Site icon IMLebanon

لقاء البيت الداخلي الدرزي في خلدة لدعم المقاومين تيمور على نهج والده: وحدة الطائفة وحفظ دورها 

 

لقاء البيت الداخلي الدرزي في خلدة، بين رئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” طلال ارسلان ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” تيمور جنبلاط في حضور اعضاء قياديين من الحزبين، شكل اول اطلالة سياسية وعملية لتيمور جنبلاط على الاطراف الدرزية، التي تتباين سياسيا مع نهج “الاشتراكي”، حيث ابدى خلال الاجتماع حرصا وتمسكا بوحدة الصف الدرزي كوالده، واستعداده للتعاون لمصلحة الجبل وتطويره وانمائه، مع التاكيد على التنوع وحرية العمل السياسي للجميع.

 

في المقابل، لدى ارسلان وقيادات “الديموقراطي” انطباعات ايجابية عن تيمور وانفتاحه وحرصه على التعاون واستمرار العلاقات الجيدة، وهذا ما ينعكس ايجابا على الدروز والجبل ولبنان، وبالتالي فان العلاقة التي سادت بين جنبلاط الاب وطلال ارسلان ستكون نسخة طبق الاصل عن العلاقة بين تيمور وطلال، وقد تتقمص مستقبلا بين تيمور وليد جنبلاط ومجيد طلال ارسلان، والجميع يعرف مدى الحرص الجنبلاطي على آل ارسلان والوقوف الى جانبهم، عندما كان “الاشتراكي” يتحكم بالحياة السياسية التي كرسها له انتصار الجبل، ودعم الوطنيين وسوريا في تلك الحقبة.

 

وفي ظل هذا النهج، من الطبيعي ان يستكمل تيمور جنبلاط لقاءاته الدرزية، وزيارة رئيس “تيار التوحيد العربي” وئام وهاب جاءت للغاية نفسها، وقالت اوساط قريبة من وهاب، ان الخطوط مفتوحة بين “الاشتراكي” و”التوحيد العربي” والعلاقات جيدة، واشارت الاوساط الى ان الاوضاع في لبنان والمنطقة تستدعي التشاور والتنسيق والتوافق، وصولا الى التكامل في الجبل لان التطورات القادمة اكبر من الجميع.

 

وحسب المتابعين للقاء خلدة، كان التوافق السياسي شاملا حول دعم صمود اهالي غزة والمقاومين والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، كما كان هناك تقدير للاداء العالي لحزب الله في الجنوب وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية، والثناء على مواقف الرئيس بري. وجرى النقاش ايضا في المواضيع الداخلية وضرورة الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، كما تم التوافق على تعيين رئيس للاركان في الجيش اللبناني في اسرع وقت، واعلن ارسلان موافقته على العميد حسان عودة المطروح للتعيين، والذي زكاه جنبلاط.

 

كما جرى نقاش مستفيض في اوضاع المؤسسات الدرزية، وقدم الوزيران السابقان وائل ابو فاعور وصالح الغريب مداخلتين حول اوضاع المؤسسات الدرزية، وكيفية تطويرها وضرورة وضع الخطط السريعة لهذه الغاية، على ان يأخذ الملف العناية الكاملة في الاجتماعات القادمة. واللافت ان الاجتماع انحصر فقط بالموضوع اللبناني، ولم يتطرق لا من قريب او من بعيد الى اوضاع الدروز في سوريا وما تشهده السويداء، نتيجة الخلاف العميق بين الطرفين حول هذه المسألة.

 

لقاء خلدة، حسب المصادر الدرزية، شكل مناخا ايجابيا في فترة يعيش فيها الدروز قلقا حقيقيا، نتيجة ما تشهده احوال الموحدين في سوريا وفلسطين، وقد كان للقيادات الدرزية في لبنان دور رئيسي واساسي في تصويب بعض الامور، وانتقاد ممارسات سادت بين الاوساط الدرزية في فلسطين المحتلة، وحض الموحدين هناك على الوقوف الى جانب اخوانهم الفلسطينيين، ورفض التجنيد الاجباري بكل اشكاله.

 

كما اتفق المجتمعون على اعطاء الاوضاع الصحية الاهتمام اللازم ومساعدة العائلات المحتاجة، علما ان ” خزائن ” المختارة وخلدة والجاهلية مفتوحة في هذا القطاع للتخفيف من معاناة الناس، لكن الفاتورة الصحية تقطع” ظهر” الدولة فكيف بالقوى السياسية؟ هنا تكمن الحاجة للمؤسسات، وضرورة تطوير مستشفيات الجبل رغم الدور المميز واللافت لمستشفى عين وزين، والدور المعقول لمستشفى قبر شمون الحكومي.

 

في ظل هذه المعمعة السائدة في البلد، يجتاح معظم الدروز حنين الى الماضي والمجد الضائع، حنين الى فخر الدين وبشير جنبلاط وشكيب وعادل ارسلان وسلطان الاطرش، وصولا الى كمال جنبلاط ومجيد ارسلان ووزارتي الداخلية والدفاع، وصناعة الرؤساء وحفظ التوازنات وحماية الفلسطينيين واسقاط ١٧ ايار دون اي مقابل. فكمال جنبلاط صنع مجدا عالميا ورسم معادلات كبرى لم تمنحه داخليا سوى مقعد وزاري، فيما وليد جنبلاط اسقط “العصر الاسرائيلي” في ١٧ ايار مع نبيه بري واسس ذلك لولادة الطائف، ورغم ذلك لم يحصل الدروز على مجلس الشيوخ المعهود، هذا الغبن يؤسس حتما لتوترات دائمة عندما تهب العواصف الدولية والاقليمية، وتتم الاستعانة بها داخليا لتصحيح الخلل بشتى الوسائل.

 

والسؤال يبقى: هل معادلة ” الدروز يربحون عسكريا ويخسرون سياسيا” ما زالت قائمة حتى الآن ؟ ام ان المشكلة بالامتيازات والرؤية بعين واحدة ولو على خراب البلد؟