IMLebanon

لقاء الحريري بحسب الترتيب الانتخابي مؤجّل الى ما بعد 6 ايار

مع التسليم بان ما جرى في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة برئيسي القوات والاشتراكي والموفد الملكي السعودي على هامش احتفال جادة بن سلمان هو ملك المشاركين به وان كانت التوقعات ذهبت لاحياء علاقات «ميتة» بين الثلاثي الشريك في ثورة الارز فان اللقاء يعتبر اللقاء الاول والمباشر والاطول بين سمير جعجع وسعد الحريري من تشرين الاول الماضي عندما انقطعت الاتصالات بين معراب وبيت الوسط وساءت العلاقات على النحو الذي اوصل الامور الى تحالف ضيق في الانتخابات بين الحليفين الاستراتيجيين، ولكن حتى الساعة، فان اي نتائج عملية لم تتمخض عن اللقاء وتمثلت باي خطوة من رئيس الحكومة تجاه معراب وحيث لا تزال الامور متوقفة عنذ زمن ما حدث في تشرين، وان كانت التصريحات والمواقف تؤكد عودة العلاقة الى حالتها الماضية بين الحريري وجعجع، ولكن بدون حدوث اللقاء الذي وعد به رئيس الحكومة او تفعيل الاتصالات اليومية، فما يحدث لا يتخطى اطار العلاقة السياسية التي تربط الحريري باي فريق سياسي آخر ولا تشبه علاقة الحريري وجعجع في الزمن الماضي.

وبحسب اوساط مطلعة فان الاجواء ايجابية جدا بعد كسر الجليد، فان الصورة اصبحت اكثر وضوحا بالنسبة للطرفين من قبل، وعلى ما يبدو فان الحريري لم يعد يحتفظ بالتساؤلات والشكوك ذاتها التي ساورته في شأن دور لسمير جعجع بما جرى معه في السعودية، واذا كان رئيس تيار المستقبل الذي قضى اسبوعا في الرياض اقفل فيه الصفحة على كل ما حصل وعادت العلاقات الى سابق عهدها مع المملكة حيث ان الحريري يلتقي بصورة دورية مع الامير السعودي  فما الذي يعوق لبنانيا عودة الوضع الى ما كان عليه بين بيت الوسط ومعراب؟ على ما يبدو فان رئيس الحكومة كما تقول الاوساط لا يمكن ان يبادر الى اي خطوة حاليا تجاه جعجع في مرحلة الانتخابات النيابية، فاي خطوة في هذا المجال سيتم تفسيرها في خارج السياق الطبيعي للامور، خصوصا ان المستقبل ذهب الى تحالفات انتخابية اوسع مع التيار الوطني الحر واتت تحالفاته ضيقة مع القوات، وفي اطار محدد بدوائر الاشتباك مع حزب الله بسبب تلاقي المصلحة الانتخابية بين الفريقين السابقين في 14 آذار، من هنا فان اي مبادرة من بيت الوسط الى معراب او بالعكس ليست مطروحة حاليا فما كتب قد كتب في الانتخابات ويتم التعامل في الانتخابات على اساس الشراكة والتعاون الانتخابي لمواجهة حزب الله في المناطق الساخنة.
ولكن اذا كان رئيس الحكومة اكد اكثر من مرة ان لا خلاف مع سمير جعجع بل برودة سياسية جرى تسخينها واعادتها الى حرارتها العادية،فان الحرارة لم تدب كثيراً في الجسم القواتي والمستقبلي انتخابيا، فمن جهة، يمكن القول ان الفريقين سيخوضان الانتخابات بتحالفات بحسب الضرورة الانتخابية وحال القانون، وحيث ان المستقبل لا يريد ان تتعرّض علاقته بالتيار الذي اقام معه اغلب تحالفاته لاي خطر او هزة في الفترة الفاصلة باسابيع او ايام قليلة عن استحقاق 6 ايار، ومهما كانت الصورة جامعه قبل فترة في لقاء «الفينسيا»، لكنها لم تكن الا بروتوكولية ولا تترجم في الانتخابات او العودة الى الاصطفافات السياسية التي كانت معتمدة في المرحلة السابقة، ولعل ما جرى في مؤتمر «سيدر» والطاقة الاغترابية باصطفاف رئيس الحكومة ورئيس التيار جبران باسيل مقابل جبهة «المردة» الممثلة بالوزير فينيانوس وأمل بالوزير علي حسن خليل، خير دليل على ان الحريري ليس في وارد التشويش على تحالفه السياسي او الانتخابي مع التيار.
ووفق الاوساط نفسها فان تصريح الحريري بانه سيلتقي جعجع قريبا يمكن ان لا يتم تطبيقه راهنا قبل الانتخابات وان كان يمكن ان يجتمع الاثنان في صورة واحدة على هامش لقاءات سياسية تجمع عدة محاور، ولكن اي زيارة لن تحصل في الوقت الحالي مع التأكيد ان حصول انفتاح بين الطرفين وارد بقوة بعد الانتخابات وحيث ان الفريق السعودي جرى وضعه في صورة صعوبة التقارب الكبير في هذه المرحلة ريثما يمضي استحقاق 6 أيار وعندها لكل حادث حديث.
في هذا الاطار يمكن القول ان رئيس القوات قطع مسافة معينة الى السراي ولكن لم يصل اليها بعد، وحيث ان الدور السعودي واضح في هذا المجال بعدما تعثرت محاولات وزيري القوات والمستقبل رياشي وخوري او لم تصل الى المستوى المطلوب الا لترتيب وضعية ملاءمة لعلاقة الحليفين التي كانت مهددة بالاعدام السياسي، ويمكن الجزم بان العلاقة اليوم افضل بكثير من الظروف التي سادت في الاشهر الماضية بعدما هدأت جبهات التراشق وتوسعت دائرة الاشتباك بين الطرفين.