Site icon IMLebanon

12 تموز: لن نسامح

 

اليوم 12 تموز، ذكرى تفجير دولة الرئيس الياس المر، رئيس مؤسسة الانتربول، يوم كان نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.

 

قرّر الياس المر أن ينسى وأن يسامح، ورمى ذلك اليوم المشؤوم خلفه، وعينه على المستقبل.

 

سامح على محاولة اغتياله، لكنّه، كما كل لبناني حرّ، لن يسامح من يحاول اغتيال وطنٍ وشعبٍ بأسره، وتدميره بسياسات أدّت إلى انحلال الدولة وسقوط مؤسساتها ودورها، وانهيار الأمن الاجتماعي بانهيار الاقتصاد والنظام المالي والمصرفي، والسطو على أموال اللبنانيين وإفقارهم وإذلالهم.

 

كانت بيروت منارة الشرق، وموئل الفكر والحرّية والتطور، كانت قبلة العرب وحلمهم، أتوا اليها لنيل العلم في مدارسها وجامعاتها، وللاستشفاء على ايدي أمهر اطبائها، وللسياحة في جمال شطآنها وجبالها الخضر…

 

دمرّوا كل ما أتت عليه أيديهم، حوّلوا الشعب إلى قبائل تتناحر باسم «الديمقراطية التوافقية».

 

حوّلوا منارة الشرق إلى صحراء، وأغرقوا الشعب في الظلام والقهر والفساد.

 

جعلوا منا رهينةَ طبقةٍ فاجرةٍ، ارتكبت وهدرت وأضاعت من الفرص والعمر ما أضاعت، واستنزفت من الخيرات والقدرات ما استنزفت، وتحاصصت وتقاسمت، حتى عرّت الشعب من أبسط حقوقه وماله وكرامته، ورمته في طوابير الذلّ بلا كهرباء ولا دواء ولا محروقات ولا أبسط مقوّمات العيش الكريم.

 

يئس المجتمع الدولي وهو ينصح هذه الطبقة المتسلّطة ويحذّرها من التداعيات المخيفة لعدم إقرار الإصلاحات الحيوية لإنقاذ لبنان.

 

هذه الطبقة عمياء صماء، لا تريد ان تسمع، لا التحذيرات الدولية ولا أنين اللبنانيين الموجوعين المحبطين، ولا تريد أن تتحمّل أي مسؤولية عمّا فعلت بالبلد والشعب.

 

إلى أين يُساق اللبنانيون اليوم وأي مصير سيلاقون؟

 

أليس في لبنان اليوم، مسؤول ينتفض إلى جانب الشعب وليس على الشعب؟

 

أليس في لبنان، من يجرؤ على الاعتراف بما ارتكب من أخطاء، والاعتذار من الشعب؟

 

أليس في لبنان، من يجرؤ على محاسبة الذين نسفوا النظام المالي اللبناني الحرّ ودمّروا ثقة بُنيت على مدى عقود، وهدّدوا مصير بلد وشعب بحجز أموال المودعين، وفجّروا جسور الاستثمار مع العرب والأجانب؟

 

طفح كيل الشعب من سلطةٍ لا تجيد الاهتمام بغير مصالحها، وتتجاهل مصلحة الناس والبلد، تتحاصص وتتقاسم كل خيرات البلد ولا تشبع، فيما الشعب يرزح تحت الفقر والديون.

 

طفح كيل الشعب من سلطةٍ تتنصل من مسؤوليتها، ويتقاذف أطرافها الاتهامات، وهم شركاء منظومة تكاد تقضي على آخر ما تبقّى من أمل في بناء دولة حديثة.

 

طفح كيل الشعب من سياسيين يعدون ولا يفون، يرتكبون ولا يكتفون، يحاسِبون ولا يحاسَبون، يتحاصصون ولا يشبعون… يدمّرون ولا يعمّرون.

 

لذلك، نتطلع اليوم في 12 تموز مع الياس المر إلى المستقبل، نطلق «الجمهورية- TV»، لتنضمّ إلى شقيقتيها جريدة «الجمهورية»، و«موقع الجمهورية» الالكتروني، لتكون صوت الناس وإلى جانب الناس، تدافع عن كل مظلوم ومقهور، وما أكثر الظلم والظالمين في بلادنا اليوم.

 

في 12 تموز 2021، تجدّد «الجمهورية» العهد بأن تبقى كما كانت على الدوام، حرّة صادقة مع الناس، تقول الحقيقة كما هي، ومساحة للرأي والرأي الآخر.

 

12 تموز 2021 نكمل المسيرة، ونحوّل الذكرى من تفجير الياس المر إلى التصدّي لمحاولات تفجير لبنان.

 

12 تموز، قيامة لبنان لا بدّ آتية.