متغيرات كبرى في المنطقة العربية،بدأت طلائعها مع التحولات الميدانية والسياسية في سوريا، ومن لم يقتنع الى اليوم ان هناك مسائل اساسية تحولّت وتبدلت فلينتظر قليلاً، علّه لا يصاب بالذهول من هذه التحولات، التي بالتأكيد لم تأت من قبل جمعيات خيرية، اميركية او اوروبية، بل جاءت نتيجة صمودسوريا مع محور المقاومة المتعاون مع روسيا في سوريا، وقدرة هذا المحور من ايران الى العراق الى اليمن وسوريا ولبنان، على الصمود واخذ المبادرة بيده، والتقدم في ساحات المواجهة والحرب التي فرضت عليه في هذه الساحات.
التحولات الكبرى ليست حديث اوهام شخصيات في هذا المحور، بل يقولها سفير دولة معنية مباشرة بوضع في الشرق الاوسط وسوريا بالتحديد، بأنها واضحة من خلال المواقف الاوروبية، ومن خلال مواقف الامم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة الاميركية، التي اقتنعت قهراً وقصرا مع حلفائها ان النظام في سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد، باق، ولا يمكن تغييره بالقوة كما لا يمكن اقصاؤه وان الشعب السوري هو من اختار قيادته، وهو المخوّل الوحيد بهذا الاختيار في المستقبل.
ويقول السفير ان الانتصار الذي حصل في دير الزور بعد حلب يعني ان مشروع تقسيم سوريا انتهى، وان الخطوة جاءت بعد حلب، وكان الجميع يعلم ان التوجه سيكون الى دير الزور لهذه الاسباب حاول الاميركيون عبر تواجدهم العسكري في العراق وسوريا، منع تقدم القوات السورية والقوات الحليفة، لكن واشنطن فشلت امام قرار محور المقاومة وفي المقدمة قيادة سوريا مدعومة من ايران وروسيا، بأن تأخذ المبادة لتستعيد دير الزور المدينة الهامة على المستوى الاقليمي امناً واقتصادياً وجغرافياً.
وبذات الوقت الكلام للسفير المعنية بلاده بمجريات الميدان والسياسة في سوريا، فأن كل المشروع الاميركي – الاسرائيلي – الوهابي، الذي تحرّك لتقسيم سوريا انهار امام هذا التقدم الهام في المنطقة الشرقية، وان هذه الانجازات ستفرض نفسها على طاولة التفاوض بين الحكومة السورية وبين ما تبقى من معارضات، يسعى رعاتها الى التوأمة بينها لتكون جهة واحدة في التفاوض مع الحكومة السورية على اساس المشاركة في الحياة السياسية الوطنية السورية.
هذا الكلام كيف يُصرف لبنانياً او اقليميا؟ يؤكد السفير ان رهانات فريق 14 آذار سقطت بعد الانتصار في دير الزور، واشار الى ان تدعيات هذه الانجازات السورية، على لبنان والمنطقة، بدأت بوادرها تظهر خلال الاتصالات خلف الاضواء التي تجريها عواصم عربية وغربية مع الحكومة السورية، فيما الحكومة اللبنانية المعنية بالتنسيق مع سوريا لقضايا عدة هامة ما تزال تنتظر الضوء الاخضر من بعض الجهات الاقليمية. اما على الصعيد اللبناني، فأن للانجازات في سوريا انعكاسات هامة، لذلك نلمس ان بعض الدول كالاردن والعراق يسارعان لفتح الاوتوسترادات والاستفادة من التجارة والنقل، اضافة للتنسيق الامني، وهذا ما لم يستفد منه لبنان مباشرة الى اليوم.
لذلك ينصح السفير اللبنانيين ان عليهم ان يتعاطوا بمرونة وهدوء مع التطورات وان ينظروا بعين المصلحة الوطنية وما يمكن ان يستفيدوا منه من خلال فتح العلاقات مع سوريا، اما النقاشات الحادة حول التفاصيل، واستغلالها والاستثمار عليها، لن يفيد اصحابه على الاطلاق، وان تصفية الحسابات اللبنانية، لن يغيّر الواقع القائم، فاستمرار قيادة سوريا الجزء الاساسي من محور المقاومة هي الفكرة المنتصرة.