Site icon IMLebanon

ضمانة لبنان وحدته الداخلية

 

التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية, والمستجدات على الخط النفطي في ضوء اجتماع الناقورة، بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي برعاية دولية، وما حمله معه مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد إلى المسؤولين اللبنانيين من اقتراحات لحل الاشكال بين لبنان وإسرائيل حول البلوك النفطي التاسع، والجدار الإسرائيلي، هذه التطورات استدعت للمرة الثانية في أقل من أسبوع، اجتماعاً رئاسياً في بعبدا ضم الرؤساء الثلاثة.

الاجتماع انتهى وفق ما تسرب من معلومات الى إتفاق بين الرؤساء الثلاثة على التعاون مع أي وساطات سواء من الجانب الأميركي أو من غيره شرط ألا يتنازل لبنان عن أي جزء من حقوقه النفطية، وإبلاغ الجانب الأميركي رفض لبنان انشاء إسرائيل جدارها الفاصل على النقاط المتنازع عليها عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

رئيس الحكومة سعد الحريري كشف حقيقة ما دار في اجتماع القصر، وما اتفق عليه الرؤساء الثلاثة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية من جهة، وما سيبلغه لبنان إلى وزير الخارجية الأميركية تيلرسون خلال زيارته إلى بيروت.

الرئيس الحريري أكد على وحدة موقف الرؤساء الثلاثة من النزاع مع إسرائيل، ومن كل الخطوات الواجب على لبنان إتخاذها إزاء أي تعديات إسرائيلية على لبنان.

وكان رئيس الجمهورية أكد ان لبنان أخذ قراراً بالدفاع عن أرضه في حال حصول اعتداء اسرائيلي عليها أو على حقوقه النفطية في مياهه الاقليمية، مبدياً في الوقت عينه ارتياحه إلى التدخلات الدبلوماسية والسياسية للمساعدة على فض الخلاف مع إسرائيل قبل أن تتوسع رقعته، ويصبح من الصعب تدارك تداعياته الأمنية والعسكرية.

كلام الرؤساء الثلاثة، يوحي الى حدّ ما بأن لبنان الرسمي ما زال مرتاحاً إلى الاتصالات الدولية، ولا سيما الاميركية منها للجم التدهور بين لبنان واسرائيل في شأن النزاع الحاصل وما رافقه من تهديدات اسرائيلية أحد تجلياتها بناء الحاجز الفاصل، وهو ما يؤكده التحرّك الأميركي السريع في اتجاه لبنان بدءاً بزيارة مساعد وزير الخارجية، وانتهاء بالزيارة المرتقبة يوم الخميس المقبل لوزير الخارجية نفسه ريكس تيلرسون، وما تردّد بين الأوساط الدبلوماسية في بيروت عن اقتراحات إيجابية وتطمينات أميركية حملها مساعد وزير الخارجية إلى الرؤساء الثلاثة، تؤكد على حرص الحكومة الاميركية على أمن واستقرار لبنان، بقدر حرصها على ابقائه بمنأى عن التوترات الحاصلة حوله ولا سيما التي حصلت في الأيام القليلة الماضية، بين إسرائيل والنظام السوري وحليفته إيران. فإستقرار لبنان هو خط أحمر بالنسبة إلى أركان المجتمع الدولي ومن باب أولى بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي.

ورغم أهمية الاجتماعات الرئاسية التي يشهدها قصر بعبدا، بعد طي صفحة الخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية على خلفية إدارة الحكم والصلاحيات، ووثيقة الوفاق الوطني والميثاقية، فإن الأهم منها في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها المنطقة أن تنجح جهود الرؤساء الثلاثة في تجاوز النزاع مع إسرائيل على خلفية إقامة الجدار والتهديدات الإسرائيلية التي ترافقها، وحتى تستمر المسيرة السلمية وصولاً إلى اجراء الانتخابات النيابية في موعدها لأنه يخشى من أن تطير هذه الانتخابات في حال استمرار التصعيد الإسرائيلي، ووصل إلى حدود الاشتباك.