Site icon IMLebanon

مناورات اللحظات الأخيرة قبل ولادة الحكومة

مناورات اللحظات الأخيرة قبل ولادة الحكومة

دفع إقليمي – دولي لعجلة التأليف على خلفية تطورات المنطقة

 

 

تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن بلورة الصيغة الحكومية تجري خلف الكواليس وفي دوائر ضيقة بعيدًا عن الإعلام نظرًا لدقة الوضع وحساسيته، وربطًا بما جرى إذ بعد موجة التفاؤل التي عبّر عنها الرئيس المكلّف سعد الحريري في حواره المتلفز والرد عليه بموقف وزير الخارجية جبران باسيل.

وعلم أنه وفور عودة وزير الخارجية من جولته الخارجية قد يعقد لقاء يجمعه مع الحريري في بيت الوسط لا سيما وأن بعض المقرّبين من الرئيس المكلّف أشاروا إلى اتصال جرى بين الطرفين اتفق خلاله على لقاء حاسم لأن الأمور لم تعد تحتمل القصف والقصف المضاد والأوضاع الاقتصادية تزداد سوءًا وبالتالي تؤكّد المصادر وفقًا لمعلومات من مراجع رسمية أن ما سيحمله الحريري إلى قصر بعبدا إنما هو الصيغة النهائية الحاسمة لتصدر بعدها المراسيم في حال لم يحدث ما يحول دون التوافق على هذه الصيغة باعتبار كل الاحتمالات تبقى واردة أمام ما يجري في الداخل من ارتفاع منسوب الخلافات السياسية والتصعيد السياسي الذي بلغ ذروته بين «التيار الوطني الحرّ» و«القوات اللبنانية» وما جرى بينهما في الفرزل بحيث كان ينذر بعواقب وخيمة لولا تدخل القوى الأمنية المعنية ربطًا بأحداث المنطقة وتطوراتها، وهذا أيضًا ينبئ بتطورات في الأسابيع المقبلة على المستوى السوري وكذلك عودة التصعيد على الساحة الفلسطينية التي تشهد غطرسة إسرائيلية متمادية.

أما عن هذه الأجواء التفاؤلية في ظلّ التطورات والتحولات والمتغيرات الجارية داخليًا وإقليميًا فإن المصادر السياسية المعنية تؤكّد أن المعطيات المتوفرة لإشاعة هذه الأجواء التفاؤلية إنما مرده دفع إقليمي لعجلة التأليف على خلفية ما حصل في العراق من إجراء الانتخابات الرئاسية وتوافق على رئيس لمجلس الوزراء وصولاً إلى المخاوف الدولية من الأزمة السورية وموضوع النازحين وحيث في لبنان يتواجد العدد الأكبر منهم والمرحلة على أبواب فصل الشتاء ما يستدعي تأمين مستلزمات وجودهم الاجتماعي والصحي، لهذا الغرض هناك استعجال من قبل المجتمع الدولي للإسراع في تشكيل الحكومة وهذا الأمر لا يخفيه عدد من سفراء الدول الكبرى ذات الاهتمام بالشأن اللبناني والتي تؤكّد بأن هناك إجماعاً من دولهم على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان حيث باتت الأوضاع في هذا البلد لا تحتمل خصوصًا على المسارات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ناهيك إلى ما يجري في المنطقة من تطورات وأحداث وحروب والتي لها بالمحصلة انعكاساتها على الداخل اللبناني.

وترى المصادر أن ما يحكى عن استمرار بعض العقد الداخلية والتي تعيق تشكيل الحكومة فذلك أمر موجود وتحديدًا على صعيد القوات اللبنانية ولكن وقبل تشكيل الحكومة بأيام وساعات ترتفع وتيرة المناورة السياسية بغية كسب هذه الحقيبة وتلك وبمعنى أوضح ذلك غالبًا ما يحصل أمام تشكيل الحكومات في لبنان بحيث يرتفع منسوب التصعيد السياسي إذ خلفيته ترتبط باستحقاقات معينة وتحديدًا عندما يكون هناك اتصالات تتعلق بالتأليف، لذا أن العقدة القواتية تجري حلحلتها عبر اتصالات بالغة الأهمية ومستمرة بشكل يومي بين بيت الوسط ومعراب، وصولاً إلى أن العقدة الدرزية أيضًا باتت حلحلتها في لمساتها الأخيرة أي توزير درزي وسطي يقبل به الجميع وهذا الإخراج الذي يقوم به الرئيس نبيه بري هو موضع متابعة وتشاور دائم بين عين التينة وكليمنصو والأمور قطعت شوطًا متقدمًا على هذا الصعيد.