في قاموس الراحل زياد الرحباني: “لبنان الأخضر طلع لحم بعجين”. أما في قاموس “حزب الله” فلبنان عبارة عن فرّوج. ليس أي فرّوج، وإنما “أطيب فرّوج”.
استفاق أهالي منطقة خلدة أمس، على مشهد هجين: عشرات الشبان بقمصان سود تجمهروا في منطقة خلدة أمام مدخل مطعم “أطيب فروج”، مُقبلين إلى المكان المذكور بالباصات البيض (وليس الخضر) مع مواكبة أمنية من الجيش اللبناني.
ارتاب أهل المنطقة، كما كل المارة قاصدي الجنوب أو العاصمة بيروت، من هول المشهد وبدأوا التقاط الصور ونشرها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين واقعة “القمصان السود” التي أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2011.
لاحقًا، بدأت الأخبار التصويبية تتوالى من مصادر المطعم المحسوب، بطريقة أو بأخرى، على محور “حزب الله”: لا قمصان سود ولا حتى بيض… كل ما في الأمر أنّ المطعم المذكور دعا الناس إلى الاحتفال بعد وصول عدد متابعي صفحته على “إنستاغرام” إلى المليون… ثم ارتفعت الأغاني وأطلقت البالونات الحمر والبيض على وقع المفرقعات النارية، ابتهاجًا!
حاول “حزب الله” ترتيب “بروفا”، وألصقها بـ”أطيب فروج” محاولًا إقناعنا بأنّ استحضار الشبان بالباصات وباللباس الأسود بـ “طقة الظهر” وتحت أشعة الشمس الحارقة كان محض صدفة وللاحتفال، تزامنًا مع يوم انعقاد جلسة الحكومة التي ستناقش مصير سلاح “حزب الله”… ويا للصُدف!
ما لم يقله “أطيب فرّوج” (مدري أسخف فرّوج) أنّ احتفاله Fake وأنه محاولة خجولة من أجل استحضار ماضٍ تتصارع قيادة “حزب الله” من أجل الخروج منه. تقاتل نفسها وتبذل الجهد وتعجز. لا تريد تلك القيادة أن تعترف بأنّ “زمن الأول تحوّل” وأن الصدام مع الداخل أو تقمص بهلوانيات السابع من أيار لم تعد تجدي نفعاً.
أمس، حاولت “المقاومة” أن تثبت لنفسها أنها مقاومة… فبذلت الجهد ونحّطت ثم طحّلت. واكتشفت أنّ معادلة “شعب وجيش ومقاومة” انتهت وتبخّرت. بل تحولت المقاومة فجأة إلى “فرّوج” مع ثوم زيادة.
