Site icon IMLebanon

إضافة الى الحكومة

 

 

ليست مصادفة أن يكون الحلّ هبط، في ما يبدو مفاجئاً، على جميع المعنيين بتشكيل الحكومة. فذُلّلت العقبات، وأُزيلت العراقيل، ومُهّدت الطريق أمام تأليف الحكومة.

 

أحل! ليست مصادفة. ولا هو وحي سقط من علْ، ولا هو نورٌ قُذف في الصدور… فقط هو قرار حاسمٌ صدر عن الرئيس ميشال عون: يجب أن تؤلف الحكومة قبل الأعياد، وإلاّ…

 

طبعاً هذا الموقف الحاسم وجد ملاقاة وتجاوباً أكيداً لدى الرئيس نبيه بري، وكذلك الرئيس سعد الحريري المستعجلَين. وقيل إنّ حزب اللّه لم يكن بعيداً عن التجاوب وهو الذي حقّق ما أراد من إبتكار «اللقاء التشاوري»، بعدما أدى هذا اللقاء الدور المطلوب منه وعصفت فيه الخلافات عند أوّل إمتحان، فظهر النواب الستّة مختلفين على إسم الوزير الذي سيمثلهم في الحكومة العتيدة.

 

وفي المعلومات المتوافرة أنّ الرئيس العماد ميشال عون كان قد وضع لنفسه وللآخرين حداً زمنياً لتشكيل الحكومة الذي يجب ألاّ يتأخر عن مطلع العام. لنفسه بمعنى أنه لن يعود قادراً على تقبل المماحكات والعقد المفتعلة، والتي بدت ممنهجة لاستنزاف عمر العهد من دون القدرة على الإنتاج (في ظل حكومة تصريف الأعمال). وللآخرين بمعنى أن على المعرقلين مباشرة أو بالنيابة عن سواهم أن يدركوا أن لصبر الرئيس حدوداً… وأنّ على كل طرف أن يتحمل نتيجة مواقفه.

 

كيف كان سيتصرّف فخامته في حال إستمرت العقد والفخاخ منصوبة في طريق تأليف الحكومة؟ العارفون لا يدخلون في التفاصيل إلاّ أنهم يجزمون بأن الرئيس ما كان ليقبل باستمرار المراوحة المؤذية، وقد كانت لديه (ولا تزال) سلسلة خيارات عديدة.

 

في أي حال، هذا بات من الماضي. أو يؤمل أن يكون قد صار من الماضي. باعتبار أنّ التشكيل لم يكتمل بعد. ولن يصبح «الفول في المكيول» إلاّ بعد إصدار المراسيم. وهي حتى كتابة هذه الأسطر، مساء أمس، لم تكن قد أُصدرت بعد.

 

الى ذلك، نرى أنه لم يكن من حسنة لابتكار «اللقاء التشاوري» (للنواب الستة) سوى فضيلة واحدة وهي الإضاءة على الرجل الآدمي، الخلوق، النظيف جواد عدره الذي لا نصدّق أن «التشاوريين» قد اختلفوا حوله لكثرة ما يتمتع به من مزايا وثقافة ووطنية صادقة وبعد عن التجاذبات في مستنقع المذهبية والطائفية. وفي تقديرنا أن هذا الرجل الرصين يشكل إضافة الى أي حكومة يكون فيها…

 

وأما اللقاء التشاوري ففي التقدير أنه أنجز المهمة الموكلة إليه وقد لا تعود ثمة «ضرورة» لاستمراره… وأنه بعد بضعة إجتماعات معدودة سيعود كل طرف فيه ليلتحق بالكتلة التي كان فيها قبل تكوين هذا اللقاء الذي يبدو أنه لم يحسن «التشاور» حول إسم من سيمثله داخل الحكومة.

 

وذلك، كله، وعلى أهميته، يبقى تفصيلاً. أما المهم فهو أن تصدر المراسيم، و… هيا الى العمل.