Site icon IMLebanon

حزب الله وحكومة لحظة الاختيار  

 

برأينا المتواضع، أنّ مأزق لبنان الحقيقي وأي حكومة ستتشكّل فيه ليس الوضع الاقتصادي ولا المالي ولا اهتراء الدولة وفساد مؤسساتها ولا الحاجة إلى إصلاح عاجل، كلّ هذه تفاصيل صغيرة لأنّ أزمة لبنان الكبرى والحقيقيّة هي حزب الله وأجندته وهذه الأزمة الكبرى مرشّحة للقضاء على الكيان اللبناني إن استمرّت الأمور على ما هي عليه، والأرجح ـ للأسف ـ أنّها ستستمرّ!

 

العام الماضي وفي ذكرى عاشوراء تحدّث أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه يوم التاسع من محرّم عن لحظة «حسم الخيارات» وأنّه «يا مع محور أميركا وحلفائها من الأنظمة العربيّة.. يا مع إيران وحلفائها»، لم يتغيّر شيء بالنسبة للبنان الذي وضع شعباً ودولة أمام هذيْن الخياريْن، على الأقل خطاب نصرالله يوم الأثنين الماضي يؤكّد أنّه لم يتغيّر شيء في معادلة نصرالله التي فرضها العام الماضي، لذا الأخذ والردّ المستمر حول شكل الحكومة المقبلة يؤكذ أنّها حكومة «اختيار» وأنّ حزب الله لن يسمح أبداً بحكومة ليست مع محور إيران وحلفائها ومهما كان الثمن الذي سيدفعه لبنان!

 

كثيرون لم يصغوا جيّداً لخطاب حسن نصرالله يوم الاثنين الماضي فهو يفهم في كلّ شيء، لكأنّه أحد أعظم المفكّرين الإقتصاديين في التاريخ الحديث، بل المؤسس الفعلي لعلم الاقتصاد المعاصر جون مينارد كينز وهو يقترح علينا بدائل مقاطعة دول العالم للبنان التعامل مع الصين، أو مع إيران التي قدّمت لنا عروضاً واسعة!! (ومن كلّ عقلو) حدّثنا تنشيط الزراعة اللبنانيّة (عأساس مساحة لبنان 10452 مليون كم²) وبيع محاصيلها للعراق لضرورات تشغيل معبر البوكمال السوري على الحدود العراقيّة، لكأنّ الشاحنات تقف طوابير على هذا المعبر جاءت من دول العالم، يا رجل، نحن نعرف أنّه لا يوجد غير لبنان يشتغل بسببه هذا المعبر خدمة لأجندة إيران، معبر البوكمال معبر الهلال الشيعي الفارسي، وعلى لبنان أن يخضع ويعبر من هذا المعبر!!

 

 

قبل أسابيع قليل خوّن نائب الأمين العام نعيم قاسم اللبنانيين وخيّرهم إمّا أن يكونوا مع حزب الله وإما هم مع إسرائيل، والحكومة التي يحاولون «توليفها وتأليفها» قبل تكليف رئيساً ما لتشكيلها هي حكومة هذا الخيار، وستكون حكومة «إيران وحلفائها»، لهذا الضغط شديد جداً على الرئيس سعد الحريري، وللمفارقة أنّه يتعرّض للضغط الذي تعرّض له والده الحريري الأب ليكون رئيس حكومة بالإكراه ورفض وكان ما كان، وللمناسبة ليس حبّاً بسعد الحريري الثنائية الشيعية تريده رئيساً للحكومة مهما كان الثمن، بل لأنّه غطاء دولي يختبىء حزب الله خلف اسمه وصورته وفي حكومته ممّا ينتظره على مستوى العالم، بتصورٍ وتصميم وتخطيط سعد الحريري مطلب حزب الله لتقطيع المرحلة فقط، ما يزال حزب الله يظنّ أنّه يستطيع تقطيع المرحلة!!

 

اللبنانيّون حسموا أمرهم فيما يخصّ حزب الله ومحور إيران، وهو لم يعد بالنسبة إليهم «مقاومة» لأنّه متوّرط حتى أذنيه في استخدام سلاحه سواء في الداخل اللبناني، أو في كلّ الملفّات القتالية التي تعني إيران في محاولتها للسيطرة على المنطقة، نعم؛ يدفع لبنان اليوم ثمن اختطاف حزب الله له وتحويله إلى رهينة للمحور الإيراني، وعلى حزب الله أن لا يفكّر مليّاً أنّ  بتخيير للبنانيّين تجاوزوا كلّ جدران الخوف، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وأن أي حكومة ستتشكل بإمكانها أن تحميه من المقصلة التي ستقطع رأساً أينع وحان قطافه!