Site icon IMLebanon

طوفان الأقصى” فرصة لتوسيع “الجبهة السنّية” الى جانب حزب الله “

الجماعة الإسلاميّة” تستكمل انفتاحها العسكري بعد السياسي على محور المقاومة

 

بقدر ما كانت الحرب الكونية على سوريا محطة للتباعد في الملف السوري بين حزب الله وحماس والجماعة الاسلامية والقوى ذات التوجه الاخواني بقدر ما كانت المعركة التضامنية مع “طوفان الاقصى” ولوقف العدوان الصهيوني  الهمجي على غزة، محطة بدورها للم الشمل وعودة المياه الى مجاريها وانطلاق عملياتها من الجنوب بعد 7 تشرين الاول وللتأسيس بدورها لمرحلة جديدة من العمل المقاوم في الجنوب.

 

وما يبتعد عن التصريح عنه حزب الله وحليفيه اليوم “حماس” و”الجماعة الاسلامية” وان حزب الله يبحث عن “شريك سني” في عمله المقاوم جنوباً ولتكريس انه ليس “حزباً توليتارياً يحتكر المقاومة” في جنوب لبنان، تؤكده اوساط سنية لـ “الديار”.

 

وتشير الاوساط الى ملف فلسطين وقضيتها جامعة اليوم لكل اللبنانيين والسنة تحديداً ولا يمكن لسني ان يرفض المقاومة ضد اسرائيل او التضامن مع “حماس” و”الجهاد الاسلامي” وكتائب ابو علي مصطفى في غزة وفي الضفة.

 

وتشير الى ان من هذا المنطلق تحركت “الجماعة الاسلامية” بجناجها العسكري في جنوب لبنان واعلنت عن عدد من الاشتباكات واطلاق الصواريخ على مواقع العدو.

 

فمن جهة تؤكد “الجماعة” عبر تنشيطها جناحها العسكري “قوات الفجر” انها فصيل سني ولبناني مقاوم ولم يتخل عن فلسطين كما تؤكد التضامن مع الحليفة الاخوانية “حماس” كما تؤكد انها تستعيد دورها المقاوم على الساحة السنية.

 

ومن جهة ثانية تشد “الجماعة” “عصبها الداخلي” بعدما تفسخ خلال الانتخابات الماضية بفعل التجاذب بين الاجنحة داخل “الجماعة”.

 

فجناح التسوية مع حزب الله وايران وتنظيم الخلاف معهما والتنسيق في العمل المقاوم وتوسيع الجبهة السنية المساندة لحزب الله وسلاحه ودوره المقاوم في الجنوب ولبنان والذي يقوده الامين العام الحالي للجماعة الشيخ محمد طقوش، يقابله جناح متشدد داخل “الجماعة” يرفض التسوية “على بياض” مع حزب الله وتأمين غطاء سني لسلاحه نفسه الذي يقاتل في سوريا والنظام الذي تعارضه “الجماعة” حتى اليوم بينما عادت “حماس” الى سوريا بخجل ولا تزال عودتها محدودة ومرهونة بشروط من الرئيس بشار الاسد لم تُحقّق حتى الآن.

 

وتكشف هذه الاوساط نفسها ان “الجماعة” اليوم تتراجع في الشارع السني ومن كان يراها “وسطية” ومعتدلة وانها معارِضة لـ “تمدد” حزب الله وايران داخل الطائفة السنية بات يراها اليوم مع انضمامها الى تحالف المقاومة المسلحة مع حزب الله الى فصيل من سرايا المقاومة التابعة للحزب.

 

وفي مقابل هذه القراءات السنية المتفاوتة لعمل الجماعة الاسلامية العسكري في الجنوب، ترى اوساط قيادية في “الجماعة” ان مشاركتها طبيعية في العمل العسكري الى جانب حزب الله والعلاقة جدية وندية ومتوازنة مع حزب الله والتنسيق السياسي بديهي في الجبهة ولكن استقلالية القرار لدى “الجماعة” موجودة ولا يمكن ان تتغير فلكل من حزب الله والجماعة خصوصية ولكل حزب اهداف واولويات مختلفة عن الآخر رغم التلاقي في الملفات الجوهرية في قضية فلسطين كالعداء للصهاينة ورفض التطبيع والمقاومة المسلحة لتحرير الارض وصولاً الى المقاربة الداخلية لبعض الملفات المختصة بالعلاقات الاسلامية- الاسلامية والحوار والتقارب وصيانة المجتمع وحفظ العائلة الخ.

 

وتكشف الاوساط ان عمل “قوات الفجر” العسكري ليس جديداً فهو انطلق في العام 1975 وتوج عمله في التصدي للعداون الصهيوني في العام 1982 ابتداء من صيدا وسقط  ثلاثة شهداء وصولاً الى العمل العسكري حتى العام 2000 في الجنوب كما كان للجماعة وقوات الفجر دور عسكري في العام 2006 ولو لم يكن معلناً.

 

كما تكشف الاوساط ان العمليات الاخيرة في الجنوب وخلال عمليات “طوفان الاقصى” ليست الاولى وهي تعود لاشهر وسنوات الى الخلف اي انها ليست جديدة ولكنها توجت وظهرت في الآونة الاخيرة وهي مستمرة طالما ان الحاجة موجودة الى العمل العسكري والمقاومة.

 

اما على مستوى حزب الله وحلفائه في 8 آذار فتكشف اوساط قيادية في التحالف ان المقاومة الاسلامية ليست وحيدة اليوم وهناك فصيلان سنيان لبنانيان كـ “الجماعة” وحزب الاتحاد –حسن مراد وفصيلان فلسطينيان سنيان كحماس والجهاد بينما تقاتل حركة امل كفصيل شيعي مقاوم آخر الى جانب حزب الله اما نسور الزوبعة والحزب القومي فيقاتل كفصيل علماني مقاوم.

 

وتشير الى ان هذه الجبهة المقاومة الواسعة سنية وغير سنية تؤكد ان العمل المقاوم لحزب الله ليس طائفياً او مذهبياً او مناطقياً بل عمل وطني وللدفاع عن لبنان كله وفلسطين كلها ولردع العدو والتصدي له.