Site icon IMLebanon

لبنان… أرض بلا حياة؟!

استناداً الى الدراسة الموضوعة من قبل الدكتور ناجي قديح، الاختصاصي في علم الملوثات الكيميائية والجرثومية، فان الوزارات السيادية والاساسية التي يمكن، وليس أكيداً، ان تنقذ الشعب اللبناني وسكان لبنان من الموت المحتّم، هي وزارات الصحة، والبيئة، والزراعة، المعنية مباشرة بصحة الناس وحياتهم، وليس الوزارات الاخرى التي يسبب التهافت عليها في عرقلة انطلاقة العهد، وفي خلق اجواء من التوتر الطائفي والمذهبي، قد يؤسس، اذا لم يتم تفاديه بسرعة، الى لبنان آخر، لا يشبه لبنان الميثاق الوطني ولا صيغة العيش الواحد، هذا اذا بقي لبناني على قيد الحياة في العقود الثلاثة المقبلة.

ما هي خلاصة هذه الدراسة التي تنعي الحياة البشرية وغير البشرية في لبنان؟؟

يقول الدكتور قديح، ان سوء ادارة ملف النفايات وتساهل الحكومات في حماية البيئة والصحة العامة، تركا الملوثات الكيميائية والجرثومية، تسيطر تماماً على الماء والهواء والتربة اللبنانية وهذه الملوثات تخلّ بعمل الغدد الصّماء، فيصبح الانسان فريسة سهلة لجميع انواع الامراض القاتلة وفي مقدمها مرض السرطان، وهذه التأثيرات صعبة العلاج، بل احياناً مستحيلة، وتطول حتى الاحبّة في بطون امهاتهن، وتأثيرها  يمتد حتى ثلاثة اجيال.

هذه الدراسة يجب أن تتقدم على ما عداها من الملفات الموضوعة امام عهد الرئىس العماد ميشال عون وحكوماته، ويجب اليوم قبل الغد، ان تكون موضوع درس ومراجعة وتمحيص من باحثين لبنانيين وغير لبنانيين اذا اقتضى الأمر، والاسراع في اخذ خطوات وقائية اذا ثبتت الاخطار التي تتضمنها الدراسة، لأن الموضوع يصبح عندها زوال شعب بكامله او عدم زواله، علماً بأن تقارير ودراسات عدّة نشرت منذ بداية ازمة النفايات التي تسببت بها هذه الطبقة السياسية الحاكمة، ونبّهت الى خطورة الوضع البيئي في لبنان، ولكن هذه الطبقة ذاتها التي انغمست بالفساد وبتحقيق مصالحها الخاصة منذ عقود، لم تتحرك لدرء الاخطار، وها هي اليوم تشلّ البلد من جديد، لتبقى مسيطرة على وزارات تبيض لها ذهباً، على الرغم من ان الوزارات التي شغلتها لسنوات، كانت اسوأ الوزارات في تحقيق الانماء المتوازن بين المناطق، على ما نصّ عليه الدستور والقوانين المرعية الاجراء، وبدلاً من ان تخجل هذه الطبقة من الاساءات والفضائح التي ارتكبتها، وتترك الساحة والوزارات لاشخاص، تجرّبوا ونجحوا، وكانوا مثالاً للنظافة والكفاءة وحسن الاداء، نراها تهدد بالويل والثبور وعظائم الامور، ان لم تحصل على الوزارات التي تريد.

* *  *  *

حتى ولو كان عمر الحكومة التي يسعى الرئيس المكلّف سعد الحريري لتشكيلها، محكومة بعمر معيّن وبمهام معيّنة، الاّ ان الرضوخ لشروط وفيتوات في بداية العهد، لن يكون نقطة بيضاء في مسيرة عمرها ست سنوات، لأنه عند تشكيل اي حكومة في المستقبل، سيكون هناك من يسارع الى «ذبح البسين» كما يجري اليوم، لايقاع الرهبة لدى سيد العهد، والرئىس المكلّف.

ان دراسة الدكتور قديح في نهاية الأمر، يجب ان تتقدم على ما عداها، وتأخذ الاهمية التي تستحق، ليبقى في لبنان حكام ورؤساء ووزارات وشعب، إذ كنتم تعلمون.