Site icon IMLebanon

حزب الله يُحدّد ساعة الصفر وليس “إسرائيل”

 

“اسرائيل” قاتلة الاطفال والمدنيين، لا تشبع من دماء الفلسطينيين واللبنانيين، تسعى جاهدة الى جر حزب الله الى الحرب، لتستكمل دمارها ووحشيتها على لبنان كما تفعل اليوم في غزة، الا ان المقاومة هي من تحدد ساعة الصفر وليس “الهستيريا الاسرائيلية”.

 

ان حزب الله جاهز عن ارض الوطن وسيادته متى حاولت “اسرائيل” التعدي على لبنان، وفي الوقت ذاته يعلم جيدا الحزب المكائد والمؤامرات التي يدبرها العدو الاسرائيلي ضد لبنان وشعبه، ولذلك لا يقع في الكمين الاسرائيلي، حيث ان المقاومة تدرس كل خطوة تقوم بها، ولن تقدم اي هدية مجانية للعدو، ولا تتأثر بالابتزاز الاسرائيلي الذي له اهداف خبيثة.

 

وها هو حزب الله يرد على الاعتداءات الاسرائيلية في جنوب لبنان، ويساند المقاومة الفلسطينية في غزة عبر تخفيف الضغط عنها قدر الامكان، من خلال ضرب مناطق في شمال فلسطين المحتلة، وبالتالي يدفع بجيش الاحتلال على التواجد على عدة جبهات، وليس على جبهة غزة فقط. بمعنى آخر ان حزب الله هو من يفرض قواعد اللعبة وليست “اسرائيل”، اذ جعل الاخيرة ترسل تعزيزات من جنود الاحتياط الى الشمال، حيث تخوض المقاومة حرب استنزاف مع العدو الاسرائيلي، دون ان تنخرط في حرب شاملة حتى اللحظة، لان المقاومة لها حساباتها وتوقيتها الخاص بها.

 

والحال ان حزب الله تمكن من الحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي في تموز 2006، لانه يعلم كيفية مقاربة الكيان الصهيوني للصراع في الشرق الاوسط واساليبه العسكرية ونقاط ضعفه، وعليه تفوق حزب الله على “اسرائيل” وكبدها خسائر جمة، اضافة الى ان الحزب ظهر انه ادهى من “اسرائيل” استخباراتيا على الصعيد الميداني والعملي في حرب تموز. وهذا الامر اعترف به الكيان الصهيوني بان حزب الله يتمتع بقدرة قتالية كبيرة ولديه استراتيجية مهمة في الحرب. كما وصف الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب المنحاز “لاسرائيل” بان حزب الله ذكي جدا بناء على قراءة كيفية مواجهة الحزب “لاسرائيل” وقوته الاستخباراتية وتعامله مع التطورات التي تحصل في المنطقة.

 

اليوم، حزب الله اقوى باضعاف مما كان عليه عام 2006 وعلى كل الاصعدة، ولذلك فان القوي هو مَن يقرر الحرب، وهو من يرسم خارطة الطريق للمرحلة الحالية والمقبلة.

 

انطلاقا من ذلك، مهما حاولت “اسرائيل” استدراج حزب الله الى الحرب، ومهما نصبت كمائن له، فلن تستطيع تحقيق اهدافها اذا كان الحزب لا يريد الذهاب الى مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني حاليا، خاصة ان كتائب القسام الجناح العسكري لحماس لا تزال في موقع قوة بريا، وتتصدى للتوغل البري الاسرائيلي في قطاع غزة. واغلب الظن ان “اسرائيل” تعتبر ان مجيء حاملتي الطائرات الاميركية يعزز من قوتها في المنطقة، وعليه ترى انها امام فرصة ذهبية لا تريد تضييعها، وهي فتح حرب مع حزب الله وتصفية اعدائها. انما رهان “اسرائيل” على قدرتها بانهاء حزب الله هو خطأ تكرره مرة جديدة لناحية سوء تقديرها لقوة حزب الله سواء عام 2006 او حاليا عام 2023.