Site icon IMLebanon

البلد على كفّ «القضاء» عليه!

 

 

قد يكون في تحرّك مدّعي عام التمييز غسّان عويدات بادّعائه على القاضي فادي البيطار ومنعه من السّفر فرملة لعربة القضاء التي استعجل المحقّق العدلي المكفوفة يده منذ عام ونصف إرسالها إلى جحيم هاوية الانهيار، استعجل واستيقظ فجأة على «غمزة» من حضور ملائكة القضاء الأوروبي إلى بيروت للتحقيق في مسألة تحويل البنوك لأموال اللبنانيّين إلى الخارج، بعد عام ونصف «طلع البيطار ما بيلقى غمزة من بيان السّفارة الأميركيّة» التي استيقظت مثله فجأة على اختراع حلّ يدّعي ويوزّع التّهم على مجموعة أسماء يعرف الشّعب كلّه أنّها لا ناقة لها ولا جمل في تفجير مرفأ بيروت!

 

قد يكون البيطار اعتقد أنّ «ملائكة» القضاء الأوروبي ستحميه ولكن، حسابات حقله لن تطابق حسابات البيدر اللبناني، لأنّ دول هؤلاء القضاة نفسها رفضت تسليم لبنان أيّ تسجيل لأقمارها الصناعيّة يساعد في الكشف عن حقيقة ما حدث في مرفأ بيروت قبل وخلال وبعد الانفجار، ويفسّر صوت الطّيران الإسرائيلي الحاضر الأبرز والأهمّ والأقوى في هذا التفجير المتدرّج وأسرار العنبر رقم 9 وصواريخه الذكيّة أو الغبيّة النائمة في حماية أطنان نيترات الأمونيوم السوريّة المخزّنة في مرفأ بيروت، لن تسلّم أيّ دولة «مشهداً واحداً» يكشف ما حدث عند الساعة السادسة من مساء 4 آب 2020، وغالباً الجميع لم يعد يتذكّر ما فعله بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي عن صواريخ حزب الله بعد أقل من شهرين 30 أيلول 2020 ذاك العام المشؤوم، والاستعراض الذي تولّى أمره الوزير جبران باسيل لتبرئة الحزب وصواريخه!

 

كلّ الّذين ادّعى عليهم واستدعاهم البيطار لا علاقة لهم بتفجير المرفأ ولا بالعنبر رقم 9 وكلّ منهم قام بواجبه حوّل الرّسالة إلى الجهة المختصّة لإجراء اللازم، هذا من دون الحديث عن الاعتوار الذي يعتري نزاهة قاضي التّحقيق وارتكابه جريمة حقيقيّة بحقّ شهداء تفجير مرفأ بيروت لتجاهله استدعاء المسؤول الحقيقي التورّط في التغاضي عن هذه الجريمة الكبرى وهو الرئيس السّابق ميشال عون الذي أعلن على الملأ تبلّغه بوجود موادّ خطرة في المرفأ وأنّه لم يفعل شيئاً لأنّه لا يملك صلاحيّة على مرفأ بيروت، استدعى البيطار قائد الجيش السابق جان قهوجي واستمع إليه وذهب إلى الادّعاء عليه ولم يفكّر في الاستماع إلى قائد الجيش الحاكي جوزاف عون فهو مثل كلّ المسؤولين العسكريين على كافة الأراضي اللبنانيّة علم بوجود هذه المواد ولم يفعل شيئاً!

 

ما فعله قاضي التّحقيق المكفوفة يده محاولة جنونيّة تتوسّل تدخّل القضاء الأوروبي،المتاجرة بدماء شهداء المرفأ وأوجاع ذويهم أصبحت بازاراً مزدحماً بالبحث عن الشّهرة والفرص، ومن المفروض أن يعي الجميع أنّ ما ارتكبه البيطار قد يقود إلى احتراق البلاد في لحظة تهوّر أو تدهور أمني سواء أكانت بريئة أو مخطّطاً لها، وأحداث عين الرّمانة والذين اقتحموا أمنها مدجّجين بالسّلاح عبرة ينبغي أن يأخذها الجميع بعين الاعتبار، في أحسن الحالات حين يقع ما لا تحمد عقباه سيغادر البيطار البلاد بحثاً عن مكان يمضي فيه تقاعده، وحدهم ذوي شهداء المرفأ ومن كلّ الطّوائف سيبقون هنا وسيدفعون ثمن خراب أكبر بكثير من خراب تفجير بيروت وضحايا أكثر بكثير من ضحاياه!

 

عسى أن يوفّق مدّعي عام التّمييز غسّان عويدات في لجم تهوّر المحقّق العدلي مغتصب السّلطة وسحب هذا الملفّ ـ القنبلة من بين يديه، فالذي يراهن على بيان من السّفارة الأميركيّة وقضاة العالم الأوروبي يفترض أن يُحال إلى المحاكمة للاشتباه في نزاهته وتسييسه لملفّ دمويّ وبهذه الخطورة، في الأساس الشّعب اللبناني يعرف المتورّط الحقيقي في تفجير مرفأ بيروت ومع هذا لم نقرأ إسم مسؤول واحد من حزب الله بين الذين ادّعى عليهم واستدعاهم وفي توقيت مشبوه جدّاً!