Site icon IMLebanon

أسبوع لبناني فاصل  

 

يُفترض أن تُنجز التسوية هذا الأسبوع لتُطوى آخر مفاعيل «استقالة الرياض» التي تقدّم بها الرئيس سعد الحريري قبل نحو شهر حفل بالكثير من التطورات والمواقف والشكوك والإتهامات وفرز الذين مع من الذين ضدّ… واستخدمت عبارات راوحت بين نكران الجميل حداً أدنى والغدر والخيانة حداً أقصى.

 

ولم يعد سراً أنّ «النأي بالنفس» والتزام مضامين اتفاق الطائف (أو وثيقة الوفاق الوطني) هما السقف الذي سترفعه التسوية شعاراً للمرحلتين الحالية والمقبلة… وإلاّ فإنّ الرئيس سعد الحريري سيكون في حل من أي التزام وبالتالي سيكون مضطراً لإنهاء فترة «التريُث» بسلبية كبيرة عنوانها الإصرار على الإستقالة، فيما يأمل الجميع ألاّ يحدث ذلك وان تؤول الأمور الى إيجابية كبرى هي طي الإستقالة نهائياً على قاعدة العنوانين الرئيسين اللذين يشكلان سقف التسوية الذي أوردناه أعلاه.

وفي تقديرنا أنه يجدر استعجال هذه التسوية وفق البنود المتفق عليها في التشاور بين أركان الدولة والتي يعمل عليها الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل الذي يحمل تفويضاً من حزب اللّه… علماً أن الخطوط الرئيسة كان قد إتفق عليها في القصر الجمهوري بين الرئيس ميشال عون ورئيسي مجلس النواب والحكومة.

ومن أسباب الإستعجال في تقديرنا أنّ المواعيد باتت داهمة وأهمها الإنتخابات النيابية العامّة التي لا تحمل أي تمديد آخر، وإلاّ يكون العهد يكتب إدانة ذاته بذاته. أضف الى ذلك الموقف اللافت جداً الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بلسان وزير خارجيتها وقد كرّره مرّتين في خلال خمسة أيام عندما تناول المصارف اللبنانية باتهام خطر الى أبلغ حدود الخطورة، موجه الى المصارف اللبنانية (بالتعميم) بأنها تموّل حزب اللّه وبأنها تساعد على تبييض الأموال من أجل تمويل الحزب… والوزير جبير لاشك في أنه يدرك ماذا يعني إطلاق مثل هذا الإتهام في وقت يسعى لبنان الى المشي بين النقط في هذه المسألة، بعدما نجح حاكم مصرف لبنان ومن ورائه المصارف، في دحض أي شائعات من هذا النوع، بعد جهود مضنية بُذلت لدى الجهات الأميركية ذات الصلة.

لذلك نرى أننا على أبواب أسبوع حاسم، فإذا تعثرت التسوية، لا سمح اللّه، نكون قد دخلنا في المجهول – المعلوم، الذي لن يتأتى منه إلاّ الضرر. ثم إذا كانت اللهفة حقيقية على الرئيس سعد الحريري فالآن ساعة الإمتحان!

نقول هذا من دون أن يفوتنا، لحظة واحدة، أنّ لبنان ليس متروكاً. خصوصاً أن الدعم الفرنسي تحديداً والأوروبي الغربي عموماً، والتفهم الروسي كلها عناصر إيجابية… إنما ليس يُدرى كيف تميل رياح ذلك المقيم في البيت الأبيض وهو الذي يتحكم به مزاج يزداد إرتباكاً كلما توغل التحقيق في «المسألة الروسية» وتدخل موسكو في الإنتخابات الرئاسية الأميركية.