بأي شكل من الأشكال، فكيف يمكن معالجة اقتصاد ومعيشة وسياحة وصناعة وزراعة وتوفير الأمن والاستقرار والازدهار من دون وجود دولة؟

 

«مين جرب المجرب كان عقلو مخرب» هذا هو المثل الذي ينطبق على دعاة الحوار بالواقع الراهن، ويتلطّى هؤلاء خلف هذه الدعوة لأن لا شيء لديهم يقدمونه ولأنهم يخشون المواجهة.