بعد محاولات حثيثة لإنجاح لائحة «التنمية والوفاء» بالتزكية في انتخابات بلدية الغبيري، ثانية أكبر بلديات لبنان، لم يصل الثنائي الشيعي إلى هدفه، لتتجه الأمور نحو مواجهة مع لائحة «الغبيري بتجمعنا» غير المكتملة (خمسة مرشحين) برئاسة ليلى علامة.
وفيما تؤكد أغلب التوقعات أن «المواجهة» لن تكون قاسية، ينتظر الجميع نتيجة الاستفتاء الشعبي لبيئة المقاومة، وتتّجه أنظار الثنائي إلى عدد الأصوات التي سيحصدها مرشحوه أكثر من وصولهم نفسه.
وقد شكّل الثنائي لائحة مكتملة من 21 مرشحاً (7 منهم أعضاء قدامى) بناءً على توافقات عائلية، من دون أي تدخّل مباشر في مشاورات العائلات الكبيرة، «للوصول إلى مجلس متجانس في الأفكار والرؤى، يضمن التعاون بين العائلات، والابتعاد قدر الإمكان عن تصفية الحسابات»، بحسب أحمد الخنسا نائب رئيس البلدية الحالي المرشح لرئاسة البلدية المقبلة.
وحرص الثنائي على ترشيح أعضاء لا ينتمون بشكل مباشر إلى حزب الله وحركة أمل، من بينهم على سبيل المثال الكاتب بالعدل يوسف جلال علامة المعروف عنه عدم تحزّبه، والذي خاض سابقاً معارك انتخابية ضدّ الثنائي ودعم اللوائح المضادّة، فيما أُعطيت حصة في اللائحة (المرشح رأفت رعد) للسياسي والمرشح السابق للانتخابات النيابية رياض رعد.
تتّجه أنظار الثنائي إلى عدد الأصوات التي سيحصدها مرشّحوه أكثر من وصولهم نفسه
وبترشّح الخنسا، أعاد الثنائي الرئاسة إلى أكبر العائلات في لوائح الشطب في الغبيري بعدما كانت مع آل الخليل (معن الخليل)، ثانية أكبر العائلات.
وبحسب المصادر المتابعة «لم ينتج من ذلك أي ردود فعل أو حساسيات عائلية، ربطاً بشخص المرشّح الذي يملك شبكة علاقات واسعة، وساهم في نشاطات إنسانية وخدماتية في إطار العمل البلدي وخارجه، خصوصاً خلال الحرب، عندما تولّى إدارة المطبخ الرئيسي في جبل لبنان لتوزيع الوجبات الساخنة على العائلات النازحة».
في المقابل، أكّدت علامة لـ«الأخبار» أنّها ومن معها، «لسنا في مواجهة مع أي طرف، بل في منافسة على التنمية والإنماء، ولائحتنا صغيرة هدفها أن تنخرط في العمل البلدي فقط، وتمدّ يدها للعمل مع الأطراف الأخرى»، علماً أنّ لائحة علامة مدعومة من المجتمع المدني وبشكل خاص من المحامي والناشط السياسي واصف الحركة الذي خاض الاستحقاق البلدي عام 2016 بلائحة كاملة ضد الثنائي، لم تتمكن من تحقيق الفوز.
وفيما أشارت علامة إلى أنها سعت إلى الانضمام إلى لائحة «التنمية والوفاء» لكنها لم تُوفّق، قالت مصادر متابعة إن نقاشاً دار بين الجانبين في إطار السعي للوصول إلى تزكية. وأوضحت أن الثنائي رفض انضمام علامة إلى لائحته مقابل فرط لائحتها «لعدم توافق آل علامة على اسمها وترجيحهم اسم يوسف جلال علامة، وبسبب أسلوبها الذي شابه نوع من الابتزاز، إذ شكّلت اللائحة ثم عرضت التسوية من دون أن تتشاور مع الثنائي منذ البداية».
تركّز لائحة الثنائي في برنامجها الانتخابي على إعادة إعمار ما تهدّم في الحرب الإسرائيلية، فيما تختصر علامة برنامجها بـ«هدم الجهل».
فـ«أنا كمديرة ثانوية الغبيري الأولى الرسمية للبنات، أريد تعميم النموذج الناجح للتعليم في الثانوية بشهادة الناس ووزارة التربية، على المدارس الرسمية في منطقة الغبيري، لتكون هذه المدارس متاحة بجودة عالية لجميع الفقراء وتعود الثقة بالتعليم الرسمي»، إضافة إلى «توفير بيئة نظيفة، وتنظيم السير، وتحسين الطرقات، وتوزيع عادل للمياه، وتوفير المقوّمات الدنيا لعيش المواطنين».
على صعيد المجالس الاختيارية، انتهج الثنائي الشيعي السياسة نفسها بعدم التدخّل في خيار العائلات. وتضم لائحته المكتملة من تسعة مرشحين في بئر حسن المرشح عن المقعد السنّي توفيق مزهر الذي حظي في الانتخابات السابقة بدعم تيار المستقبل، مقابل لائحة «مضادة» من 4 أعضاء. فيما يُتوقع أن تدور معركة قاسية في حي الجامع بين لائحتين مكتملتين.
