Site icon IMLebanon

إيران: عهد جديد للمقاومة

 محمد خواجوئي

 

طهران | اعتبر الحرس الثوري الإيراني أن «التشييع المهيب غير المسبوق في العالم الإسلامي للشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين في بيروت، أثبت أن حزب الله لا يزال حياً، وأن روح المقاومة تجري في عروق الشعوب الحرة حول العالم»، ووصف ذلك في بيان أصدره أمس بأنه «عهد جديد مع نهج المقاومة، ورسالة قوية لأعداء محور المقاومة».

 

وأضاف أن «التشييع الذي جرى في ظل التحليق الاستفزازي والمهين للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء بيروت، ورغم التهديدات، جاء على عكس أماني أعداء الأمة الإسلامية، ليصبح تجلياً لقوة الإسلام، ورمزاً للوحدة الوطنية الشاملة في لبنان، وصوتاً عالمياً للمقاومة المناهضة للصهيونية».

 

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إن مراسم تشييع السيد نصرالله «كانت رمزاً لتقدیر الشعب اللبناني لسيد المقاومة».

 

وأكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال جلسة مجلس الوزراء الإيراني الأحد، أنّ «حزب الله لا يزال حياً ويواصل مسيرته المشرّفة بشكلٍ أقوى»، و«ما دام هناك احتلال سيكون رجال كبار مثل الشهيد السيد حسن نصرالله للوقوف أمامه».

 

وأفردت الصحف الإيرانية أمس مساحات واسعة لمراسم التشييع. ونشرت صحيفة «إيران» الحكومية مقالاً لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جاء فيه أن «أعداء المقاومة قد يتخيلون اليوم أن مسيرة السيد حسن نصرالله توقفت مع فقدانه. بيد أنهم كالعادة يسيئون التقدير. هذا الدرب، رُسم وخُطّ بدماء المجاهدين وسيستمر بعزيمة الشعوب الحرة. والمستقبل هو للشعوب التي تؤْثِر العزة على الذلة والصمود على الاستسلام والأمل على القنوط».

 

ورأت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية في مشاركة المسؤولين الإيرانيين في التشييع «رمزاً للتضامن الإقليمي والدولي مع لبنان وحزب الله، وأظهرت الرابطة المتينة بين الشعبين الإيراني واللبناني، وبعثت للعالم برسالة عن الوفاء للمقاومة». ووصفت صحيفة «جوان» القريبة من الحرس الثوري تشييع نصرالله بـ«قيامة المقاومة»، مشيرة إلى أن «أضخم تشييع في تاريخ لبنان في ظل تهديد المقاتلات الإسرائيلية، تحوّل إلى مشهد لاستعراض القوة الاجتماعية للمقاومة».

 

وتحت عنوان «هزيمة مشروع صهيون»، كتبت صحيفة «خراسان» التي نشرت صورة كبيرة للتشييع على صفحتها الأولى، أن «الكثير من وسائل الإعلام والساسة الغربيين والعبريين سعوا للإيحاء بأن المقاومة قد ضعفت مع اغتيال قياداتها والإجراءات العسكرية للكيان الصهيوني وباتت تقف على عتبة الانهيار (…) لكن ما شوهد في المراسم الرائعة لتشييع السيد حسن نصرالله بمشاركة حشود واسعة من الجماهير، أظهر حقيقة أخرى».

 

وأضافت أن «المراسم ليست مؤشراً إلى شعبية جبهة المقاومة في بلدان المنطقة فحسب، بل إلى الحضور والتضامن الواسعيْن لمختلف مجتمعات العالم، وأظهرت أن المقاومة لا تزال تسكن في قلوب الجماهير وتحظى بموقع خاص في الجبهات العسكرية والاجتماعية المختلفة».

وكتب وزير الثقافة الإيراني السابق محمد مهدي إسماعيلي الذي شارك في التشييع في صحيفة «فرهيختكان»: «اليوم تُدشّن مرحلة جديدة من المقاومة بمشاركة هذه الحشود الهائلة في شوارع بيروت وكل منطقة المقاومة».