“نحن أمام مرحلة خطرة”
ما من فريق لبناني راغب بزعزعة الاستقرار الأمني
لم تكن زيارة الوفد الأميركي مجرّد زيارة بروتوكولية، لا سيما أنها أتت في توقيت بالغ الدقّة والحساسية على خلفية الانقسام الحاصل حول حصرية السلاح في يد الدولة، إذ تحوّلت الزيارة إلى حدث سياسي بارز نظراً الى حجم الوفد ومكانته. وعن قراءته لهذه الزيارة، يعتبر النائب السابق الدكتور فارس سعيد، أن “الحَراك الأميركي من تسريحة أورتاغوس إلى عشاء الجمّيزة، كلها أمور تندرج في إطار السياسة المشهدية، أي أن قرار الولايات المتحدة هو الظهور بمظهر الواثق والقادر، فالموضوع الأساس ليس حركة أورتاغوس أو برّاك، بل الأساسي هو أن برّاك أبلغ السلطات اللبنانية بأن سياسة الخطوة مقابل خطوة لا تقبلها إسرائيل، وأنه على حزب الله أن يسلّم سلاحه بشكل كامل حتى تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان، أو حتى تسلّم الأسرى، وبالتالي، يجب وضع ترتيب جديد لهذا الموضوع يحفظ طبعاً مصلحة لبنان بانسحاب إسرائيل، وبالكفّ عن العدوان، وفي الوقت نفسه، يؤدي الى الوصول إلى تسليم كامل للسلاح، ولكني لا أعتقد بأن موضوع تسليم السلاح هو شأن تقني، بل هو شأن سياسي بامتياز، أي أن يتخلّى الحزب من خلال بيان يعلن فيه تحديد تاريخ التوقف عن العمليات العسكرية بقرار من قيادته، لأن هذا هو المطلوب، وهو ما لم تحصل عليه الولايات المتحدة حتى اللحظة”.
وعن الانقسام العمودي الحاصل في البلد حول حصرية السلاح، يقول سعيد، “نحن أمام مرحلة انتقالية بالغة الأهمية وبالغة الخطورة، والجديد في هذا الانقسام العمودي أن السلطة اللبنانية الممثّلة بالحكومة وبرئيس الجمهورية، اتخذت للمرة الأولى منذ العام 1969 قرار بسط سيادة الدولة على كامل التراب اللبناني، وبعدما تجرأت هذه السلطة بأخذ هذا القرار، فمن الأنسب والأفضل ومن الحكمة أن نضع الدولة اللبنانية في وجه السلاح، لا أن يقف مَن عارضه من الأحزاب والشخصيات، بمعنى أن العديد من الشخصيات، وأنا منهم، طالبنا ببسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية عندما كانت هذه الدولة مقصّرة، وبعدما اتخذت الدولة هذا القرار، علينا تأييده أولاً، وثانياً محاسبتها في حال حصول أي إخفاق أو أي تقصير”، داعياً إلى “التوقف عن المواجهة المباشرة مع حزب الله، والتي أصبحت اليوم خطرة لأنها في مكان ما لن تخدم حتى مصلحة الحزب”.
ورداً على سؤال، حول ما حكي أميركياً عن حصول اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن، يشير سعيد، إلى أن “السيناتور ليندسي غراهام تحدث عن هذا الأمر خلال عشاء الجمّيزة، وبرأيي فإن الفكرة ليست بالتحديد اتفاقا دفاعيا مع أميركا، بل الفكرة هي أنه إذا تعذّر على لبنان اليوم لأسباب داخلية أن يبرم اتفاقاً مع إسرائيل، فليتفق مع أميركا التي بدورها تتفاهم مع إسرائيل، وهذه هي الفتوى الأميركية”.
وعما إذا كان اتفاق الطائف لا يزال صالحاً لهذه المرحلة التي يمرّ بها لبنان جراء الانقسامات الحاصلة حول عدة عناوين، يعتبر الدكتور سعيد أنه “ليس من الضروري فقط تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان، إنما من الضروري أيضاً أن تستنسخ سوريا الجديدة تجربة الطائف لحكم سوريا الجديدة”.
