Site icon IMLebanon

أميركا لن تحاور خامنئي “موزِّع الأدوار”!

عن إسرائيل تحدّث المسؤول السابق الكبير جداً نفسه في “الإدارة” نفسها داخل الإدارة الأميركية، الذي كان له تعاطٍ أساسي مع الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، قال: “تريد إسرائيل زيادة المساعدة الأميركية السنوية لها كي تبلغ 5 مليارات دولار. وللحصول على الزيادة يحاول نتنياهو عرقلة صفقات أسلحة متطوِّرة للكويت (طائرات F18 ولقطر F15) في الكونغرس كما هي عادة إسرائيل. نحن نراقب وسنرى كيف ستسير الأمور. على كل لا سلام، فإسرائيل مطمئنة. صحيح أن الحرب الأهلية في سوريا لا تريحها وكذلك تنظيم “داعش” والارهابيون وأن “حزب الله” يُقلقها بصواريخه وذخائره. لكن اطمئنانها مستمر”. علّقتُ قال “حزب الله” أكثر من مرة إنه لن يهاجم إسرائيل إلا إذا هاجمته. وفي ظهور لقائده على التلفزيون قبل نحو شهرين قال إن إزالة إسرائيل ليست أولوية عنده الآن. وأنت تعرف أن فلسطين قضية عربية وإسلامية. لكن إيران المسلمة والإسلامية رفعت علمها ليس فقط إيماناً منها بعدالتها بل لأن التبني لها يمدّ نفوذها في العالمين العربي والإسلامي. وقد رفع “حزب الله” العلم نفسه ليس فقط لارتباطه الايديولوجي بولاية الفقيه بل لأن إسرائيل كانت تحتل ومنذ عقود أراضي واسعة في جنوب لبنان وبقاعه الغربي. علماً أنها خلال هذه المدة غزته واحتلت عاصمته. الآن تغيّرت الأمور كثيراً. إسرائيل لم تعد قضية العرب ولا أنظمتهم إلا رسمياً. علّق: “الاثنان من غير البشر. لكن يبقى واحد منهما أفضل من الآخر”. قلتُ: لم يعد هناك أفق للسلام. السلطة الوطنية الفلسطينية فارطة ولا سلطة لها. و”حماس” مشلولة لأسباب كثيرة منها ارتباطها بـ”الاخوان المسلمين” وتطورات المنطقة. “فتح” صارت هَرِمة (ختيارة). التنظيمات الإسلامية المتشدّدة الفلسطينية هي الفاعلة اليوم في مخيمات لبنان والأردن وفي فلسطين. أضاف هو: “وفي سيناء أيضاً”.

علّقت: في موضوع إسرائيل والسلام والمنطقة، أعتقد أن على أميركا أن تتحدّث مع إيران بطريقة ما، وأن تركّز الاثنتان على القضايا الإقليمية الخلافية ومنها الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. إيران غير جاهزة للبحث في الموضوع الأخير اليوم مثل إسرائيل التي تدّعي أنها جاهزة. لكنها قد تجهز مستقبلاً. إيران في رأيي لن تصالح إسرائيل. لكنها لن تهاجمها إلا إذا بادر الإسرائيليون بالهجوم عليها عسكرياً. وسابقاً هي لم تمانع في تفاوض حليفها الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم نجله الرئيس الحالي مع إسرائيل. ولو توصلا الى تسوية سلمية لما كانت اعترضت عليها.

ردّ: “إذا كان ما قلته لي في لقائنا السابق صحيحاً، عن أن خامنئي وروحاني ليسا مختلفين أو متناقضين ولن يختلفا كما يظنّ أو يخشى الغرب، فإن أميركا لن تتحدث مع خامنئي”. علّقت: في رأيي، وهو كلام قد لا يُسرِ كثيرين، أن انفتاح إيران على الغرب وزعيمته أميركا لا يستطيع أن يفعله إلا خامنئي. وهو قائد الجميع من متشدِّدين وإصلاحيين. لكن عليه قبل الانفتاح أن يدير الوضع في بلاده كي لا يؤذي ذلك النظام الإسلامي أو يهدِّده. لا يمكن الانفتاح من دون قائد النظام الإيراني. وخامنئي بارع. إنه يقود العملية في اتجاهه ببطء وتؤدة ولكن بثبات. سمعت من حلفاء له أن شعب إيران أو بالأحرى شبابها يحبون أميركا وأن ما تحتاج إليه موجود عندها وليس عند دول كبرى أخرى منها الصين والهند. ضحك وكرّر ما قاله لي في اللقاء الأول: “في العالم العربي الشعوب تكرهنا والأنظمة تحبنا. وفي إيران العكس هو الصحيح”.

“ماذا عن السعودية؟” سأل: أجبت بما يتردّد في أروقة واشنطن والعواصم العربية عن أوضاعها ومجريات الحكم فيها وعن حرب اليمن وأسباب إعلانها إياها، وكذلك عن احتمالات انفجار الخلافات داخل العائلة. سأل: “ماذا تسمع عن صحة الملك سلمان بن عبد العزيز؟” أجبت: الحديث في كل المحافل الديبلوماسية يتناول فترات نسيان عنده. لكن آخرين ينفون ذلك ويقولون إن ذاكرته ممتازة. علّق: “سمعت الشيء السلبي نفسه”. ثم سأل: “لماذا قطعت السعودية الأموال عن لبنان (3 مليارات لتسليح جيشه)؟” أجبت: “لأنها تشعر بل تخوض حرباً فعلية تشنّها عليها إيران بالواسطة، ولأنها تدرك أن تهديد الأخيرة لها جدّي، فصارت، مثل سوريا وإيران، تريد من حلفائها في لبنان أن “يقاتلوا” من أجلها وليس أن يدافعوا عنها بالكلام خصوصاً أنها لم تقصّر في دعمهم مادياً كما لبنان كلّه ومنذ عقود. سأل أيضاً: “ماذا عن سوريا”؟ بماذا أجبت؟