Site icon IMLebanon

جعجع والحريري… يُرمّمان 14 آذار !

الاتصال الهاتفي الطويل بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري والذي وصفه رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات الزميل ملحم الرياشي، بـ«الودي جداً» لم يكن وفق اقتناعاتي وتحليلي محاولة من الحريري لاقناع جعجع بتأييد سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية، بل لاعادة الدفء الى علاقات الحزب والتيار بعد صقيع الحملات المتبادلة بين انصار الفريقين، وخصوصا الاعلاميين منهم، وتم وقف هذه الحملة الجليدية بعد 48 ساعة على انطلاقها، تخوفا من جعجع والحريري من ان يتحول التصدع في علاقة الحزب والتيار، وفي تحالف 14 آذار الى انهيار كامل غير قابل للترميم، والحق يقال ان مسارعة جعجع الى التمسك بوحدة مكونات 14 آذار وثوابتها، وبالتحالف مع تيار المستقبل، وبمرجعية اتفاق الطائف، كانت الاطفائية التي برّدت الرؤوس الحامية، واعادت الوضع الى طبيعته، واعتباره خضة من الخضات التي مر بها التحالف بين القوات اللبنانية والمستقبل، دون ان يؤثر الواقع الجديد، كما غيره سابقا، في التحالف الاستراتيجي بين الحزب والتيار، ومن المفيد في هذا المجال التذكير بان الدكتور جعجع في آخر لقاء له مع عدد من الصحافيين والاعلاميين، كان بينهم عدد من الزملاء المنتسبين الى تيار المستقبل، كشف عن وجود اختلافات في وجهات النظر بينه وبين سعد الحريري حول طريقة معالجة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الاختلاف لم يصل يوما ولن يصل الى خانة الخلاف، ولذلك فان اكثر ما آلم جمهور القوات اللبنانية ان يتحول الزمـلاء الذين تعتـبرهم معـراب من اهل البـيت ومن «عظام الرقبة» الى رأس حربة في مهاجمة حزب القوات اللبنانية ورئيسه، تبقى الاشارة الى امرين مهمين الى اقصى الحدود في التعامل مع سمير جعجع، الامر الاول ان تأمين سلامة الدكتور جعجع يأتي على رأس الاولويات التي لا يناقش فيها حتى جعجع نفسه، والثاني ان جعجع ليس من السياسيين الذين يتم استدعاؤهم او يبلغون بواسطة الحمام الزاجل، ولذلك عندما ثبت بالوجه الشرعي ان تحرك سعد الحريري لم يصل الى مستوى المبادرة ليبنى على الشيء مقتضاه، كان الهم الاني المستعجل، تصويب العلاقة القواتية – المستقبلية ضمن ثوابت 14 آذار من جهة، وثوابت حزب القوات حيال مرشح للرئاسة الاولى … اولا لا فيتو على اي مرشح يتم انتخابه وفق الدستور، ثانيا لا مقاطعة لجلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس، لا انتخاب لأي مرشح، لا يقترب من ثوابت القوات الاساسية في الحد الادنى، مع تعليق اهمية اساسية على وضع قانون للانتخابات النيابية يعيد الى التمثيل المسيحي حجمه الطبيعي والحقيقي.

***

اما على جبهة 8 آذار، فقد جمد نشاط النـائب سليمان فرنجيه الرئاسي وحركته، ودعي الى التحلّي بالصبر وعدم الاستعجال والسير وحيدا في خيار ترشيحه، وعدم نقل الشرخ الى صفوف 8 اذار، خصوصا ان سعد الحريري لم يرشح رسميا وان موقـف السعودية ما زال يلفه الغموض، كـما ان العـماد ميشال عون لم يبد اي اشارة الى امكان التـنازل عن ترشيـحه، واذا اضفـنا ما قاله السيد حسن نصر الله وفق اوساط واسعة الاطلاع لصحيفة الرأي الكويتية الى ما صـرح به العماد عون امـام زواره على ما نقلت صحيفة الحـياة، من ربط بين احداث سوريا وانتخاب رئيس جمهورية في لبنان، و«اننا لا نستطيع فصل الوضـع في لبنان عن الوضع في سوريا»، ويجب انتـظار الحلول الشاملة المتكـامـلـة في المنطقة…» يمكن عندئذ القول ان انتخاب رئيس في لبنان ليـس بالامر العـاجل، بالنسبة الى قوى 8 آذار سواء كان المرشح سليمان فرنجية او العماد عون او غيرهما الا عن طريق عجيبة إلهية او حدث جلل.