Site icon IMLebanon

نكبة ميس الجبل مضاعفة

  

 

لا تقتصر نكبة ميس الجبل جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ستة أشهر على تدمير بيوتها وتعثر مواسمها الزراعية، بل إن الخسائر الكبرى لحقت بالقطاع التجاري في البلدة التي تُعد سوقاً مركزياً على مستوى الجنوب. في وسط ميس الجبل أمس، انهمك حسين عيسى وأحمد حيدر بتوضيب البضائع في السوبرماركت التي يشغلانها لنقل ما أمكن منها وتلف ما انتهت صلاحيته، مستغلين ساعات الهدوء القليلة قبل أن يضطرا للمغادرة بعد انتهاء مراسم تشييع الشهيدين عباس دعيبس والمسعف حسين عساف. منذ الصباح وحتى ساعات ما بعد الظهر، ازدحمت البلدة بمئات من أهلها النازحين الذين لم يزر كثر منهم بلدتهم منذ أسابيع بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. تغيّرت معالم المنازل والأزقّة منذ ذلك الحين. التغير الأكبر كان في ساحة البركة حيث استهدفت الغارات في الأيام الأخيرة منازلَ ومحالَّ سوّتها بالأرض. تتجوّل نسرين رزق وابنتها بتول وحفيدتها آلاء بين الدمار. تشير آلاء (12 عاماً) إلى ركام منزل جدها وعمها ومنازل أقربائها من آل خشفة. ركام الدمار في الشارع الرئيسي اختلط بالزجاج والأبواب الحديدية والبضائع التي تطايرت من داخل المستودعات.

 

عند مدخل البلدة الجنوبي من ناحية بليدا، قبالة موقع العاصي المعادي، وعند المدخل الشمالي لجهة حولا، قبالة موقع المنارة، تتراصف مبان ضخمة لمعارض مفروشات وسجاد وأدوات منزلية وأثاث تحطّمت واجهاتها بسبب الغارات والقذائف.

مختار ميس حسن قبلان يملك معملاً ومعرضاً للمفروشات، ومنذ بدء العدوان، لم يتمكن من تفقّد مستودعاته التي لم يفرغها من البضائع لأن «نقلها في شاحنات كبيرة قد يعرّضنا للاستهداف. لذلك، نقل البعض ما تيسّر من بضاعته في سيارته الخاصة على دفعات». ويلفت إلى أن ميس تستقطب زبائن من المناطق كافة بسبب تنوّع أسواقها وانخفاض سعر البضائع بالمقارنة مع المدن الكبيرة، «وكنا قد جهّزنا بضاعة لموسم الشتاء وما سيليه من مواسم الأعياد والصيف». مصطفى قاروط الذي كان يلتقط صوراً لما تبقّى من ألواح شمسية في محله بعدما دفع عصف الغارات بالبضائع إلى الشارع، يشير إلى أن سوق ميس كان يضم محالّ ومؤسسات توفّر اكتفاء ذاتياً للمنطقة الحدودية.

تدمير كامل لـ 65 وحدة سكنية وجزئي لـ 650 وتضرّر 165 مؤسسة تجارية

 

وأوضح رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير لـ«الأخبار» أن المسح الأولي للأضرار أظهر وجود 65 وحدة سكنية مدمّرة تدميراً كاملاً و650 وحدة سكنية مدمّرة جزئياً، إضافة إلى تضرر 165 محلاً ومؤسسة تجارية بشكل جزئي. وأوضح أن المحال التي تمتد على مسافة لا تقل عن كيلومتر ونصف كيلومتر على الطريق العام تحتوي على بضائع بعشرات ملايين الدولارات استوردها أصحابها قبل العدوان، ولا سيما السجاد والحرامات. كما أشار إلى خسائر جسيمة في القطاع الزراعي في البلدة التي تزدهر فيها زراعة القمح والتبغ، إضافة إلى تدمير منازل تراثية يعود بناؤها إلى ما قبل 150 عاماً.