أكيد أنّ الوزير جبران باسيل لا يقرأ ولا يكتب ولا يسمع ولا يتذكّر… ويتكل دائماً على ضعف ذاكرة الناس.
وإنعاشاً لذاكرته في موضوع التمديد نذكر أنّ بشار الأسد مدّد لاميل لحود.
قد يقول باسيل: لم أكن يومذاك في المسؤولية، صحيح، ولكن المبدأ واحد.
ثم مدّدوا لمدير المخابرات بضع مرات… والوزارة التي كان فيها، وكانت حكومة اللون الواحد، مدّدت لقائد الجيش سنتين في وقت رفضت التمديد لأشرف ريفي… وكان وزير الدفاع فايز غصن حليفهم في التكتل، مع التكرار بأنّ الحكومة كلها كانت لهم.
إنّ موقف باسيل يدفع الى الحيرة في ما سيقوله ازاء الذين يتصرّفون بهذا الشكل في مصير الدولة والشعب.
يرسب في الانتخابات النيابية فيكافأ بتعيينه وزيراً، في المرة الأولى قلنا قد يكون هذا خطأً أو تسرّعاً… ثم تكرر الأمر بعد الرسوب الثاني.
تسلم حقيبة الطاقة ففشل فشلاً ذريعاً… ورفض القروض الميسّرة من الصناديق العربية وأصرّ على الإستدانة بالفوائد العالية من القطاع الخاص.
فهل من دولة تحترم ذاتها تسمح لوزير بأن يتصرّف كما يتصرّف جبران.
إنّ كل ما يجري هو من أجل شامل روكز، ولكنهم يتسبّبون له بإساءة كبيرة، فهو معروف بولائه للمؤسسة العسكرية وليست له علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد.
فمن أسف… من أسف… من أسف… انّهم يلحقون الضرر الشديد بهذا الضابط المشهود له من الأطراف كافة.
بدلاً من التلهي بالتعيينات لماذا لا يحلون مشكلة الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي مرّ عليه نحو سنة.
سألنا حول اللقاء بين الجنرال عون والدكتور سمير جعجع، ولقد فاجأ جعجع عون بالزيارة، من أجل لبنان لا بأس مَن يزور مَن، والوضع في لبنان بات خطيراً جداً، وإذا كان ثمة أمل وحيد للمواطن اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً كي يبقى في أرضه ولا يهاجر، يفترض تسيير مصالح الدولة التي يعطلونها بسبب تعيينات شخصية خاصة، ومن ثم يطالبون بالجنسية للبناني في الخارج… علماً أنّ هذا المغترب هارب من الطاقم السياسي الذي يتصرّف بمزاجية وبأنانية المصالح الشخصية… ولسان حالهم: كل شيء وإلاّ الويل والثبور وعظائم الأمور.
ثم يحاضر فينا باسيل وعمه أيضاً بالعفة والأخلاق… ويتهمان سواهم بالفساد، وفي لحظة واحدة، إذا كانت مصلحتهما «في الدق» يتغاضيان عن كل شيء…
هؤلاء اتهموا «المستقبل» بكتاب «الإبراء المستحيل»… ثم قال عون لسعد الحريري «وان واي تيكت»… ولاحقاً وعلى أمل ضئيل جداً أن يدعمه سعد الحريري في رئاسة الجمهورية تناسى كل شيء… علماً أنّ سعد الحريري كان واضحاً منذ اللحظة الأولى فقال له: اتفق ومرشحنا الدكتور جعجع… ونحن ليست لدينا مشكلة إذا حصل هذا الاتفاق. ومشكلة عون الحقيقية هناك… إنّ أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم، أول من أمس التقى الرجلان… فهل اتفقا على الرئاسة؟
لماذا يضيّع عون وقته؟ ولماذا نقبل أو لا نقبل… اذهبوا الى انتخاب رئيس وخذوا ما تشاءون بدلاً من الاستمرار في تعطيل مصالح البلاد والعباد؟