“بداية العام 2026 ستحمل التسوية والتصعيد لا يخدم أحداً”
المطلوب من الحزب الكثير من الاعتدال ومن العهد البحث عن الحلول
تصاعدت حدة المشهد السياسي في الأيام الأخيرة جراء التجاذبات الداخلية التي وصلت إلى حدّ التهديد بالشارع، وذلك على خلفية ملف حصرية السلاح بيد الشرعية، بحيث رأى الوزير السابق كريم بقرادوني، أن “تجربة لبنان مع السلاح خارج الشرعية قد شكّلت مشكلة على مدى التاريخ الماضي، وانتهت بسقوط السلاح”، واعتبر بقرادوني في حديث لـ”الديار”، أن “علاج السلاح غير الشرعي ليس بالضرورة هو نفسه مع كل سلاح، فالسلاح الفلسطيني انتهى على عهد الرئيس الياس سركيس بخروج المسلحين الفلسطينيين وعلى رأسهم ياسر عرفات من لبنان تحت ضغط حرب أل82، والقوات اللبنانية أيضاً سلّمت سلاحها بعد اتفاق الطائف ولم تشارك في الحكومات، وقد عوقب سمير جعجع بالسجن لأنه رفض المشاركة في الحكم، واليوم ما طُبِّق على الفلسطينيين لا يطبّق على الحزب، لأنه حزب لبناني ولأن الحرب التي يواصلها نتنياهو لم تنتهِ بعد، وهي أضعفت حزب الله”.
ويتابع بقرادوني، “يمكن اعتبار أن سلاح حزب الله قد أصبح غير شرعي، ويمكن اعتبار أن هذا السلاح قد ووجه بقرار حصرية السلاح، بينما الحل هو بجمع سلاح الحزب وإخراجه من لبنان، إنما بطريقة سياسية وديبلوماسية وليس القوة، لأن القوة لا تنفع في هذه الحالات، فما يحصل على أرض الواقع هو كمن يقوم بخطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء، لأنه بعدما أصيب الحزب في الحرب الأخيرة أصبح أكثر تشدّداً”.
ورداً على سؤال عن مصير قرار حصرية السلاح، يلفت بقرادوني، “إلى أنها عملية صعبة، وسيكون مسلكها وعراً ولا أتوقّع التوصل إلى أي حلول بسهولة، مع العلم أن الرئيس عون مدعوم خارجياً بشكل لم أشهده لأي رئيس لبناني منذ 50 عاماً، وهذا الدعم غير مقيّد وواضح في كل المفاوضات التي تحصل حالياً، وبالتالي، فإن مسؤولية الرئيس كبيرة كونه مدعوما بشكل غير مسبوق من جهة، ولأن الوقت الذي يمرّ يأكل من رصيد العهد، وليس أي طرف آخر”.
وبناء على ما تقدم توقّع بقرادوني، أن “يُطبّق قرار حصرية السلاح مع الوقت، ولكن يبقى من مسؤولية الرئيس عون أن يحلّ المشكلة ما بين الحصرية والشرعية، فالشرعية القوية اليوم والمدعومة من الخارج، تستطيع أن تحلّ هذه المشكلة بالسياسة، والحل برأيي ليس إلا حلاً سياسياً، وأستبعد الحلّ العسكري، والمطلوب اليوم وبإصرار من حزب الله الكثير من الاعتدال، لأن التصعيد لا يخدم الحزب، في حين أن المطلوب من الشرعية التفتيش عن الكثير من الحلول، وهناك توقيت طبيعي لهذا الأمر وهو يقع بنهاية هذا العام، بمعنى أن بداية العام 2026، ستحمل الحل لهذه المشكلة”.
وحول التحرّك الأميركي باتجاه لبنان، والذي وُصِف بأنه إنزال أميركي، يقول بقرادوني إنها “ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان زيارات أميركية مكوكية، والسبب أن أزمة لبنان باتت بمستوى أزمة المنطقة، وبالتالي، فإن لبنان بات على الجدول الأميركي في المنطقة، لأنه قبل هذه الفترة كانت سوريا هي المكلّفة هذا الملف، ولكن مع التغيير في سوريا تبدّل الوضع في لبنان، وليس مستبعداً أن يتزامن الحراك الأميركي مع حراك عسكري أيضاً، وليس فقط سياسياً، وهذا احتمال قائم من بين الاحتمالات، وعلى اللبنانيين أن يتعلّموا أن الأميركيين بشكل خاص، والغرب بشكل عام، لا يتعاطون مع لبنان كأولوية إلا إذا شكّل خطراً على الدول الأخرى في المنطقة التي تخضع للتأثير الأميركي، وعندما تبدأ أميركا بتوسيع إطار حراكها تجاه لبنان، فهذا يعني أننا على مشارف تسوية أميركية في لبنان”.
وحول إمكان الوصول إلى اتفاق دفاع مشترك مع واشنطن، يرى بقرادوني، أنه يمكن حصول مثل هذا الاتفاق، ولهذا يرى أنه ،”على حزب الله أن يأخذ بهذه المستجدات، لأنه المعني بالحراك الأميركي سواء لناحية الحل أو لناحية المواجهة”.