مصادر وزارية ل”موقع اللواء” : المرحلة مليئة بالتحديات .. والأولوية للناس وتفعيل التواصل
في أول اجتماع لها بعد تشكيلها، تعقد حكومة الرئيس نواف سلام جلستها الأولى، غداً، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد التقاط الصورة التذكارية، على أن يتحدث في الجلسة الرئيسان عون وسلام، حيث من المنتظر أن يدليا بمداخلتين على قدر كبير من الأهمية، لناحية التشديد على أهمية أن تبادر الحكومة إلى البدء بمعالجة الملفات الضاغطة على مختلف أنواعها، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد . وفي المقدمة تأمين المزيد من الغطاء للجيش اللبناني لاستكمال تنفيذ القرار 1701، في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين الاستقرار على الحدود الشرقية، بعد الاشتباكات التي حصلت بين هيئة تحرير الشام وبعض العشائر اللبنانية . وفي حين كشفت مصادر وزارية ل”موقع اللواء”، أن اللجنة الوزارية التي سيتم تشكيلها لصياغة البيان الوزاري، لن تجد صعوبة في إنجاز مهمتها في غضون أيام قليلة، باعتبار أن البيان سيكون مستوحى من مضمون خطاب القسم الذي حاز على تأييد اللبنانيين بجميع فئاتهم .
وأكدت المصادر، أن المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات، وهذا ما يتطلب جهوداً استثنائية من جانب الحكومة الجديدة التي ستعمل كفريق متجانس، يضع في أولوية اهتماماته، معالجة قضايا الناس وتأمين مستلزمات حياتهم اليومية . وهذا يفرض وضع خطط مستقبلية وإيجاد مقاربات لحلول مستدامة، لتجاوز تداعيات السنوات الأخيرة . كذلك فإن هناك إصراراً من جانب الحكومة على إعادة تفعيل خطوط التواصل مع الأشقاء والأصدقاء، في إطار السعي للحصول على مساعدات خارجية، من شأنها التخفيف من حدة هذه التداعيات . واعتبرت أن هذه الحكومة هي الأولى منذ اتفاق الدوحة التي لا تضم شخصيات حزبية، وهذا ما سيعطيها المزيد من الاستقلالية في عملها، بما يعزز مناخات الثقة مع العالم الخارجي الذي يتطلع للتعاون مع الحكومة الجديد في إطار عملية النهوض بلبنان في المرحلة المقبلة .
وعلم “موقع اللواء”، أنه بعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب على أساس بيانها الوزاري المرتقب، فإن دوائر القصر الجمهوري ستبدأ التحضير للزيارة المتوقعة للرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية، تلبية للدعوة الملكية التي حملها معه وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، إلى رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت . وأشارت المعلومات إلى أن زيارة المملكة ستكون الأولى للرئيس عون، انطلاقاً من المكانة الخاصة للسعودية وقادتها عند اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم، بالنظر إلى ما قدمته الرياض طوال العقود الماضية من مساعدات للبنانيين، لا تعد ولا تحصى، التزاماً منها بدعم لبنان وشعبه، وهو ما يؤكد عليه سفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور وليد بخاري في أكثر من مناسبة . ولم تستبعد أوساط نيابية بارزة، أن يكون للسعودية دور أساسي في عملية إعادة الإعمار، إلى جانب أشقائها في مجلس التعاون الخليجي .
وفي ظل أجواء التفاؤل التي خلقتها ولادة الحكومة، فإن الأنظار ما زالت مصوبة نحو الجنوب للوقوف على حقيقة الموقف الإسرائيلي من موعد الثامن عشر من الجاري، سيما وأن هناك خشية من أن يحاول العدو التملص من التزاماته، بتأجيل انسحابه من الأراضي اللبنانية، مدعوماً بموقف أميركي، بهدف تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية التي فشل في تحقيقها في عدوانه على لبنان. ما قد يدفع المقاومة إلى القيام بخطوات على الأرض، من أجل ممارسة ضغوطات على الاحتلال للانسحاب من لبنان . وقد أكد مسؤولو “حزب الله” أن الأخير لن يسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططها. وهو يحمل الطرف الأميركي مسؤولية أي تأخير في انسحاب جيش الاحتلال من الأراضي اللبنانية . واستناداً إلى معلومات “اللواء”، فإن المسؤولين اللبنانيين أجروا سلسلة اتصالات دولية وعلى جانب كبير من الأهمية، في إطار ممارسة الضغوطات على إسرائيل لإلزامها بموعد الثامن عشر من الجاري . وعلم أن واشنطن تعهدت لبيروت بضمان إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراض اللبنانية، لأن الأميركيين يخشون عودة الحرب إلى الجنوب اللبناني، في حال انهيار اتفاق وقف النار .
وسط هذه الأجواء، تنظر مصادر سياسية بقلق إلى ما يجري على حدود الشرقية والشمالية، باعتباره مؤشراً خطيراً لا يمكن التقليل من انعكاساته على لبنان، ما يفرض على الحكم الجديد في سورية، اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتهدئة الأوضاع على الحدود، وأن يعيد قنوات التواصل مع لبنان، لمعالجة الأحداث الجارية، في ظل معلومات عن توجه أوروبي لرفع العقوبات تدريجاً عن سورية، في حال أقدمت دمشق على اتخاذ المزيد من الإصلاحات، في إطار إعادة بناء المؤسسات الدستورية في سورية . واستبعدت المصادر أي مؤشرات على تقسيم سورية، باعتبار أن حصول مثل هذا الأمر، سيقود إلى تقسيم المنطقة برمتها . وهذا أمر لا يبدو متوافراً في الوقت الراهن . لكن الثابت والأكيد أن النظام الإيراني ، سيكون مضطراً لفتح قنوات الحوار مع الحكم السوري الجديد، وأن يأخذ بالاعتبار أن هناك مرحلة جديدة في سورية والمنطقة، بعد سقوط حليفه نظام بشار الأسد، وبعد تراجع المشروع الفارسي في الإقليم إلى أقصى الحدود . وأكثر من ذلك على النظام الإيراني أن يدرك جيداً أنه ما عاد بإمكانه أن يكمل وفق طريقته السابقة، على أساس ما كان يسمي “وحدة الساحات”€، بعدما قال الشعب السوري كلمته، في فك ارتباطه مع النظام الإيراني الذي يتحمل مسؤولية أساسية في إشاعة الخراب والدمار في العديد من الدول العربية، وفي مقدمها لبنان وسورية.
