Site icon IMLebanon

جنبلاط « يحفظ خط الرجعة» دائماً مع العهد و«التيار»… وباسيل يُبادله الغزل المبطّن!

عبارة «بعد بكير على الانتخابات»على لسان الطرفين… هل يحصل التحالف في ايار؟

حتى ولو وصل خلاف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الى العمق مع أي فريق سياسي، يبقى محافظاً على خط الرجعة معه، أي لا يخاصم بقوة ولا يتحالف بقوة، بإستثناء القليل من الاطراف، لذا يبقى وصف جنبلاط بأكثر السياسيين قدرةً على التمسّك بشعرة معاوية خلال علاقته مع السياسيّين، فإذا حمل العداء للبعض، فهو يعود أدراجه لينتفض على ذلك العداء، لانه لن يدوم طويلاً، لانه يرفض العودة الى زمن التقوقع السياسي، لذا يعمل دائماً على تأسيس مرحلة جديدة، يكون عنوانها الانفتاح، فيعود دائماً الى اعتماد الحياد في أي صراع، وهذه السياسة التي يتبعها وضعها في ذهن نجله النائب تيمور، كي يسيرعليها ويتخطى الالغام ويعبرها بهدوء ومن دون دفع الاثمان الباهظة.

 

إنطلاقاً من هنا، يبدو جنبلاط اليوم هادئاً وبعيداً عن التشنجات، تؤكد مصادر متابعة لمسار علاقاته لانّ المهم بالنسبة اليه مصلحة الدروز اولاً، فمثلا يستمر بتحالفه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الصديق الدائم والحليف الابرز، من دون ان تشهد علاقتهما في أي مرة خلافاً سياسياً ، فيما يبقى بعض التوتر مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فيقوى احياناً ويغيب احياناً اخرى، ثم يعود أدراجه ذلك الحليف مع بعض» الطلعات والنزلات»، كما انّ التقلبات السياسية تضع الزعيم الاشتراكي في بعض الاحيان، ضمن تموضع صعب، فتارة يطلق السهام في إتجاه العهد، فيدعو رئيس الجمهورية ميشال عون الى تقديم إستقالته، وفي اليوم التالي يزوره في قصر بعبدا متناسياً تلك الدعوة، وكأنّ شيئاً لم يكن، كذلك الامر بالنسبة الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يصفه في معظم الاحيان بكلمات غير مستحبة، ثم يعود ليستبدلها بكلمات مموّهة تطغى عليها الايجابية.

 

الى ذلك، وبعد مضيّ كل تلك الاشهر على الفراغ الحكومي، دخل جنبلاط في تجربته الثالثة في السياسة، أي الخط المنفتح على الجميع، لان انقطاع الحوار مع بعض الجهات، ادى في فترات معينة الى تشنجات سياسية كبيرة، لم تصل الى أي مكان، وترافق ذلك مع سلسلة انفتاحات على الخارج ايضاً، لكن ما يهّم الزعيم الاشتراكي وفق مصادر مقرّبة منه، هو سياسة الداخل، مما يعني انّ جنبلاط اليوم ليس بصدد إشعال السجالات السياسية مع احد، «لاننا نتلقى المناخات الايجابية دائماً بطرق إنفتاحية، وبفتح قنوات التواصل مع كل الاطراف»، وفق المصادر المقرّبة منه، لانّ البلد لم يعد يحتمل، لذا تبدو الوساطة هي العمل المطلوب اليوم، بعد إستشعار الاخطار المحدقة بلبنان، من خلال الكلام الذي يتكرّر عن إمكانية حدوث حرب وفوضى عارمة وفلتان امني، أي العودة الى ايام الحرب التي كلّفت الاثمان من دون أي نتيجة، من هنا اراد الزعيم الاشتراكي فتح قنوات الاتصال مع المرجعيات وخصوصاً رئيس الجمهورية، ولا يرفض ذلك مع التيار الوطني الحر وباقي الافرقاء، لان مصلحة لبنان تقتضي ذلك وبقوة في هذه المرحلة الدقيقة.

 

وعلى خط التيار الوطني الحر، فهنالك بحث يجري حول كيفية ملاقاة جنبلاط، واستمالته اكثر من ناحية العهد، في ظل مخاوف من ان يعود أدراجه وينقلب من جديد في فترة لاحقة، وسط معلومات بأنّ العلاقة بين التيار والحزب الاشتراكي، تشهد حالياً تقارباً سياسياً، يترافق مع صمت ايجابي من جنبلاط تجاه سياسة الرئيس ميشال عون وتياره، قابله باسيل بذلك قبل ايام خلال حديث متلفز، من خلال غزل مبطّن بجنبلاط، مع تحييده من لائحة هجومه على السياسيّين اللبنانيّين، الذين يستهدفون العهد كما قال رئيس التيار، وبصورة خاصة الرئيسين بري والحريري، ما يمكن إعتباره وفق المصادر، بادرة تحالف إنتخابي مرتقب بين الطرفين في ايار المقبل، الامر الذي لا ينفيه الفريقان، مع عبارة « بعد بكير» على الانتخابات…!