Site icon IMLebanon

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يعترف: فلسطين للفلسطينيين ولا يوجد شيء اسمه إسرائيل  

 

 

أن تعترف متأخراً، أفضل من أن لا تعترف أبداً. وكنا نتمنى لو جاء هذا الاعتراف أيام حكم الرئيس السابق جيمي كارتر الذي حكم أميركا من العام 1977 وحتى نهاية العام 1981، وعلينا أن لا ننسى ان «اتفاق كامب دايڤيد» وقّع في عام 1978 بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ومناحيم بيغن، وهو حصل في عهد كارتر، وبالمناسبة لا بدّ أن نعترف ان العرب أخطأوا لأنهم لم يذهبوا مع الرئيس أنور السادات، ووقعوا «اتفاق كامب دايڤيد».. وبالمناسبة ما يعرض اليوم على الفلسطينيين أقل بكثير مما كان معروضاً عام 1978، أي في «اتفاق كامب دايڤيد».

 

كذلك لا ننسى ان الغلطة الكبرى كانت عام 1948 يوم كان معروضاً على العرب تقسيم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود، والتي نندم على عدم الأخذ بها اليوم.

 

إليكم ما قاله الرئيس جيمي كارتر:

 

قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في حديث متلفز، دفاعاً عن موقفه في كتابه الجديد حول الشرق الأوسط، والذي شنّت عليه جماعات يهودية انتقادات حادة: «لا يوجد شيء اسمه إسرائيل… بل هناك شيء اسمه فلسطين وهناك كيان تمثله دولة إسرائيل الحالية».

 

أضاف كارتر في المقابلة التي تمّت في منتدى بجامعة إيموري بأتلانتا ان أغلبية الأميركيين بمن فيهم عدد من اليهود، يساندون أهم الاقتراحات التي تضمنها كتابه الذي صدر تحت عنوان «فلسطين: السلام لا الفصل العنصري»».

 

كتاب جيمي كارتر الذي أثار ضجة غير مسبوقة في أوساط الرأي العام الاسرائيلي وحتى في الرأي العام الأميركي… برّر كارتر آراءه التي تضمنها الكتاب فقال أيضاً:

 

كانت هناك استحالة المضي في أي مقترح للسلام في فلسطين في ظل المعطيات والظروف الراهنة.. فمشروع السلام العربي – الاسرائيلي مشروع قابل للتنفيذ ولكن ليس من دون شروط تفرض على الجانبين. ورأى ان الولايات المتحدة عليها أن تدعم جدّياً أي مباحثات سلام، ويُفضّل أن يشارك فيها ممثلون عن الأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.

 

السلام كما يراه كارتر مبني على ثلاثة أضلع رئيسة:

 

1- أن يقبل الفلسطينيون ودول الجوار بحق إسرائيل في التمتع بحدود مرسومة وآمنة.

 

2- عدم التغاضي عن قتل المدنيين في إسرائيل أو فلسطين أو لبنان.

 

3- حق الفلسطينيين بأن يتمتعوا بالسلام والكرامة فوق أراضيهم التي حدّدها القانون الدولي.

 

أضاف كارتر: السلام قابل للتحقيق، لكن وصفة السلام لا بدّ وأن تشمل العدالة. ولن أنسى خلال زيارتي لفلسطين قبل حرب عام 1973، أنّ الأماكن المقدّسة التي زرتها تحوّلت كلها الى ثكنات عسكرية، وتصدح في أرجائها التعليمات العسكرية بدلاً من التراتيل الدينية. فمن نهر الأردن المقدّس الى الطرقات التي عبرها المسيح الى أرض الجولان كلها كانت مدجّجة بالسلاح.

 

وتابع: لمست يومذاك، وبعد الزيارة، أنّ الاسرائيليين عازمون على الاستيطان في أراضي عام 1967، وليس لمقايضتها في مقابل السلام، كما كان الادعاء يومذاك.

 

إنّ «اتفاقية كامب دايڤيد» -يقول كارتر وهو عرّابها- والجهود المبذولة قبل وأثناء وبعد الاتفاقية والتي بدأت خيوطها في آذار (مارس) 1977، وبعد أسابيع قليلة من تسلمي رئاسة الولايات المتحدة علمت مدى المعاناة التي عانيتها مع حدّة الموقف الاسرائيلي ولا أستثني من ذلك الوفد إلاّ «ايزرا وايزمان» الذي كان وقتها وزير دفاع في إسرائيل. أما مناحيم بيغن فقد كان من الواضح أنّ ما كان يهمّه من الاتفاقية هو الشق المتعلق بمصر فقط، فقد كان همّه (أي بيغن) إخراج مصر من المعادلة العسكرية.

 

وقال: إنّ تعريف الفلسطينيين والاسرائيليين هو تعريف غير دقيق. فبالنسبة للفلسطينيين هناك أكثر من تعريف: أحد هذه التعريفات ينص على انهم الشعب الذي سكن أرض كنعان وظلّ هناك الى أن صدر قرار الأمم المتحدة عام 1947 بتقسيم فلسطين.

 

الصراع بالطبع.. لم يكن أبداً قصراً على الفلسطينيين والاسرائيليين… بل كان هناك جيران الأرض وعلى رأسهم سوريا. وهنا يبدي كارتر إعجاباً كبيراً بحكمة وصلابة الرئيس السوري يومذاك حافظ الأسد.

 

أضاف: إنّ التعنّت الاسرائيلي لم يزل كما هو.. إضافة الى حادثتين مهمتين انعكستا بشكل مباشر على السلام في المنطقة:

 

الأولى كانت عام 1986 حين كُشف النقاب عن فضيحة الأسلحة الى إيران أو ما يسمّى بـ»إيران كونترا».

 

أما الحادثة الثانية فقد كانت في العام 1987 إثر تصاعد الحدّة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وانطلاقة الانتفاضة الأولى.

 

وقال كارتر: إنّ اتفاقيات وجهود السلام خلال حقبة جورج بوش «الأب» وكلينتون، سواء «أوسلو» أو «مدريد»، كانت جميعها تتجمّد عند التعنّت الاسرائيلي، في مقابل مرونة الأطراف الأخرى في الأردن وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية.

 

واستعرض كارتر اجتماع القمة العربية في بيروت، في ظلّ الانتفاضة الثانية، وهو الاجتماع الذي أعطى فيه العرب وعلى لسان ولي العهد السعودي يومذاك الأمير عبدالله الأمان لإسرائيل، مع وعود عربية ببناء علاقات مباشرة مع إسرائيل.

 

وختم قائلاً: أشعر بالحسرة والأسف لجدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل. إنهم يتصوّرون أنّ طوقاً من الحديد سيؤمن لهم الحماية من الفلسطينيين… وهذه سخافة بالتأكيد.