Site icon IMLebanon

قرار أميركي يفوِّض إسرائيل ترويض العرب.. موقع لبنان الجديد في نظام صفقات ماسك – ترامب

 

 

 

على وقع قرار أميركي كبير، يلقى بعض الدعم من الغرب الاوروبي، تمضي اسرائيل في ترتيبات تأديب أو ترويض «فصائل المقاومة وحول ما كان يُعرف بالمحور الايراني – السوري، في وقت عادت فيه إلى الواجهة المخاوف من استعار الحرب بين الجماعات المسلحة، من سوريا أولاً، وربما تمتد إلى باقي نقاط التماس والتقاطع في المنطقة، في ضوء ما جرى من هجومات وعمليات وقتل وملاحقات في مدن الساحل السوري أي الأغلبية العلوية.

ومن الجنوب اللبناني، أو جنوبي الجنوب والمقصود ما بعد خط نهر الليطاني باتجاه الحدود اللبنانية الاسرائيلية تقدّم اسرائيل نموذج الدولة المارقة، فوق القوانين، والتفاهمات، وتلمس كل يوم تواقيعها على الاتفاقيات والتفاهمات، فهي تسيِّر المسيَّرات، وتدفع بالقذائف إلى حقول ومنازل الناس العائدين إلى قراهم المدمَّرة، من حولا إلى العديسة ومركبا وبليدا وكفركلا وغيرها من بلدات الحافة الأمامية ذات الحضور السكاني المكثف، قبل حرب الاسناد التي انتهت إلى حرب ذوي البأس، وانتهت بالترتيبات المعروفة أو الصيغة التطبيقية للقرار 1701.

ليل الجمعة –السبت، تحركت طائرات الاحتلال ومسيَّراته على طول أقضية الجنوب، سواءٌ جنوب النهر أو شماله، وصولاً إلى التحليق على مستويات منخفضة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

من ضغط احتلال الاسرائيلي، الذي يسرح ويمرح على مرأى ومسمع من اللجنة الخاصة بمراقبة وقف النار، والدولتين الضامنتين للاتفاق – فرنسا والولايات المتحدة الاميركية، إلى المخاطر الآتية من الشرق والشمال، لا تجد الحكومة اللبنانية من مناص املها سوى الرهان على الضغوطات الدبلوماسية على دولة الاحتلال، والاستعانة بدور الاشقاء والاصدقاء، لمنع انحدار أو انزلاق ما يحصل باتجاه المناطق ذات الاختلاط الطائفي، لا سيما في محافظتي الشمال وعكار، وتحديداً مدينة طرابلس.

ليس بالامكان ردع دولة الاحتلال الاسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، فبعد النتائج الكارثية للحرب بين اسرائيل وحزب الله طول الاشهر الـ 15 التي سبقت اتفاق وقف النار، وابتعاد حزب الله عسكرياً عن الرد على الخروقات لاعتبارات معروفة تتعلق بالخلل، الذي أصاب ميزان القوى العسكرية على الارض، فهي تلاحق من ترغب وتقتل هذا أو ذاك، وتروِّع من تشاء، وتجاهر ببقاء الاحتلال..

كان «طوفان الاقصى» والحرب المفتوحة التي ترتَّبت عنه، سواءٌ في غزة أو الضفة الغربية، ودخول اطراف المقاومة إلى ما عُرف بـ «حرب المساندة» أو جبهات المساندة، من حزب الله في لبنان، إلى المجموعات المسلحة في العراق كحزب الله وغيره، امتداداً إلى صنعاء بقيادة الحوثيين، الذين يستعدون للدخول في الحرب البحرية مجدداً من أجل الضغط على الاحتلال لإعادة ادخال المساعدات الانسانية إلى غزة، وفي ضوء ما يحصل من رفض اسرائيل، وتهويل العودة إلى التدمير بالطائرات والمسيّرات والاحتلال بادخال الجيش الاسرائيلي مجدداً إلى القطاع.

نكبة الحرب العدوانية على دول الجوار، من فلسطين إلى لبنان وسوريا آخذة بالتفاقم، سواءٌ عبر احتلال الاراضي أو إعادة عمليات التهدئة والاستقرار والذهاب إلى إعادة الإعمار.

تُعتبر «حرب الطوفان» والحروب المتصلة بها، استعادة على نحو فيه التماثل والتباين مع حرب الايام الستة في 5 حزيران 1967، والتي عُرفت بالنكسة، وترتب عنها احتلال أراض  جديدة لمصر، (سيناء) والجولان في سوريا، واحتلال الضفة الغربية لنهر الاردن، وكامل القدس الشرقية وقطاع غزة.

نص القرار 242 الصادر عن مجلس الامن بوقف العدوان، وعودة اسرائيل إلى ما بعد خطوط الرابع من حزيران 1967، أي الانسحاب من الاراضي التي احتلتها.

وباقي القصة معروفة على مدى ما يقرب من نصف قرن على القرار المذكور، وضرب اسرائيل عرض الحائط بمندرجاته، وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم، فالاحتلال يتوسع جنوب سوريا وعلى ارض الجولان، والاحتلال يعود إلى جنوب لبنان، عبر النقاط الخمس، واستباحة كل ما هو متاح في الجنوب المحرَّر، على الرغم من انتشار الجيش اللبناني هناك إلى جانب قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» التي تعمل بموجب الولاية القانونية للقرار 1701.

ما أشبه اليوم بالبارحة،وما أشبه تطور دولة الاحتلال بمراحل حربها الاستعمارية ضد دول المنطقة وشعوبها. بصرف النظر عن الاعتبار الايراني، ودوره سواءٌ في انشاء «محور الممانعة» أو غرقه في البحث عن مبررات للخروج من المواجهة إلى شاطئ الترتيبات المتوقعة أو غير المتوقعة، في ضوء الخطط التي يتحرك وفقها الرئيس الاميركي والمتمول الكبير دونالد ترامب، الذي لا يرى أمامه سوى الاموال والصفقات والسعي لإعادة الدولارات والذهب والمعادن إلى الخزائن الاميركية..

طلبت الادارة الاميركية من اسرائيل، المضي في الاستعداد للحرب، على الجهات السبع التي تحدث عنها نتنياهو، لكنها، أي الادارة الاميركية لن تقبل بأن يشاركها أحد في التفاوض مع ايران أو غير ايران، ضمن نظام الصفقات المعمول به في البيت الابيض.. والذي يخضع لتنسيق غير مسبوق أو معروف، اتصال أو علاقة مع دولة تعني مالاً أو لا مال، فحيث لا مال ولا معادن ولا طاقة لا حاجة للدولة أو حتى العلاقة، أو حتى بقائها ضمن المجموعة البشرية.

نظام النسق المالي، الكوني، الذي يدير بموجبه الثنائي إيلون ماسك ودونالد ترامب، يعرّض الاستقرار في الشرق الاوسط لدورات عنف واقتتال ولا استقرار، لا توقف، في الآماد القريبة والمتوسطة وحتى البعيدة.

ولئن كان لبنان من ضمن ترتيبات النسق الاميركي الجديد، فإن ارسال سفير إلى بلاد الارز» ذي تكوين مالي واستثماري، ولا من اصول لبنانية، يؤكد التطلع لاخضاع الثروة النفطية والغازية في البحر للاخطبوط الاميركي الذي يجيد الابتلاع فوق المياه وتحتها، وهذا هو التحدي الحقيقي للسلطة الجديدة في دولة لبنان الكبير أو جمهورية الطائف لتاريخه..