Site icon IMLebanon

باسيل إن صدق

 

 

من الآن وإلى انكشاف حقيقة الخيط الأبيض من الخيط الأسود بالنسبة لقبول جبران باسيل بالاتفاق مع المعارضة على انتخاب جهاد أزعور، ولو عبر الحمام الزاجل، لا بدّ من الإقرار بأنّ باسيل نجح إلى الآن بترك انطباع جدّي لدى أكثر من طرف معارض بأنّه ماض في اتفاقه مع المعارضة وبأنه سيعلن قريباً وعلى الملأ، تبنيه ترشيح أزعور، وهو ما سيعني تهديد ما تبقى من شعرة معاوية، التي تفصله عن الدخول في المحظور في علاقته بـ»حزب الله».

 

باسيل الذي أوصل إلى قوى المعارضة، استعداده المبدئي لانتخاب أزعور، والذي أوصل الرسالة نفسها إلى بكركي، ترك خط الرجعة مفتوحاً، بعد البيان الذي أصدره والذي حمل في تعابيره الكثير من العبارات المطاطة التي تتيح له الالتفاف على ترشيح أزعور والعودة إلى نقطة الصفر، كما أراد له آلان عون أن يفعل.

 

والواضح أنّ انتفاضة النائب عون، كان لها المفعول السحري، الذي سرّع مهمة الحمام الزاجل، فأوفد باسيل إلى سمير جعجع وسامي الجميل، من يخبرهما بأنّه ملتزم بأزعور، لكنه في المقابل بقي على غموضه في العلن ولم يخرج بموقف صريح يؤكد فيه ما التزم به أمام المعارضة. وفي كل هذا المسار سيبقى همّه تطويق التمرد الداخلي المنسّق بين مجموعة من أعتق نواب «التيار»، عبّر عنهم النائب عون، وهؤلاء يمتدون من الجبل إلى البقاع فعكار، والأبرز منهم ابراهيم كنعان، سيمون أبي رميا، سليم عون، أسعد درغام، يضاف اليهم الياس أبو صعب، الذي تميز عن الجميع بنصف خروج مبكر من كتلة «لبنان القوي».

 

في الحسابات السياسية، سيكون ثبات باسيل إن صدق، عبوراً خلف الخطوط الحمر التي رسمها «حزب الله» ولو إلى حين، كل ذلك بذريعة حالة الطوارئ التي فرضها تمرّد الرعيل النيابي، كما بداعي تفشيل ترشيح سليمان فرنجية، والانتهاء من هذا الترشيح إلى غير رجعة. أمّا في الحسابات الرقمية، فيوصل باسيل رسالة واضحة إلى المعارضة، مفادها أنّه قادر على التصويت لأزعور بـ11 صوتاً، وأنّه في المقابل متأكد من أنّ بقية الكتلة لن تصوت له.

 

ومهما كانت تقديرات باسيل، التي هي تعبير عن اعتراف بأنه خسر جزءاً من كتلته لصالح انقلاب أبيض نُفذ من داخلها، فإنه إن صدق بالتصويت بـ11 نائباً أو أقل لأزعور، سيؤدي ذلك فوراً إلى رفع نسبة أصوات أزعور إلى 59 صوتاً، في حين أن أصوات فرنجية في أية جلسة قد يحددها بري، ستقل عن هذا الرقم، مع أرجحية لارتفاع رقم أزعور الى 65 صوتاً، في حال تمّ إقناع بعض النواب المؤيدين للمرشح غير المعلن، بأنّ تصويتهم لأزعور، لن يضعف فرص المرشح غير المعلن، بل سيؤدي الى الإجهاز على ترشيح فرنجية، بدءاً بحارة حريك وصولاً إلى الإيليزيه، وسيمهد الطريق لفرض التسوية المشرفة.