Site icon IMLebanon

“عيدية” رئاسية أم أضغاث أحلام؟

 

يحقّ للبناني أن يصاب بغيرة شديدة بل أن يحلم حين يسمع ان الرئيس العراقي برهم صالح وضع استقالته في تصرّف البرلمان محتجاً على محاولة طهران فرض رئيس حكومة يرفضه الشعب الذي ثار بالتزامن مع ثورة لبنان، ودفع حتى الآن نحو 500 قتيل على يد السلطة وميليشيات النظام.

 

وإذ يسمعُ اللبناني رئيسَ الجمهورية يَعِدُ في لحظات العُسر الصعبة التي تسبب بها فساد الطقم الحاكم بـ”عيدية” قبل انتهاء العام، يتبادر الى ذهنه فوراً قول الرئيس سعد الحريري المستقيل من التكليف أو المُقال منه انّ العهد “يعيش حالة انفصام”.

 

فعيدية اللبنانيين الحقيقية يفترض ألا تقتصر على حكومة يشكلها حسّان دياب برعاية جبران باسيل و”حزب الله”، بل بانكفاء السلطة الحاكمة برمّتها نزولاً عند رغبة الناس وحياءً من نفسها ومما ارتكبته من فضائح وسرقات أو تواطؤ على النهب أو امتناع عن ممارسة الواجبات.

 

تبشرنا يا فخامة الرئيس بمولودٍ “مسخ” وليس بحكومة مذود وخلاص. تريد الالتفاف على ثورة لم تعترف بها رغم انّها دقّت أبواب بعبدا وعرَّت العهد القوي وترويكا الأقوياء، مثلما تنوي تسليم مصيرنا لحكومةٍ رفضت الانتفاضة الشعبية رئيسها كونه جاء من رحم الطبقة السياسية المقيتة ولأن سجله في الترخيص للجامعات أو استغلال المنصب لا يشجع على تجربة المجرّب… هذه ليست بشرى ميلادية على الاطلاق.

 

خِلناك يا فخامة الرئيس تستوحي من تبشير الملاك جبريل بـ”فرح عظيم يعمُّ الشعب كله” أنك ستهدينا حكومة تستجيب لتطلّعات الشعب في انهاء حال الانهيار وبناء دولة المواطنية ووقف مسلسل الفساد المستشري منذ ثلاثة عقود والمتوَّج بأدوار فريقك في النفط والكهرباء، فإذ بالتشكيلات المتداولة تخفض سقف التوقعات بل تنبئ بتوزير ثلة من الواجهات لا تحسب في ميزان حكومة انقاذ فوري تحتاجها البلاد. وظننا انك وجَّهت المعنيين باسترجاع أموال الناس، فإذ باجتماع مجلس النواب وتصريحات حاكم مصرفك المركزي تزيد الارتياب، وتؤكد حق المواطنين في محاسبة رياض سلامة وحرامية المصارف وملاحقة كل من هرّب أمواله من أعضاء مجالس الادارات.

 

“جريمة” الرئيس العراقي انه فتح لنا باب “حُلمٍ” قد نعجز عن تحقيقه في لبنان. حلمٌ أن نرى فخامتك مقتدياً بنظيرك العراقي وأن تحضّ رئيس مجلس النواب “الأبديّ” على الدعوة لإنتخابات جديدة، فتُسلّما هذين المركزين الى من تفرزهما صناديق الاقتراع. كفاكما ممارسةً للسلطة وكفانا تردياً وبؤساً. حان وقت ترجُّل الأقوياء لمصلحة الأكفَّاء.