Site icon IMLebanon

توقعات دبلوماسية

 

بخلاف الأجواء المتشائمة، خرجت أوساط دبلوماسية أمس، بتوقع تشكيل الحكومة العتيدة بين ليلة وضحاها…

وطمأنت الأوساط، الى ان مختلف المعطيات الاقليمية والدولية تشجع على مثل هذه التوقعات، وردّت بعضها، الى استبعاد الحرب الطاحنة التي كانت تلوح في أفق ادلب، قبل قمة سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والرئيس التركي رجا الطيب أردوغان، ثم الى حاجة معظم القوى الاقليمية الى دوام الاستقرار الأمني في لبنان، مع اضافة عامل ثالث يتمثل برغبة حزب الله في تشكيل الحكومة، قبل تشرين الثاني، حيث الموعد الأميركي مع العقوبات الاضافية ضد ايران. والتي بسببها جاء رئيس الإف بي آي كريستوفر راي الى بيروت لدراسة كيفية تطبيق هذه العقوبات، دون الاضرار بالاقتصاد اللبناني على حدّ قوله.

وتزامنت مع موجة التفاؤل المستجدة، دعوة الرئيس فؤاد السنيورة الى حكومة أقطاب مصغرة، للانقاذ، ما أعاد الى الذاكرة حكومة الأقطاب الرباعية التي شكلت في أول عهد الرئيس فؤاد شهاب.

واعتبر السنيورة في كلمة له بحفل تكريم سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي: كلما كان عدد أعضاء الحكومة أصغر، كلما كان ذلك أفضل.

ويلتقي السنيورة هنا، مع غبطة البطريرك بشارة الراعي، الذي دأب على المطالبة بحكومة انقاذ، بصرف النظر عن العدد.

وكل الأمور مرتبطة بعودة الرئيس ميشال عون من نيويورك، المحتملة اليوم، وكذلك بنتاج اللقاء على الغداء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والدكتور سمير جعجع في بيت الوسط أمس، كما بالتواصل المفتوح بين الحريري وجنبلاط، الذي يعطي اهتماما خاصا للجنة الميدانية بين حزبه والتيار.

وبمعزل عما اذا كانت الحكومة على قاب قوسين من الصيرورة، أو أدنى، فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل هي الاعتبارات الأدلبية، أو العقابية الأميركية وحدهما، وراء هذا التحوّل الايجابي في مسار الحياة السياسية اللبنانية؟… ثم ماذا عن الاعتبارات الداخلية؟

واقع الحال ان جملة أحداث حصلت أكان في المطار، حيث لم تعد الاعتذارات من المسافرين كافية لغفران الهوان الذي بلغته هيبة السلطة والحكم، ولا الوعد بالتحقيق وتحديد المسؤوليات، عملة قابلة للصرف، خصوصا بعدما بلغ السيل الذبى مع تحوّل التنسيق بين الأجهزة المعنية بأمن المطار الى منافسة وتصادم مكشوف، الأمر الذي وضع سلامة وتماسك المؤسسات على المحك…

وهنا ثمة قول مأثور لموفد الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة وفيه: عندما لا تعمل مؤسسات الدولة كما يجب، فان الحرب تكون وراء الباب…

هذه التطورات المتجاوزة لكل الحدود، على مستوى مؤسسات الدولة، نبّهت المتصارعين على ان حبال الحلبة مهدّدة بالانقطاع، فالمؤسسات الدستورية هي حصانة المجتمع أمام الانقسام، لقد أصبحت اداراتنا العامة التي جعلها فؤاد شهاب عصيّة على الطائفية، مجالس مليّة بقوة العرف والعادة.

والعادة لا يمكن التخلص منها برميها من النافذة، بل يجب ان تجعلها تنزل السلّم درجة درجة…